بيع "كبسولات" لا نعلم ما بداخلها هو خطرٌ مميت يجب إيقافه
تزدهر تجارة المنتجات التجميلية أو الطبية بعيداً عن عيون الرقابة ومواصفات السلامة، حتى أصبحت حياة المواطن اللبناني حقل تجارب للمروّجين لطبّ الأعشاب وغيرها من المنتجات المماثلة، التي يدّعي هؤلاء المروّجون أنّها علاجات طبيعية، قادرة على تحقيق معجزات أخفق الطبّ الحديث في صنعها. تكمن خطورة هذا الملف في النتائج السلبية والأعراض الجانبية الخطيرة التي لحقت بعدد كبير من مستخدمي هذه المنتجات المصنوعة من الاعشاب بحسب قولهم!! التي نجهل ما وضِع بالتحديد في داخل كل كبسولة. وهل يجوز إعطاء إي دواء أو أية عشبة من مصدر غير مؤهل وغير حائز على أية شهادة في الطب؟؟؟ فمن الممكن أن تتعارض بعض هذه الأدوية مع دواء معين للقلب أو السكّري أو الشرايين... الأمر الذي يشكّل خطراً على الصحة العامة نتيجة عشوائية ممارسة الطبّ البديل.
من هنا، نرفع الصوت عالياً لمعالي وزير الصحة غسان حاصباني للنظر بتمعّن في هذهالكارثة التي باتت تهدّد مجتمعنا، إذ لا يجوز لمصنّعي ومروّجي هذه الأدوية أن يكملوا مسيرتهم مدّعين التخصّص في الشأن الطبّي والأدوية والعقاقير، لا سيما أنّ إعداد بعض الخلطات والوصفات العشبية وبيعها للمستهلك لا يخضعان لمعايير وزارة الصحة ومؤسسات الغذاء والدواء كسائر الأدوية المتواجدة في الأسواق اللبنانية. وما يزيد الأمر تعقيداً أنّ هذه المنتجات غير خاضعة للتجارب أو الدراسة قبل بيعها، ما يعني أننا أمام واقع خطير يتطلّب حلّاً سريعاً ونهائياً.
حرصنا ليس تهجّماً على "طب الأعشاب" كطب بل كممارسة فعلية في لبنان، إذ أنّ الطريقة التي يمارس فيها خطيرة ومرفوضة من الأطباء المختصّين الذين درسوا سنوات وسنوات لينالوا شهادات من بلادهم أو من الخارج ليلقّبوا بكلمة طبيب أو جراح، فأين أنتم أيها المروجون الماديون الذين تختبئون وراء كلمة "الأعشاب الطبيعية"؟
تعليقات الزوار