لبنان الأرز الذي تميّز بجمال مناخه وتضاريسه وتغنّى منذ العصور بحضارته وأماكنه السياحية والأثرية، شهد محطاتٍ فنية لامعة منذ القدم، رسمت تاريخه وأصالته بأصوات عمالقة الطرب كصباح، وديع الصافي نصري شمس الدين، ملحم بركات وفيروز. هذه الأيقونات الطربية أسّست مدارس غنائية عدّة، لتلتحق بها سلسلة من الأصوات التي حلّقت بلبنان بعيداً إلى أفق الفن الجميل والمعاصر. هذا الفن بمكوناته لم يكن بمنأى عن المشاحنات السياسية وإظهار الانتماء السياسي في الإنتخابات أو الأزمات، إذ أعرب بعض الفنانين عن تأييدهم لحزب معين ومنهم من تغنّى بالجيش اللبناني ودعمه ومنهم من نأى بنفسه بعيداً عن هذه الدوّامة. هذه التفاصيل تأخذك لبرهة بالتفكير لماذا لا يتولى المطربون اللبنانيون مناصب وزارية؟ وما هي الحقيبة الأنسب لكل واحد منهم؟...
لا وراثة سياسية بعد اليوم...
وزارة الداخلية تليق بنجوى كرم لأنها ترفع شعار الجيش اللبناني في المناسبات كافةً وتتغنّى به وتذكره باستمرار في حواراتها الصحافية، كما وقدّمت العديد من الأعمال وغنّت المواويل اللبنانية التي تحثّ على الوطنية ورفعت شعار " الجيش خط أحمر" دعماً ومؤازرةً للجيش الذي دافع بدماء عناصره عن كل شبر من لبنان، وتحرص على الظهور بصورة الفنانة اللبنانية التي لا همّ لها سوى المواطن اللبناني.
أما وزارة الصحة فتناسب إليسا وذلك لانتصارهافي مكافحة سرطان الثدي، كما وعُيّنت رسمياً سفيرة حملة التوعية لسرطان الثدي للعام 2018. وعملت على نقل تجربتها مع هذا المرض الخبيث من خلال حملات توعوية وندوات تحثّ فيها كل النساء أن لا يستسلمن وأن يتعاملن مع المرض بطريقة طبيعية. إليسا الملهمة الأولى لجميع النساء اللبنانيات بإصرارها ومتابعتها لمسيرتها الفنية رغم مرضها، تستحق لقب وزير الصحة بجدارة.
وزارة العدل في لبنان تليق بفنانين كُثر لكننا إخترنا عاصي الحلاني لأنه عبّر عن موقفه الصريح تحت عنوان "الوقوف في وجه الظلم"، قائلاً: "عندما تُقرّر الوقوف ضد الظلم توقع أنك سوف تُشتم ثم تُخَوّن ثم تُكَفّر، لكن إياك أن تسكت عن الظلم من أجل أن يقال عنك رجل سلام!". هذه الجملة التي يوجه فيها الحلاني رسالة لكافة الأفرقاء وغيرها من المواقف الواضحة، تؤهّله لنيل منصب وزير العدل.
راغب علامة يستحق حقيبة وزارة البيئة لاهتمامه الكبير في القضايا البيئية، وذلك من خلال مشاركته في عمليات إعادة التشجير ودعمه للمتظاهرين خلال الإعتصامات المطالبة بمعالجة أزمة النفايات في بيروت. عُين راغب سفيراً لحملة الأمم المتحدة حول تغيّرالمناخ (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)، وذلك في إطار دعمه الدائم لحملات الزراعة التي تخدم البيئة.
يستحق رامي عياش منصب وزير التربية والتعليم بجدارة لأنه يهتمّ بالأمور الإجتماعية ويرأس جمعية "عيّاش الطفولة" التي تهدف إلى مساعدة الأطفال لنيل العلم واكتساب المعرفة. رامي يعمل بصورة دائمة على جمع التبرعات للطلاب من أجل تغطية تكاليف عامهم الدراسي.
أمّا وزارة المهجرين فحصدتها جوليا بطرس التي ساهمت في إعادة إعمار لبنان بعد الخسائر المادية الفادحة والدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتيّة خلال حرب تموز 2006، لذا أطلقت ألبوم "أحبائي"، وأحيت مجموعة من الحفلات الغنائية في عدة بلدان عربية. عاد ريع تلك الحفلات إلى عائلات الشهداء الذين سقطوا خلال الحرب، وبعد مرور عام على إطلاق هذا المشروع، أعلنت جوليا أنها قد جمعت نحو 3 ملايين دولار أميركي.
وزارة الشؤون الإجتماعية تليق بمايا دياب لأنها تقوم بالأعمال الخيرية التي تعتبرها رسالة بالنسبة لها. عملها الخيريّ يتمحور حول مساعدة الأطفال، الأمر الذي دفع بمركز سرطان الأطفال لتسميتها الناطقة باسمهم في لبنان، كما تُعنى بإجراء حملات توعية من أجل سلامة الناس على الطرقات في لبنان والعالم العربي.
تعليقات الزوار