تُعدّ السعرة الحرارية وحدة طاقة يمدّنا بها الطعام الذي نحصل عليه سواء من الكربوهيدرات أو الدهون أو البروتينات، وإذا كان نظامنا الغذائي يرتكز على خفض أي من هذه المجموعات الغذائية فلن نجد الفائدة المرجوة. ويكمن سرّ الحفاظ على وزن صحي مدى العمر في معدّل السعرات الحرارية، فإدارة الوزن تتعلق بتوازن عدد السعرات التي يستهلكها الجسم من الطعام والشراب مع تلك المستخدمة في وظائف الجسم الطبيعية والنشاطات اليومية والتمارين الرياضية. ولتخفيض الوزن يجب أن تكون السعرات الحرارية المستهلكة أقل من تلك المستنفدة حرقاً، بينما ينبغي لإكتساب الوزن أن تكون السعرات الحرارية المستهلكة أكثر من تلك المستنفدة حرقاً. لكن، كيف يمكن تطبيق هذه المعادلة فعلياً على أرض الواقع؟ وكيف يمكن تعقّب كل حركة نقوم بها أو سعرة حرارية نستهلكها؟ يُبلي البعض بلاءً حسناً في تخفيض الوزن عبر احتساب السعرات الحرارية بلا كلل، وقد حصدوا نتائج مرضية كونها وسيلة رائعة لمعرفة معدّل السعرات الحرارية اليومية وطريقة ممتازة للبدء بتغيير نمط حياتهم. في حين يتبع البعض الآخر طريقة أكثر سلاسة تنتهج التوعية والدراية إزاء السعرات الحرارية وذلك من خلال تفقّد ملصقات الأطعمة والمعلومات الغذائية الخاصة بالمطاعم لمعرفة مجموع السعرات الحرارية ليكونوا على بيّنة من الكمية التي يستهلكونها. وأكّدت دراسة حديثة أنّ هنالك حاجة ماسة إلى وضع ملصقات غذائية جديدة لإبلاغ الأشخاص بكمية التمرينات اللازمة لحرق السعرات الحرارية بدلاً من إطلاعهم على السعرات الحرارية الموجودة في منتج معين، وهو ما قد يكون أكثر فاعلية في فقدان الوزن. وتؤكّد "الجمعية الملكية للصحة العامة" في بريطانيا أنّ معظم الناس لا يفهمون السعرات الحرارية ومستويات الدهون من حيث توازن الطاقة، موضحةً إنّ إدخال معادلة النشاط أو السعر المعادل للسعرات الحرارية أو استهلاكها من شأنه أن يطلع المستهلكين بعدد دقائق أو أميال التمارين التي يحتاجونها لحرق السعرات الحرارية في منتج ما.
كميّة السعرات الحرارية المتباينة بين الرجل والمرأة
هنالك متوسّط للسعرات الحرارية التي يجب تناولها خلال اليوم الواحد لكل فرد، وتعتمد هذه الكمية على عوامل عدّة منها: العمر، الوزن، الطول، مستوى النشاط، صحة النظام الغذائي وغيرها... ويبلغ هذا المتوسط قيمة 2000 سعرة حرارية في اليوم للمرأة للحفاظ على وزنها، و1500 سعرة حرارية لفقدان 0.45 كيلوغرام من الوزن خلال أسبوع واحد، بينما 2500 سعرة حرارية للرجل للحفاظ على وزنه و2000 سعرة حرارية لفقدان 0.45 كيلوغرام من الوزن خلال أسبوع واحد. وتُحدّد كمية السعرات الحرارية من نوع الطعام المتناول وكميته، وبالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً لإنقاص الوزن فإنّ كمية السعرات الحرارية في الغذاء تحدّد نوع الغذاء الذي يجب عليهم تناوله.
طرق مفيدة وصحية لحرق السعرات الحرارية
توفّر الخضروات الورقية الخضراء مثل السبانخ والكرنب والخس والبقدونس الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن المحاربة للأمراض وتعمل على تقوية المناعة وتساعد في إنقاص الوزن والتمتّع بالرشاقة.وتُعرف هذه الخضروات بأنها قليلة السعرات الحرارية والدهون وغنية بالألياف الغذائية التي تساعد في عملية الهضم والشعور بالشبع لمدة طويلة وضبط مستوى السكر بالدم. ويعود الفضل في اللون الأخضر إلى مادة "الكلوروفيل" التي تمتاز بتأثير مضاد للأكسدة و تعمل على طرد السموم من الجسم. وتحتوي الخضروات الورقية الخضراء أيضاً على مواد مُرّة تعمل على تنشيط الهضم وتمتاز بتأثير مُدرّ للبول ما يساعد في محاربة احتباس السوائل بالجسم. وتساعد بعض التوابل أيضاً على تحفيز عملية التمثيل الغذائي أو تحويل الطعام إلى طاقةأبرزها:الفلفل الأحمر الحلو أو الحار وهو من التوابل التي تحرق 100 سعرة حرارية في اليوم بمجرد إضافتها إلى الوجبات الرئيسية. وكذلك الكمّون يساعد على تهدئة الإنتفاخ والتلبّك المعوي والتوتر العصبي وزيادة حرق الجسم للدهون المخزّنة، ويساعدالزنجبيل أيضاً على زيادة الكوليسترول الجيّد وتنظيم نسبة السكر بالدم، بينما يمنع الفلفل الأسود الجسم من تخزين المزيد من الدهون وهو ضروري ليستطيع الجسم امتصاص الكركم الذي يقوم بتحفيز الجسم لحرق السعرات الحرارية.أما القرفة فتقوم بتنظيم السكر والكوليسترول بالدم وزيادة حرق السعرات الحرارية.وتوجد بعض الممارسات التي يمكن القيام بها يومياً للمساعدة على حرق السعرات الحرارية منها: صعود الدرج ونزوله مرات عدّة، وضع السيارة في مكان بعيد لتكون هنالك مسافة جيدة للمشي قبل الوصول إلى المكان المطلوب، أخذ استراحة أثناء العمل في المكتب للمشي وتحريك الجسم، استغلال الوقت في رفع بعض الأوزان عند التحدّث في الهاتف، العمل على مكتب مرتفع لإجبار الفرد على الوقوف بدلاً من الجلوس، القيام بالمشي أثناء عقد اجتماعٍ للموظفين بدلاً من الجلوس والمشي بسرعة أكثر من المعتاد.
تعليقات الزوار