بدأ خوض غمار العمل مبكراً في سن 18، عمل مدرساً لمادتيّ الرياضيات والعلوم الطبيعية، سافر في سن الـ 20 الى الكويت وعمل نادلاً في فندق "ميريديان" وكان يجهل "الضيافة الفندقية". طوّر نفسه وأكمل دراسته الجامعية في لندن، وتابعها في الولايات المتحدة الأميركية، واكتسب خبرات فندقية على مدى 22 عاماً خضع خلالها لمراحل الإدارة حتى أصبح نائباً للرئيس الإقليمي في فنادق "روتانا"، وهو يدير حالياً فنادق المنطقة التابعة للمجموعة في: العراق، المملكة العربية السعوديةوالسودان. عن تجربته وواقع فنادق المنطقة تحدّث السيد محمد الحاج حسن لـ"رانيا":
تعتبر "روتانا" من أهم المجموعات الفندقية العالمية، ما هو المفهوم الأساسي الذي تعتمده المجموعة لتحقيق هذا النجاح؟
نحن دائماً في "روتانا" نعتمد على العامل البشري، وعلى أهمية اختيار الموظفين الذين يريدون العمل في الفندق، للمحافظة على الأساس لمشاريعنا معتمدين المعايير الدولية الممزوجة بمفهوم الضيافة العربية، والذي نعتبره الأساس في نجاحنا.
تخطط "روتانا" للتوسّع الطموح وتستهدف تشغيل 100 فندق بحلول الـ 2020، ما هي المراحل المتبعة سنوياً؟
لا يمكن تحديد عدد الفنادق التي ستنجز سنوياً، وذلك تبعاً للظروف والمستجدات في المنطقة التي يقام فيها المشروع، كما حصل خلال السنة الحالية في بعض المشاريع التي كان مخططاً لها أن تكتمل. فالأوضاع الحالية التي تمرّ بها المنطقة أثّرت بشكل او بآخر على الإنتهاء من انجاز بعض الفنادق.
إننا حالياً ندير 50 فندقاً، ونعمل على مضاعفة هذا العدد ضمن خطة توسّعية في كل دولة من دول الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا الشرقية، وكان معدّل انجازها الوسطي يتراوح ما بين 7 الى 8 فنادق سنوياً خلال السنوات الـ 6 الماضية، وقد كان ذلك من أسُس نجاحنا.
وتعمل "روتانا" لتحقيق "مئويتها الفندقية"من خلال علاماتها الفندقية الخمس: فنادق ومنتجعات روتانا، فنادق "سنترو" من روتانا، فنادق ومنتجعات "ريحان"، أرجان للشقق الفندقية من روتانا، و"ريزيدنس" من روتانا.
ما هي المشاريع التي كانت مقرّرة لهذا العام؟
المشاريع المقرّرة تشمل فندقاً واحداً في بغداد، وفندقين في أفغانستان وهي ضمن المنطقة التابعة لادارتي، وفندقاً واحداً في المملكة العربية السعودية، وآخر ايضاً في السودان ولكن قد تأخّر انجازه وافتتاحه بسبب تأثيرات الحروب في المنطقة.
كيف تعوّضون عن تراجع أعمالكم في المناطق الصاخبة؟
هذا ما أودّ تسليط الضوء عليه، فنحن عادة عند حصول أي تأخير في المشاريع، نركز على مناطق أخرى للتعويض عنها، وقد حصل ذلك مؤخراً في أفغانستان والعراق، فقمنا بالتركيز على فنادقنا القائمة في انحاء الشرق الاوسط الاخرى، ومشاريع المملكة العربية السعودية ونحن نقوم بإنشاء 7 فنادق فيها، وهي بلا شكّ ستعوّض علينا لناحية الايرادات. هذا بالإضافة الى توسّعنا باتجاه أوروبا، كذلك سيشهد الربع الثاني من العام المقبل افتتاح فندقين في اسطنبول، الى جانب توجّهنا دولياً أيضاً.
لكن المنافسة في تلك المناطق حادّة...
طبعاً، فنحن نملك علامتنا التجارية المعروفة، من خلال مكاتب البيع والمندوبين المنتشرين في موسكو، بريطانيا، آسيا الى جانب الشرق الأوسط وغيرها، وهذه بحدّ ذاتها من العوامل الأساسية التي تساعد على الترويج، فالكثير من الزبائن والمسافرين لطالما تعرّفوا على "روتانا" ويفضلونها.
كيف انعكس التغيير على مستوى الادارة في "روتانا"، لناحية الأداء والخطط؟
لم تنعكس التغييرات على الأداء أوالخطط، فالتغييرات تمّت على مستوى نائب الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الادارة. وقد شغل السيد عمر قدوري علىمدى السنوات الثلاث الماضية كنائب للرئيس، إلاّ أنّ الجديد هو تعيين "غي هادجنسون"صاحب الخبرة الطويلة، والذي نعتبره قيمة مضافة الى جانب خبراتنا كمشغلين في "روتانا". فنحن نعمل دائماً ضمن الاستراتيجية المعتمدة ونقوم بالمهمة المطلوبة، ولا شكّ أنّ فريق العمل في مكاتبنا سوف يستمرّ على نفس الاستراتيجية التي لا تعتمد على شخص واحد، مع العلم أنّ الرئيس لا يزال هو نفسه.
