ضمن أجواء حملة سلامة الغذاء التي تقودها وزارة الصحة، وما عكسته نتائج الفحوصات المخبرية لمنتجات الأجبان والألبان والصناعية الغذائية. التقت مجلّة "رانيا" ناجي خيرالله، صاحب معمل متخصّص بتصنيع الأجبان الايطالية، لا سيما وأنّه كان قد خاض تجربته بشراكة ايطالية وصل انتاجها الى 21 صنفاً من الأجبان، لكن بعد انسحاب الشريك الأجنبي، بات خيرالله وحيداً، وقد خفّض من انتاجه ليصل الى 8 أصناف من الأجبان الإيطالية منها "الموتزاريللا".
ونظراً لحاجة الأجبان لمواصفات محدّدة من الحليب، ضمن خيرالله مزرعة أبقار في البقاع، وعزّزها بعدد من الجواميس، والإهتمام بأعلافها لرفع مستوى "البروتين" من الحليب والإكتفاء الذاتي من إنتاجها اليومي.
ما هي معايير السلامة المعتمدة في انتاجكم، وكيف تتمّ مراقبة تنفيذها؟
نعتمد في معاملنا على الفحص الأولي لكميات الحليب الواردة يومياً وتحديد نسبة الحموضة فيها والدسم والبروتين، كما يتمّ اجراء الفحص الجرثومي أسبوعياً في مختبر متخصّص، لتحديد مدى صلاحيته للإستهلاك البشري أو عدمه.
كيف انعكست حملة سلامة الغذاء على انتاجكم؟ وهل تمّ الكشف على معملكم؟
نحن لم نتأثر بالحملة التي تجري، وأرى أنه كان من الواجب القيام بها منذ زمن بعيد، أما بالنسبة لمعملنا فقد تمّ التنسيق ما بين وزارتي الاقتصاد والصحة مع بلدية عاريا التي تولّت اجراء مسح شامل وإحصاء للمعامل والمصانع والمحال وغيرها في البلدة، من خلال استمارة محدّدة يتمّ تعبئتها وتسليمها خلال 20 يوماً من قبل أرباب العمل. كما عمّمت إشعاراً يحدّد مواصفات معيّنة، ونحن ملتزمون بها مسبقاً بشكل طبيعي، بالإضافة الى بنود أخرى يجب التقيّد بها سنوياً، كعملية الدهان والطرش، إلاّ أنّ ذلك يحتاج الى أجواء دافئة بعد انتهاء موسم الأمطار والرطوبة، كذلك الالتزام بإضافة الشبك (المنخل) على جميع النوافذ، وغيرها من الأمور البديهية.
ما هو تعليقكم على اقفال بعض المصانع والمعامل؟
برأيي الشخصي إنّ اقفال بعض المصانع والمعامل كان نتيجة تهوّر في الأسلوب والممارسة من قبل المعنيين باتخاذ قرار الإغلاق الجائر، حيث كان من الأجدى توجيه انذارات للمخالفين قبل اتخاذ هكذا اجراء والتشهير بها. ذلك لا يعني أنني ضدّ الحملة، بل على العكس ، لكن برأيي كانت الحملة تحتاج الى ضوابط منذ انطلاقتها مع الأمل باستمرارها بشكل دائم.
يعاني قطاع صناعات الأجبان والألبان من مشكلة عكستها أزمة تصريف الحليب، هل تمّ التوصّل الى حلّ يرضي المنتجين؟
انّ حلول هذه المشكلة تتعلّق بالجهات الرسمية في وزارة الزراعة والحكومة، التي يجب أن تجد لها الحلول المناسبة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس لدينا انتاج محلّي للأعلاف التي نغذّي بها الحيوانات، حيث يتمّ استيراد نحو 80% منها من الخارج، وفي غياب الدعم الرسمي للمزارع، تزداد أعباء الكلفة الإنتاجية للحليب وخاصة المتعلّقة بصناعة الأجبان التي تحتاج الى مواصفات معينة و"بروتينات" في تصنيعها.
أما أزمة تصريف الحليب، فتتمثّل بالكميات التي تحتاجها المعامل في صناعة الأجبان، حيث كانت تحصل على كمياتها بأسعار منخفضة لتصنيع أصناف الأجبان المتعدّدة مثل الحلّوم، الدوبل كريم والعكاوي، بكميات تفوق الإستهلاك اليومي، ويتمّ تخزين الكميات المنتجة لإعادة طرحها في الأسواق، حين ترتفع أسعار الحليب، لكن حالياً، لم يعد يتجرّأ أي معمل على القيام بذلك، بل الإكتفاء بحاجته اليومية، والإلتزام بملصق تاريخ الإنتاج ومدّة الصلاحية، خوفاً من الكشف المفاجىء من قبل مراقبي وزارة الصحة.
كيف تواجهون أجواء المنافسة؟
لا يمكن مواجهة المنافسة في أسواق مليئة بالصناعات التي تستعمل الحليب المهرّب والمستورد وحليب البودرة، فيما يتمّ الإعلان عنها بأنّها مصنوعة من الحليب الطازج وبأسعار لا يمكن منافستها، وذلك يستدعي ضبط الحدود ومراقبة طرق التهريب، كما يجب نشر الوعي لدى المستهلك وتحديد المواصفات الآمنة والسليمة في هذه الصناعات والإلتزام بها.
ما هي خطّتكم لتوسيع الإنتاج والتوسّع؟
التطوّر الحالي في إنتاجنا يتمحور حول صناعة الأجبان من حليب الجواميس، بعد أن تمّ شراء عدد لا بأس به يسدّ حاجاتنا من الحليب، كما تجري مباحثات مع مجموعة إماراتية في أبو ظبي لافتتاح فرع ومزرعة لصناعة الأجبان.
ما هي كلمتكم لوزير الصحة وللسائح بشكل عام؟
لا بدّ من تهنئة وزير الصحة وائل أبو فاعور على جهوده في الحملة، وتمنّياتنا باستمرارها ومتابعتها ووضع الضوابط اللازمة لديمومتها..
تعليقات الزوار