"بيدو" اسم لامع في عالم المأكولات الأرمنية التقليدية الشعبية، انطلقت منذ 40 سنة، في ركن لا يزال محافظاً عليها في برج حمود، يديرها اليوم جيل الشباب بعد اكتساب الخبرة من الأب على مدى السنوات الماضية، إيماناً بالحفاظ على أسرار المهنة وتقاليدها، وبالتالي توريثها للأجيال القادمة. يوسف بو صالح، حامل إجازة في الحقوق سعى لتطوير المهنة بمعاونة أخيه ايلي بو صالح، كمديرين مسؤولين، حتى باتت مصنوعات "بيدو" تصل إلى العديد من دول العالم الخارجي. مجلة "رانيا " التقت بو صالح، وكان معه الحوار التالي:
كيف يمكن تلخيص نشأة مؤسسة "بيدو" وتطوّرها؟
من المعروف أنّ مؤسسة "بيدو" تأسّست منذ أكثر من 40 عاماً، وهي تعنى بمأكولات أرمنية تقليدية محدّدة بشكل خاص، وعندما استلم والدي الإدارة كانت برج حمود لا تزال مليئة بالأشجار ولم يكن فيها أسواق نقصدها للتسوّق، وكانت "بيدو" تعمل في تصنيع البسترما والسجق والمقانق، ذات النكهة الأرمنية التقليدية، حيث كانت الفكرة جديدة على اللبنانيين، ومع مرور الوقت أصبح اسم "بيدو" معروفاً، واستطاع أن يكتسب شهرة في لبنان والخارج. مع ازدياد طلبات المستهلكين من حاجياتهم في سفرهم وخاصة اللبنانيين الذين يعملون في الخارج، تولّدت لدينا فكرة تسهيل عملية التغليف وتجهيزها للتصدير. ومنذ 8 سنوات قمنا بتوسيع المعمل واستحدثنا قسماً خاصاً للتصدير، وبدأنا فعلياً بتصدير مصنوعاتنا إلى دول الخليج العربية، أما اليوم فأصبح لدينا مروحة كبيرة من التصدير، وتوسّعت أسواقنا نحو سنغافورة، الصين، كما لدينا وكلاء في دبي، الأردن، البحرين، مصر، ابيدجان وليبيريا.
منذ متى تم إحداث هذا التطور؟
منذ 10 سنوات، رأينا أنه أصبح لزاماً علينا إحداث نقلة نوعية في عملية التصنيع، نظراً لإتساع حجم السوق، وزيادة الإنتاج وحاجة الأسواق المحلية أو التصديرية، مواكبين التطور بالتوازي مع الحفاظ على التقليد في نوعية وجودة وطعم المصنوعات.
لماذا لم يتم استحداث فروع خارج برج حمود؟
الكثيرون يطرحون هذا التساؤل، أولاً لأن الفكرة نشأت من برج حمود وفيها، لهذا النوع من المأكولات، ومن محل "بيدو" المعروف منذ عشرات السنين، وقد اشتهرت المنطقة التي باتت مقصداً للمأكولات الأرمنية التقليدية، وكان لا بدّ من الحفاظ على هذه النقطة والمحل بالتحديد. إلاّ أنّ فكرة التوسّع بفروع جديدة داخل لبنان واردة، أو عن طريق العمل بأسلوب "الفرنشايز"، لكن اهتمامنا كان منصبّاً أولاً على توسيع المعمل لتسهيل وتأمين حركة التصنيع المتزايدة واستحداث قسم خاص يعنى بالتصدير.
ما هو حجم الإنتاج لمصنوعاتكم وما هو عدد العاملين؟
لدينا 15 عاملاً في المعمل، إلى جانب 4 إداريين، يقومون بالتصنيع وتأمين نحو 70 طناً شهرياً كمعدل وسطي، نصف الكمية للإستهلاك المحلي، والنصف الآخر للتصدير للأسواق الخارجية.
ما هي أساليب الوقاية للحفاظ على جودة وسلامة مصنوعاتكم، خاصة المعدة للتصدير؟
من المعروف أنه كان اسلوب التجفيف تحت أشعة الشمس لهذا النوع من المأكولات، وبطريقة بدائية، وفي كل مرحلة تتطلب مواكبة العصر والتطوّر، ولا شك أنّه يتطلب بالدرجة الأولى الوقاية والجودة وسلامة المنتج، ومع تحديث المعمل وتوسيعه، أصبحت المنتجات مغلّفة وتحمل مواصفات وتاريخ التصنيع بحيث تصل إلى المستهلك دون أن تمسّها الأيدي، أما الكميات المُعدّة للتصدرير، فيتم سحب الهواء بعد تغليفها للمحافظة عليها مدة أطول. علماً بأنه يتم ارسال عينات من مصنوعاتنا وإخضاعها للفحوصات اللازمة. ويتم التعاون مع وزارة الصحة وغرفة التجارة، لمواكبة التدريب على برنامج سلامة الغذاء، وتزويدنا باللوائح اللازمة بالمواصفات، كما نتعاون مع شركة "بويكر" المتخصّصة في عمليات السلامة والوقاية، والتي قامت بتدريب العاملين، كذلك بتزويدنا بمواد التعقيم للماكينات والأرضيات والمستلزمات في المعمل.
ما هي مصادر استيراد اللحوم والبهارات لمصنوعاتكم؟
نستورد اللحوم المبرّدة مباشرة من أوروبا، بلجيكا، البرازيل، الارجنتين، نيوزيلندا وأستراليا، لأننا نحتاج إلى قسم محدّد من اللحوم التي نستوردها، أما البهارات فإننا نتعامل بأجود أنواع البهارات من منتوجات "البيت الثاني" التي نستلمها معقّمة، ورغم ذلك نقوم بالفحص المستمرّ لها.
ما هي العوائق التي تواجهكم في أعمالكم، وما هي رسالتكم لزبائنكم؟
إنّ قطاع المأكولات والمطاعم هو قطاع خدمات، ويعتمد بالدرجة الأولى على الإستقرار والسياحة، ولا شك أن الحروب في المنطقة انعكست سلباً على الإستهلاك المحلي الذي انخفض أكثر من 50%، وهذا الوضع بدأ منذ 4 سنوات أي مع بداية الحرب في سوريا. أما رسالتنا الى الزبائن الكرام، فإنّنا نطمئنهم باعتمادنا معايير السلامة والحفاظ على جودة مصنوعاتنا، كما ندعوهم للتأكّد من مستوى منتوجاتنا من خلال زيارة "بيدو" والمعمل، والإطلاع عن كثب على الأساليب المُتبعة.
تعليقات الزوار