ما هو تقويمكم للواقع السياحي في المنطقة والفندقي بشكل خاص؟
يمكن القول ان الواقع السياحي في منطقة الخليج في تصاعد مستمرّ، أما في العراق ككل فيمكن اعتبار أن اربيل تستقطب 90% من رجال الأعمال، و 5% ممّن يزورون أقرباءهم أما الـ 5 % المتبقية فممّن يقيمون لفترات طويلة فيها. وقد كنا السباقين في "روتانا" في دخول سوق كوردستان، وقد كان الأداء أكثر من ممتاز وأكثر ممّا كنا نتوقع منذ افتتاحه وحتى يومنا هذا. وقد لمسنا الانطباع الايجابي لدى الزبائن نظراً لنوعية الخدمات والتقديمات، وهذا ما دعانا للتوسّع في المنطقة، فلدينا حالياً مشروع "روتانا" في أربيل، ومشروع آخر في السليمانية.
أما عن السياحة بشكل عام في العراق، فالسياحة في المناطق الدينية تسيطر على معظم المناطق وخاصة في النجف، كربلاء، سامراء وغيرها من المدن، ونحن نعتبر أول من افتتح فندقاً ذا خمسة نجوم في العراق. وسوف نتوجّه نحو بغداد لنفتتح عدة فنادق فيها خلال فترة وجيزة.
كما نتوقّع فيما لو عادت الأمور الى طبيعتها، ان ينعكس ذلك ازدهاراً على المستويات كافة، فالأخوة العراقيون في الخارج يرغبون في العودة الى وطنهم، اضافة الى شعوب المنطقة التي ترغب بزيارة العراق، سواء للإستثمار أو للسياحة.
ماذا عن خطتكم التسويقية؟
تسويقياً، نحن نعمل من خلال فريق عمل متخصّص ونشارك باستمرار في جميع المعارض الدولية حول العالم سواء في بريطانيا، ألمانيا وغيرهما، فالمعارض الدولية في الخارج يجب أن تُظهر صورتنا من خلالها لجذب المستثمرين والمطورين والشركات السياحية.
تمتلك "روتانا" اليوم احدى أقوى الإستراتيجيات في الشرق الأوسط وإفريقيا لنشر وتطوير علامتها التجارية. وتعتمد على مجموعة من الأدوات للحفاظ على تواجدها وحضورها القوي في الصحافة الإقليمية، شاشات التلفزيون العالمية، الشراكات مع برامج مكافآت المسافر الدائم – ومن خلال أحد أنجح برامج مكافأة ولاء العملاء في المنطقة وهو برنامج "روتانا ريواردز".
تدير المجموعة نظام الحجز المركزي الخاص بها من خلال مزود الخدمة، "تراست إنترناشيونال"، وذلك للقيام بخدمات الحجز الفوري من حول العالم، كما نقوم بتطبيق أحدث التقنيات الإلكترونية فور توفرها لتكون بمثابة الوسيلة الرئيسية لحجز الغرف. كما أصبح موقعنا الإلكتروني www.rotana.comالمتوفر في خمس لغات من أهم قنوات المبيعات الإلكترونية لدى المجموعة، هذا بالاضافة الى تركيزنا على وسائل الاعلام الاجتماعية كافة.
ما هي نسب وجنسيات زبائن "روتانا" في العراق؟
ان زبائن "روتانا" في أربيل هم من العراقيين بنسبة 22% التي تعتبر الأعلى بين الجنسيات الأخرى، يليها مباشرة اللبنانيون، لكن للأسف حصل هبوط وتراجع لدى اللبنانيين بعدما شهدناه من أحداث، الاّ أنّه وبفضل الحكومة الرشيدة عادت الأمور الى ما كانت عليه وأفضل.
ما هي المعايير الحديثة في صناعة السياحة الفندقية العالمية؟
لا شك بأنّ الأولوية هي اعتماد التكنولوجيا في السياحة الفندقية، وأصبح الانترنت مثلاً من المتطلبات الأساسية للنزلاء، فنحن نركز على التطور والتكنولوجيا في مشاريع فنادقنا المستقبلية، كذلك بالنسبة لتجهيز غرف الأعمال التي تحتاج الى تجهيزات عرض وغيرها، وخصوصاً بعد اعتماد خدمات 3Gو 4G.
ماذا عن النقص في الكوادر الفندقية في العراق؟
لا شكّ أن هناك نقصاً في الكوادر العراقية، وقد واجهت ذلك في السودان ايضاً، فقد كانت نسبة الكوادر المحلية 20% من الموظفين السودانيين و 80% من الأجانب، بينما أصبحت حالياً 80% من السودانيين و 15% من الأجانب. وقد انقلبت المعادلة بعد ان أنشأنا مركزاً للتدريب، أما في كربلاء مثلاً فقد أصبحت النسبة مناصفة بين الكوادر المحلية والأجنبية، أما في أربيل فنحتاج الى بعض الوقت للتعرّف على أسلوب الضيافة الفندقية.
ما هي النصائح للمدراء المساعدين لكم؟
أنصح دائماً باعتماد مبدأ المعاملة الانسانية مع الموظفين، وخلق علاقة شفافة في ما بينهم ان كان على الصعيد الشخصي أو العملي، والعمل على تطويرهم، فأنا أركّز دائماً على التطوير في التدريب للموظفين، وخلق كوادر جديدة ذات كفاءات عالية بالتوازي مع خطة التوسّع، الى جانب ادارة 50 فندقاً حالياً، حيث إن العامل البشري هو السبب الرئيسي في نجاح الشركة.
ما هي الخطة الحالية المعتمدة على مشارف العام الجديد؟
نحن نعمل حالياً على زيادة عدد الفنادق، وتحسين أداء فنادقنا نحو الأفضل من خلال التطوير المستمرّ وننوي العام القادم افتتاح فنادق جديدة، ونتوقع أن تتم بنجاح من خلال العقود الموقعة مسبقاً.
تعليقات الزوار