اكتسب الجيوفيزيائي صلاح حافظ خبرةً واسعة في مجال الطاقة خلال مسيرته المهنية، وعمل مسؤولاً عن قسم الاستكشاف والاتفاقيات البترولية المعتمدة على استرداد التكاليف في مصر لفترة طويلة. ساهم بشكلٍ أساسي في إضافة البند المتعلّق بالغاز الطبيعي، إذ لديه شغفٌ واهتمامٌ خاص بأيّ نشاط يتعلّق بالبحث أو بإنتاج مادة الغاز في العالم. لذا، تابع عن قرب مجريات الأمور النفطية في لبنان، منذ بداياتها، لا سيّما قانون الموارد البترولية واتفاقيات الغاز الطبيعي والضرائب المكمّلة واسترداد التكاليف أو اقتسام الإنتاج. خلال مشاركته في أحد المؤتمرات النفطية التي تقام سنوياً في لبنان، اجتمع صلاح حافظ بممثلي الشركات المحلية، ووجد أنّ خبراته تتوافق مع القدرات والطاقات الموجودة في لبنان، فاتخذ قراراً بتأسيس شركةDeeps المتخصّصة في مجال النفط والغاز، عُقب إعلان لبنان عن التحضير للبدءبمرحلة التنقيب. تأسّست هذه الشركة على يد نخبة من المستثمرين والشركاء الذين يتمتعون بمؤهّلات وكفاءات عالية، بمن فيهم شخصيات معروفة في السوق المصري كصلاح حافظ، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس شركة Deeps، ويقوم بتوظيف خبراته التي لا تقلّ عن 15 عاماً في لبنان. ولمزيد من التفاصيل التقينا بصلاح حافظ، وكان الحوار الآتي:
ما هي أبرز الخدمات التي تقدّمها شركتكم؟
عملت الشركة منذ تأسيسها على تأمين الاستشارات للشركات وللوزارات، لأنّ هذه المهمّة تدخل في صلب اختصاصي. شركتنا تقدّم مجموعة واسعة من الخدمات لشركات النفط والغاز العاملة في لبنان. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تقدّم الخدمات الجوية والبحريةوالغذائية، ويجري التركيز حالياً على الخدمات اللوجستية والدراسات البيئية. والجدير بالذكر، أنّ شركةDeeps تمثّل شركة عالمية في مجال الخدمات الجوية تُدعى Pass، وهي تعمل منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي في مصر، بالشراكة مع شركة أميركية. وكانت قد بدأت عملها بالتعاون مع شركة كندية. مع مرور الوقت، تعاظم دورها بشكل لافت، وأصبحت تصنّف ضمن الشركات الكبرى، وباتت مختصّة بشحن الأفراد واللوازم وتفريغها على المنصّات البحرية العائمة.
هل وقّعت شركة Deepsاتفاقيات مع شركات نفطية مهمّة؟
قدّمت الشركة طلبات عدّة، وتلقّت رداً على جزء منها للتسجيل فقط. فالهدف الأساسي من إبرام الاتفاقيات يكمن في تعريف الشركات كافة بقدرات شركتنا وخدماتها المتنوعة، ليتمّ تسجيلها في أجندة أعمال الشركات للتعامل معها في أي نشاطٍ أوعمل تُقدم عليه، ونحن حالياً موجودون في هذه المرحلة.
هل وضعتم دراسات معينة يمكن للشركات الأخرى الاستفادة منها؟
لا، لم نضع حتى اليوم أية دراسات علمية على ضوء المعطيات المتوفّرة والمعايير المعتمدة، لأنّ المشهد الحالي لا يزال ضبابياً ويحجب بدوره الرؤية الكاملة لوضع تصوّر واضح للشركة. لذا، سنقوم بالتواصل مع شركات محلية ودولية لطلب الدعم والمساندة بهذا الخصوص، وننتظر حالياً أن تبادر شركة "توتال" إلى الطلب لتقديم عروض بالخدمات التي نقدّمها، لكن السير في هذا الاتجاه لا يزال خجولاً.
هل تقوم الشركة بإعداد وتدريب الكوادر البشرية؟
يُعدّ التدريب عنصراً مهمّاً ومؤثراً في بناء أي مؤسسة أو شركة، إذ يهدف إلى الارتقاء بمستوى أداء الموظفين وزيادة خبراتهم ورفع كفاءاتهم الإنتاجية وإعداد قيادات متميزة. وشركتنا تعي تماماً أهمية تدريب موظفيها وسواهم من شركات أخرى، لكننا في الوقت الراهن لم نضع أية برامج تدريبية بعد.
في رأيك، هل تتمتع الكوادر اللبنانية بالخبرات الكافية؟
إن أغلب الكوادر اللبنانية تعمل في دول عربية، وكنت قد أبديت إعجابي بأفكارهم وخبراتهم، إنما بحسب معرفتي وتمرّسي في هذا المجال، أعتبر أن من يعمل في بلد عربي ليس مخوّلاً بإفادة المنظومة النفطية، لأنها تحتاج إلى خبراء متخصّصين وخبرات فنية رفيعة المستوى، ولبنان يندرج ضمن هذه المنظومة التي تضمّ قدرات وطاقات ممتازة لكنه يحتاج إلى اكتساب المزيد من الخبرات في العمل النفطي. ولا نخفي الإنجاز العظيم الذي قام به لبنان في إدارة ملف النفط، وهذا ما لاحظناه جلياً خلال انعقاد المؤتمرات النفطية التي تسلّط الضوء على المستجدات والتطوّرات الحاصلة في قطاع النفط.
ما هي أبرز التقنيات الحديثة التي يمكن اعتمادها لدعم وتسريع عملية تطوير قطاع النفط في لبنان؟
لا توجد تقنية محدّدة، لكن الأهمّ هو ما قامت به الدولة اللبنانية من التأهيل المسبق للشركات التي تعمل في لبنان وللشركات التابعة والمساهمة غير المشغّلة. فهذه الشركات وحدها قادرة على تأمين تقنيات حديثة، لأنّ العمل في المياه العميقة يحتاج إلى آلات ومعدات خاصة جداً لتحمُّل درجات الحرارة في أعماق البحار، والتي تختلف نوعية أنشطتها عن تلك التي تنفّذ على مستوى سطح المياه. لذلك، أقول إن الدولة اللبنانية أحسنت التصرّف في هذا المجال، وسعت إلى جذب تلك الشركات إلى لبنان لنشر وتسويق التقنيات المتطوّرة ووسائل التكنولوجيا في السوق اللبناني.
تعليقات الزوار