تسلّمت حقيبتها الوزارية بطاقة إيجابية
أبصرت حكومة "إلى العمل" النور بولادة قيصرية بعد مرور أشهر عدّة على التعطيل، لتفجّر مفاجأة من العيار الأنثوي الثقيل، بتولّي 4 نساء مناصب وزارية مهمّة، كادت أن تكون حكراً على الرجال فقط. لكنّ لبنان أنصف المرأة من جديد ومنحها الوزارات التالية: الداخلية والبلديات، الطاقة والمياه، التنمية الإدارية، والتأهيل الإجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة.
إستغرب البعض إستلامها هذه الوزارة المهمّة، علماً أنها لم تتسلّم أية حقيبة وزارية في السابق، لكنّها سيدة نشيطة وذكية ولديها خبرة واسعة في مجال الطاقة، ممّا أهّلها لتتولى منصب وزير الطاقة والمياه بجدارة. وفي لمحة سريعة عن مسيرتها الذاتية والعملية، ولدتندى بستاني في 27 كانون الثاني 1983، من بلدة عين الريحانة قضاء كسروان، متأهّلة ولديها إبنة. تحمل إجازة في الاقتصاد من جامعة القديس يوسف، وشهادة دراسات عليا في الإدارة من المدرسة العليا للتجارة في باريس (ESCP Europe). عملت بستاني لمدة 4 سنوات في الاستراتيجيات المالية والعملية لإعادة هيكلة عدد من الشركات الدولية، ولأنها تحب وطنها عادت إلى لبنان في العام 2010، وتولّت منصب مستشارة وزير الطاقة والمياه في العام نفسه، وعملت مع وزارة الطاقة على تنسيق وتنفيذ ورقة سياسة قطاع الكهرباء في لبنان. خدماتها الاستشارية تعدّت هذا القطاع لمشاريع وملفات أخرى تتعلق بالهيكلية التنظيمية لوزارة الطاقة والمياه ومؤسّساتها. ولا يمكننا أن نغفل أنها ناشطة في التيار الوطني الحرّ، وقد عيّنت في العام 2016 منسقة اللجنة الاستشارية للطاقة والمياه في التيار.
بعدما شرّعت الحكومة أبوابها الواسعة لاستقبال الوزيرة ندى بستاني، باتت الأنظار اليوم متّجهة إليها لحلّ أزمة الكهرباء بشكل جذريّ، فبدأت على الفور بمتابعة هذا الملف وغيره من الملفات، وحثّت الجميع على التكاتف وعدم التناحر لتحقيق المصلحة العامة، لأنّ التعاون والتنسيق والتواصل هو الأساس لإنتاجية أفضل، إذ لا يمكن لأي بلد في العالم أن يستمرّ في ظلّ تجاذبات سياسية من شأنها فرملة عمل الحكومة ووضع العقبات أمامها على حدّ تعبيرها. وتوجّهت بستاني إلى الأفرقاء السياسيين بالقول:"علينا جميعاً مسؤوليات يجب أن نتحمّلها، ونحن لدينا الإرادة، العزم والتصميم على الإنجاز، ونتمتع بما يكفي من الطاقة الإيجابية لمتابعة المشاريع المطروحة، ولن يوقفنا أي شيء عن الإنتاج والعمل، لأنّ مصلحة المواطن فوق كل إعتبار. إنه نهج فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونحن على النهج سائرون". وأكّدت بستاني: "أنّ العهد الجديد يحمل الآمال، الوعود والحلول، فالتعاون مع الإدارات أمر بديهي لمواجهة الاستحقاقات الأساسية، أهمّها ملف الكهرباء، وأن الخطة الاقتصادية الوطنية ترتكز على نهضة هذا القطاع، وكلنا شركاء بمستقبل وطننا، وفي حال فشلنا سيفشل الجميع والعكس صحيح. لذلك، سأعمل، ليلاً نهاراً، لتأمين التيار الكهربائي وتحسين الجباية، وسأمدّ يدي للجميع لإيقاظ هذا القطاع الحيوي كأولوية في برنامج الحكومة".
أما بالنسبة للتشكيلة الحكومية، فرأت الوزيرة أن الرابح الوحيد هو لبنان، مؤكّدةً أنها حكومة أعمال أتت لتُنجز، ضمن خطة إنقاذية كاملة متكاملة للقطاعات الإنتاجية كافة. بهذه الإرادة، العزم والطاقة الإيجابية التي تتحلّى بها الوزيرة ندى بستاني، تتحرّك باتجاه تحقيق الوعود التي لطالما إنتظرها الشعب اللبناني، بأن يصبح النور أمراً مستداماً لا ينقطع عن ناظريه أبداً. ولأنها على ثقة تامة بما تصبو إليه، دعت الوزيرة الوسائل الإعلامية كافة الى مواكبتها كشريك فعلي في مسيرتها، لأنّ الجميع شركاء في بناء مستقبل الوطن. نُثني على جهود الوزيرة بستاني ونقف خلفها وندعمها، ونؤكّد أنّها بالطبع ستكون أهلاً لمسؤولياتها.
تعليقات الزوار