اختار أن يعود إلى حضن الأرزة اللبنانية بعد سنوات طويلة من الاغتراب في سبيل الدراسة والعمل، استطاع خلالها أن يحقق ذاته وشخصيته وينمّي قدراته العملية ويترجم معرفته الأكاديمية في مجال العمل الفندقي. مدير عام منتجع كورال بيتش ادي نهرا لمس المعنى الحقيقي للنجاح عندما اكتشف طاقاته الكامنة وعمل على تطويرها واستغلالها إلى أقصى حدٍّ ممكن. مجلة "رانيا" جددّت اللقاء معه في ظل التراجع السياحي الذي يشهده لبنان، للاطلاع منه عن كثب على واقع هذا القطاع، فكان هذا اللقاء.
عملت في فندقLausanne Palace & Hotel Montreux في سويسرا وNouveau Palaceفي بلجيكا، بحسب خبرتك الطويلة في هذا المجال إلى ماذا يفتقر هذا القطاع في لبنان؟
يفتقر لبنان إلى منهجية سياحية إنمائية موحّدة تسوّق له كوجهة سياحية متعدّدة المزايا لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السيّاح، إذ يقوم اقتصاد بلدنا على صعيد قطاعي السياحة والخدمات. لذا، نطالب الدولة بتأمين مناخٍ سياحي مستقرّ يجذب السائح العربي والأوروبي من جديد، وينقل صورة إيجابية عن لبنان الى مجتمع الدولي من خلال الوسائل الإعلامية والتقارير السياحية تركّز فيها على مواردنا الطبيعية. كما نحتاج إلى تحسين وتنظيم البنى التحتية من طرقات ووسائل النقل العام، التي تسهّل على السائح التنقل داخل المناطق اللبنانية.
كيف كانت النتائج المادية في العام الماضي؟
كانت النتائج دون المستوى المطلوب، إذ إنّ الحركة السياحية لم تكن على المستوى المرجو. وما زلنا في مرحلة المكافحة الذاتية للاستمرار بتقديم خدماتنا المميزة دون التدنّي في نوعية وجودة هذه الخدمات.
كيف تقيّم الحركة السياحية الفندقية منذ بداية العام وحتى الآن؟
إن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة لا يساعد على نمو القطاع السياحي في لبنان منذ عام 2011. فالسائح الأوروبي، الآسيوي والأميركي غائب عن لبنان وليس هناك ما يشجّعه على المجيء. لذا، تتركز السياحة حالياً في شهرين أو ثلاثة خلال السنة وأغلبية السياح من اللبنانيين المغتربين. أما ما تبقّى من السنة، فهي تتركز على المؤتمرات والجمعيات الأممية. لكن هذا غير كافٍ لسدّ الأعباء المادية التي تتحملها الفنادق عامة.
مع تدنّي أجور اليد العاملة الأجنبية مقارنة باللبنانية، هل دفعك ذلك الى التخلي عن الأخيرة، أم ما زالت تحظى بالأولوية، وبخاصة مناصب الإدارة والطهاة؟
نحن نلتزم بالمطلق بالمبادئ التوجيهية والقوانين التابعة لوزارة العمل. لذلك لم نتخلّ عن أي عامل لبناني من أجل عامل أجنبي أقل كلفة. إذ في قطاعنا السياحي ما زال العامل اللبناني هو الأكثر كفاءة وتميّزاً.
برأيك، إلى أي مدى تساهم السياحة الداخلية في إنعاش الاقتصاد اللبناني؟
تساهم السياحة الداخلية في تحريك الاقتصاد، وبخاصة في إنماء المناطق الريفية، ولكن هذا لا يغطي الإيرادات والإمكانات الناتجة عن تدفق السيّاح من الدول الخليجية. لا شكّ أن ما تقوم به البلديات في القرى والأرياف من مشاريع مدعومة من بعض المستثمرين المحليين في بعض المناطق اللبنانية تعد مقصداً للّبناني. بشكل عام، هذا ما يساعد الاقتصاد اللبناني وينعش بعض المدن اللبنانية، لكن ذلك لا يساعد في النمو الاقتصادي لأننا بأمسّ الحاجة إلى إنفاق خارجي كبير من أجل تطوير الاقتصاد.
هل يتم الإستعانة بخبرات خارجية لتطوير أداء وخدمة الفندق؟
نحن في تطوّر دائم من خلال التركيز على الموارد البشرية والتدريب المستمر للموظفين في كافة أقسام الفندق. كما ونشجّع رحلات العمل إلى وجهات جديدة والمشاركة في المعارض السياحية الدولية والمحلية. إن الإداريين لدينا في حالة تواصل مباشر مع ما يحصل في الخارج من تطور في المجال الفندقي ومتابعين بدقة ما ينتج من ابتكارات جديدة على الصعيد السياحي. واعتمادنا الأكبر يبقى على العامل اللبناني وقدراته الإبداعية.
في ظلّ العدد الكبير من الفنادق والمطاعم على طول الساحل اللبناني وبخاصة في بيروت، ما الذي يميّز فندق كورال بيتش عن سواه؟ هل لديكم أنشطة أسبوعية بشكل دائم؟
يضمّ الفندق 98 غرفة وجناحاً مزودين بأفضل وسائل الراحة، إضافة إلى 24 شاليهاً مفروشاً. ونقدّم لزبائننا الكرام الخدمات الممتازة والفريدة، إذ إنّ هدفنا الأول والأخير يبقى التميّز بالنوعية وتأمين متطلّبات الزبون من حيث الراحة، النظافة والوسائل التكنولوجية الضرورية، بالإضافة إلى خدمة الإنترنت السريعة المجانية (WIFI)في غرف الفندق كافة وفي المطاعم، كما وخصّصنا لهم خدمة التوصيل المجانية من وإلى الفندق ضمن منطقة الحمرا وفردان. يتميّز الفندق بقدرته على استقبال زبائن خارجيين في مطاعمه التي تقدم أشهى المأكولات من المطبخ العالمي إلى اللبناني. حيث تقدم الأطباق العالمية وثمار البحر، بالإضافة إلى البرامج الموسيقية، خاصة كل ليلة جمعة وسبت في مطعم ومقهى السنسول الواقع بالقرب من حوض السباحة. هذا بالإضافة إلى منتجعنا الصيفي الذي نستحدثه سنوياَ لاستقبال الزبائن بحلّة جديدة كل عام، والذي ينفرد بوجود أحواض للسباحة مبرّدة. كما ويضم الفندق قاعات معدّة لاستقبال عدد كبير من المؤتمرات، الحفلات والأعراس، ولديه خدمة الـCoral Catering للمناسبات الخاصة في المنازل والشركات.
تعليقات الزوار