توفّي العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، في المستشفى، بعد مُعاناة مع المرض، عن عمر يناهز التسعين عاماً.
وكان الملك عبدالله يمسك بمقاليد الحكم في بلاده، بعد تنصيبه رسمياً ملكاً للسعودية في العام 2005 بعد وفاة الملك فهد، ومنذ ذلك الحين، كان راعياً للإصلاح وقائداً لمسيرة النهوض ومكملاً لخطط التنمية في المملكة.
وتدرّج الملك عبدالله منذ العام 1964 في رئاسة الحرس الوطني، ثم عُيّن في العام 1975 نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وبويع في العام 1982 ولياً للعهد ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب رئاسته للحرس الوطني حتى العام 2005.
تولّى الملك عبدالله عدة مناصب أخرى حيث شغل منصب نائب رئيس اللجنة العليا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية ورئيس المجلس الإقتصادي الأعلى ونائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، ورئيس مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين، ورئيس الهيئة العامة للإستثمار، ونائب رئيس مجلس الخدمة المدنية، ورئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
ينسب له الفضل في علاقات المملكة الجيدة مع الدول العربية والأجنية، إذ قام بالعديد من الجولات الرسمية ومثل فيها المملكة في العديد من المؤتمرات واللقاءات، كما كان له دور هام وجلي في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية، وكذلك في دعم العلوم والعلماء الذي تمثل في إنشاء مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض ومؤسسة الملك عبد العزيز في المملكة المغربية.
ووفق النظام الأساسي للحكم في المملكة، عين ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكاً للسعودية، بعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث تمّت مبايعته ملكاً في اجتماع ضمّ كبار الأسرة المالكة وهيئة البيعة، كما تمّت مبايعة سموّ الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد.
ويعد الملك سلمان بن عبد العزيز، الإبن الـ 25 من الأبناء الذكور للمؤسّس الملك عبد العزيز آل سعود، وهو أمين سرّ العائلة المالكة ورئيس مجلسها لسنوات عدة ويبلغ من العمر 80 عاماً، وكان أميراً للعاصمة ومركز الحكم السعودي في الرياض، لفترتين، قبل أن يصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، ومن ثم ولياً للعهد مع احتفاظه بحقيبة الدفاع.
ترأّس الملك سلمان عدداً من اللجان والهيئات الرئيسية والمحلية لجمع التبرّعات للمتضرّرين من الكوارث الطبيعية في العالم الإسلامي، كما ترأّس عدداً من الجمعيات والهيئات ذات النشاط والمهام الداخلية والخارجية.
لعب الملك سلمان منذ شبابه، أدواراً متعدّدة في السعودية، حيث لازم الملوك، وكان بمثابة المستشار الشخصي وأميناً للعائلة، ولم يقتصر دوره السياسي يوماً على إمارة الرياض، حيث كان وجوده في العاصمة وقربه من الديوان الملكي ممزوجاً بمعرفته السياسية، سبباً ليكون محطة رئيسية في جدول الزعماء زوار السعودية كما وكان وجوده رئيسياً في المفاوضات مع قادة العالم الذين يزورون العاصمة السعودية، وعضواً في الوفود الملكية التي تجول العالم، قبل أن يقوم هو بنفسه بتمثيل بلاده لدى دول الخليج والعرب والعالم.
ومنذ عهد الملك سعود، كان الأمير الشاب مجاوراً له في المحافل الدولية، وكان شاهداً على مقتل أخيه الملك فيصل، وحاضراً خلف أخيه الملك عبدالله في مبايعته، مروراً بالملك فهد والملك عبدالله، قبل أن يرافق أخويه الامير سلطان والأمير نايف في رحلتهما العلاجية.
رجل الملفات الصعبة الملك سلمان بن عبد العزيز، عرف بدور سياسي خارجي، برز مبدئياً أثناء الإنقلاب في قطر ومحاولات التهدئة التي قامت بها السعودية، وتضاعف دوره في أزمة الخليج، حيث كان مبعوثاً خاصاً للملك فهد في كثير من المهمّات الخاصة إلى الكويت والإمارات العربية المتحدة.
والتصقت بالملك سلمان الكثير من الألقاب غير الرسمية، لأنّ دوره في بناء الدولة لم يقتصر يوماً على منصبه الرسمي، بل تعداه ليكون أحد الأعمدة الرئيسية للحكم في الدولة السعودية.
مجلة "رانيا" تتقدّم بخالص العزاء من المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً في المصاب الجلل، راجية المولى عزّ وجل أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
تعليقات الزوار