لا يمكن للوطن أن يجتاز كل الصراعات الداخلية ويطوي الملفات المعيشية الملحّة الساخنة، التي تقلق المواطن وبالتالي يتمكّن من الحفاظ على سياسة النأي بالنفس في وجه النزاعات الإقليمية والإرهاب، إلاّ بوجود دولة متينة، قوية، محصّنة داخلياً، عمادها رئيس جمهورية حازم، شجاع وصاحب رؤية سياسية حكيمة. إنّ مثل هذه الصفات لمسناها في شخصية فخامة الرئيس ميشال عون بعد وصوله إلى سدّة الرئاسة والبدء بتسريع وترميم وإعادة هيكلية صياغة الدولة ومؤسّساتها، فكانت مبادرته بزيارة المملكة العربية السعودية ودولة قطر زيارة تاريخية على مستوى العلاقة مع كل من الدولتين وخطوة رائدة انعكست ايجاباً على الداخل اللبناني ووجدت ارتياحاً نفسياً على المستوى الشعبي. سعى فخامته لإقامة خط متوازن في الداخل فكان على مسافة قريبة من جميع الأفرقاء والأحزاب والتيارات السياسية، ثم عمد إلى فتح بوابة الخليج بعد الإشكالات التي طرأت على مستوى العلاقة وأدّت إلى خلل ما.
بدأ لبنان يتنفّس انتعاشاً بالانفتاح على الجوار وتحديداً القطر الخليجي لاسيما المملكة التي تشكّل مفصلاً قوياً في الخليج وأن هذه المبادرة قد فتحت الأبواب التي أُغلقت ولاحت بوادر الأمل بالانفراجات الآتية التي تعيد حركة الاستثمار إلى الاسواق اللبنانية من جديد وتنعش الحركة خصوصاً على مستوى السياحة التي تُشكّل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني. لم تنحصر إيجابيات هذه الزيارة التاريخية فقط بالحركة الاقتصادية السياحية، بل اعادت الى المغترب اللبناني المقيم في الخليج والفاعل ضمن الحركة الحياتية هناك الثقة والطمأنينة، وبالتالي حصّنت الداخل اللبناني بالثقة، لأنّ العهد الجديد أصدر بطاقته الخضراء لتسهيل مهمّة المرور من حالة القلق النفسي والاضطراب السياسي، إلى حالة الأمن والأمان متحدّياً مناخات المرحلة التي يشهدها الوطن انتقالياً وهو يتطلع إلى المستقبل الزاهر والمزدهر.
يُعتبر عهد العماد ميشال عون همزة الوصل التي تربط الحركة الإقليمية بما يتناسب مع الحركة العالمية على صعيد السياسة وبالتالي اصبح جسر العبور داخلياً ليستطيع الوطن المرور مما كان عليه إلى الأفضل. دقّت ساعة العمل وبدأت ورشة العمران، تحرّكت الدائرة العقارية وبدأت الثقة العربية تظهر ببطء في عالم الاستثمارات الكبرى داخلياً وفُتحت أبواب الأمل بانتظار موكب النور الآتي بعربته من المستقبل، ويبقى الرجاء دوماً هو خشبة الخلاص لدى المواطن اللبناني.
تعليقات الزوار