بكل ما وهبها الله من نعمه جمالاً، فطنة وذكاء، أقبلت منى أبو حمزة على الإعلام المرئي حاملة مفرداتها الخاصة وأدواتها لتكون إعلامية مستقلّة في مملكتها. هذه هي حال منى أبو حمزة التي لمعت من خلال برنامجها التلفزيوني "حديث البلد" فاستضافت شخصيات بارزة على كافة المستويات. كانت ودودة، متواضعة، عفوية وخفيفة الظلّ.
أشرقت أبو حمزة من خلف ظلال الكيان الحرّ فلم تأتِ إلينا معلّبة الأفكار، وكانت ملكة الشِعر التي تتحلّى بها، هي الأساس الثابت في تواصلها مع الكلمة، والجسر الذي عبرت منه الى عالم الإعلام المرئي مثل يمامة فرّدت جناحيها على رحاب الوطن العربي. إجتازت هذه الجميلة قالباً وشكلاً كل الشائعات التي اعترضتها، قفزت فوق الحواجز الصعبة وحلقات النار في العمل الإعلامي المرئي، فكانت الستّ عن جدارة.
تميّز برنامجها بسلاسة، عفوية وجاذبية لأنّها إمرأة تجيد فنّ الحوار ولديها جاذبية ممغنطة في اقتناص الفرص، فهي لا تساوم الضيف خلال حوارها ولا تجرحه، بل تأخذ ما تريد منه بطواعيته. يتجدّد برنامجها في كل موسم يطلّ به ممّا يعطيه روح التمايز. فهذا التجدّد نابع من أعماقها كإعلامية باتت متمرّسة بطرحها الإعلامي، علماً بأنّ بعض الضيوف يحاولون أخذها الى مكان آخر ظنّاً منهم كنجوم بأنّهم قادرون على وضع نقاطهم فوق حروفهم، ولكن حِرَفيتها العالية تخوّلها إدارة دفّة الحوار بدبلوماسية وفق أفكارها ورؤياها.
أعطى برنامج "حديث البلد" بانوراما مُشعّة عمّا يدور في بيروت وبالتالي أنعش تفعيل دور السياحة والثقافة من خلال الفقرات التي يعرضها بطريقة غير مباشرة، فأصبح من البرامج الأوائل التي تتحلّى بعنصر الجذب في عالمنا العربي، علماً بأنّ مقدّمته من أجمل الجميلات ولكنها وظّفت الكاريزما عندها في منحى فكري ناضج وصريح. منى أبو حمزة اليوم هي الرقم القياسي الأول على الساحة الإعلامية في قطاع الإعلام المرئي وهي الوحيدة التي تعمل بصمتٍ تاركة نصّها يحكي عنها، وهي الأكثر جذباً لوسائل الإعلام، كونها وجهاً عشقته الكاميرا حتى الثمالة وها هي تفتتح موسمها الجديد بإطلالات ولقاءات حوارية مشوّقة وكأنها تطلّ علينا بالحلقة الأولى. فهذا التجدّد الحاصل ما هو إلا حصيلة شغف كبير من صاحبة المقام بعملها.
إنّ ملامح هذا الوجه تُضفي الدفء والطمأنينة والسكون على الشاشة وتعطي أملاً بالمستقبل الإعلامي، لأننا استطعنا بفضل وجود إعلامية مثل منى أبو حمزة أن نحادث الإعلام المرئي في وطننا العربي بشيء من الخصوصية والتمايز والتألّق والوهج على الصعيدين الإنساني والفني.
تعليقات الزوار