خيوط الشمس الذهبية التي تغمر كروم العنب الخاص بنبيذ "شاتو كفريا" الواقعة في سفوح جبال الباروك المشرفة على سهل البقاع اخذت مع مغيبها الراحل ميشال نقولا دي بسترس مؤسّس الشركة وهو من مواليد الأشرفية الذي ترعرع وتلقّى علومه في مدارس الآباء اليسوعيين قبل أن يتابع دروسه الجامعية في جامعة القديس يوسف وينال إجازة الحقوق ثم إجازة العلوم السياسية والآداب.
تميّز ميشال دي بسترس بحبّه للأرض والكرمة، وقد ورث من العائلة مساحات شاسعة من الأراضي في كفريا، وعمل مع شقيقه سيريل في تحدّي الصخر وترويضه، فجعلا الأرض الصخرية قابلة لزراعة الكرمة وأنشآ خمّارة حديثة لنبيذٍ ذاع صيته في كل أنحاء العالم. اهتمّ ميشال دي بسترس في مجالات عدّة في مقدّمها السياحة، وكان له دور في لجنة مهرجانات بعلبك، وهدفه كان رفع اسم لبنان عالياً.
مجلة "رانيا" التقت مدير عام الشركة إدوار قصرملّي الذي اطلعنا على مزايا وخصائص نبيذ "شاتو كفريا" الذي يتعدّى انتاجه المليون ونصف مليون زجاجة، وقال قصرملّي: "بدأ ميشال دي بسترس، في العام 1979 أثناء الحرب بتصنيع نبيذه الخاص في منطقة كفريا، متحدياً كل المصاعب والمعوقات لينجح في يومنا هذا الى تصديره لأكثر من خمسة وأربعين بلداً. ورغم أنّ لبنان من أصغر الدول المنتجة للنبيذ في العالم، إذ لا ينتج اللبنانيون إلاَّ حوالى ثمانية ملايين زجاجة نبيذ في السنة تقريباً، إلاّ ان النبيذ اللبناني استطاع أن يحظى لدى الخبراء بسمعة جيدة جداً، إذ تُوِّج أكثر من مرة بجوائز في مسابقات دولية عدّة.ويضيف ادوار قصرملّي: "إنّ كروم عنب كفريا تقع على ارتفاع يتراوح ما بين 950 و1100 متر عن سطح البحر ما يؤثِّر في تقوية الدوالي وتحسين جودة العنب التي يتميّز بها نبيذ شاتو كفريا".
وأوضح قصرملّي لمجلتنا أنّهم يحرصون على استخدام كل التقنيات المطلوبة لزراعة الكرمة في أراضٍ خصبة تتيح انتاج عدد من أصناف العنب لتضيف جودة الى نبيذ "شاتو كفريا"، حيث تقطف عناقيد العنب في أوج نضوجها ليحظى النبيذ بنكهة قوية ومميّزة، وعند التصنيع تمرّ بعدة مراحل وتختلف مدة تخمير العنب حسب النوع والمذاق المطلوب. أما عملية التخمير والتخزين فتتم في براميل مصنوعة من خشب السنديان الفرنسي. وأكّد أن سرّ نجاح مُنتجات "شاتو كفريا" في انتشارها وتفضيلها لمختلف المناسبات يعود الى حرص الشركة على اختيار أنواع العنب بدقّة لإنتاج أنواع واسعة من النبيذ فشعارها كان منذ البداية وسيظلّ التأكيد على النوعية وليست الكميّة.
وختم قائلاً: "تشهد صناعة النبيذ في لبنان والتي تعود الى آلاف السنين ازدهاراً على الصعيدين المحلي والعالمي بدعم من وزارة الزراعة وصنّف لبنان من بين أفضل مصنّعي النبيذ عالمياً، ونال جوائز وميداليات كثيرة ويعود سرّ هذا النجاح الى الجودة المعتمدة من قبل المنتجين والسعر المقبول وذلك باعتراف الجميع".
تعليقات الزوار