إذا إستمرّ الحال على ما هو عليه اليوم سيفقد هذا القطاع قدرته على النهوض من جديد
علينا أن نتشارك في العمل الإنساني وأن ندعم جميع المراكز والجمعيات لمساعدة المحتاجين والمرضى
بدأ مسيرته المهنية في سنّ مُبكرة وإجتاز كل الصعاب التي إعترضت عمله بعزمٍ وإصرار. سجّل نجاحاً تلو الآخر وباتت شركته من أهم الشركات في مجالها. إنه ميشال جان الأسمر صاحب شركة Platinum Invest Holding، الرائدة في عملها لبنانياً وعالمياً، ومؤخراً بدأت بتوسعة مشاريعها العقارية في بلغاريا. لا تقف حدود أعماله عند وضع حجر أساس لبناء مستقبل الشباب، إنما يولي ميشال الأسمر حيزاً كبيراً للأعمال الخيرية، لذلك قرّر دعم مركز سرطان الأطفال ومشاركته في تحقيق رسالته السامية. هذه الشخصية القوية المليئة بالثقة إكتسبها من والده رئيس بلدية الحازمية جان الأسمر، فتشكّل لديه حافز قوي لإستثمار جهوده وطاقاته وأفكاره النيّرة، في تنفيذ مشاريع تحفيزية تُراعي أوضاع اللبنانيين جميعاً. لذا، التقينا به في مكتبه ليطلعنا على أبرز مشاريع الشركة لهذا العام، وتقييمه للمرحلة الدقيقة التي يمرّ بها القطاع العقاري اليوم، فكان الحوار التالي:
أطلقتم مؤخراً حملة لدعم مركز سرطان الأطفال مقابل فوز المتبرّع بشقة سكنية، أخبرنا عن هذه المبادرة والهدف منها؟
عادةً ما يُطلق مركز سرطان الأطفال حملات عدّة لجمع تبرّعاتٍ تهدف إلى دعم ومساعدة مرضاه. لذلك، أطلق هذا المركز وبالتعاون مع شركتنا حملة جديدة تحت عنوان Home Sweet Hope، تتيح للراغبين بالتبرّع للمركز بقيمة 100 دولار أميركي، مقابل الحصول على بطاقة تُعطي المتبرّع فرصة للفوز بشقة سكنيةتقدّر بحوالى 300 ألف دولار أميركي، وتبلغ مساحتها 135 متراً مربعاً، في مبنى Garden States التابع لشركة Platinum Invest Holding في منطقة الحازمية. ويهدف المركز الى بيع حوالى 10 إلى 12 ألف بطاقة، لتحقيق الربح الوفير والاستفادة من جمع التبرّعات، وتأمين الموازنة التي يحتاج إليها والبالغة حوالى 15 مليون دولار أميركي، من أجل تغطية كلفة العلاجات الباهظة، وليتمكّن المركز من الاستمرار في تأدية دوره المتعاظم. نُذكّر بأنّ شراء التذاكر مُتاح في مراكز OMT،Virgin Ticketing Box Office ، ومكاتب مركز سرطان الأطفال في لبنان، وسيتمّ سحب Tombola خلال عشاء سيقامفي شهر نيسان من العام الجاري.
لماذا تمّ اختيار هذا المركز تحديداً؟
علينا دائماً أن نتشارك في العمل الإنساني، وأن ندعم جميع المراكز والجمعيات التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين والمرضى. أماواقعة الاختيار، فتجلّت في أنّ هذا المركز بحث مراراً وتكراراً عن شركاء وداعمين له لإطلاق حملاته وجمع التبرّعات. لذلك، شاركتُ في هذه المبادرة ووضعتُ إمكانياتي المادية والمعنوية في تصرّف هذا المركز، وقدّمتُ عرضاً مناسباً له لدعم رسالته الإنسانية، على اعتبار أنّ ما نقدّمه من أجل تحقيقها لا يُعادل أبداً عظمتها وقُدسيتها وحجم التقديمات الطبيةالتي يوفّرها المركز بإستمرار. ونطمح حالياً لإطلاق هذه الحملات سنوياً.
لننتقل إلى آخر أعمالكم، ما هي أبرز المشاريع التي تعمل عليها الشركة؟
تستهدف خطة عامي 2018 - 2019 التركيز على الاستثمارات الخارجية، لذلك، قمنا مؤخراً بافتتاح فرع جديد للشركة في بلغاريا وبدأنا بتلزيم 3 مشاريع جديدة، سينطلق العمل بها قريباً. أما ما دفعنا لإختيار بلغاريا للاستثمار فيها على وجه الخصوص، فهو أننا وجدنا شريكاً مُقيماً في هذه الدولة يعمل في مجال العقارات، فضلاً عن التسهيلات التي تقدّمها بلغاريا من خلال سياستها التحفيزية، قريباً ستنضمّ إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا محفّز قوي للزبون اذ بامكانه الحصول على إقامة أو جواز سفر أجنبي.بالإضافة إلى أنّ بلدان شرق أوروبا تشهد حالياً إصلاحات عدّة، لتصبح عضواً من أصل 27 عضواً في الاتحاد الأوروبي، وليتسنّى لها التداول بعملة اليورو والانتماء إلى منطقة Schengen Area وغيرها... تساعد هذه الإصلاحات والبنك الأوروبي على حدّ سواء في تحفيز اقتصاد هذه الدول بشكل كبير. لكن يُعتبر إستثمارنا الأساسي في بلغاريا بمثابة تغطية حاجة البلد من الشقق السكنية، ولإضافة تصاميم هندسية جديدة على القطاع العقاري البلغاري، من خلال خبرتنا الطويلة وذوقنا الرفيع في هذا المجال. على الرغم من وجود العديد من اللبنانيين في بلغاريا والذين يعملون في مختلف القطاعات منها توزيع المواد الغذائية وغيرها...نقوم حالياً بإنشاء وحدات وشقق سكنية تتراوح مساحتها ما بين 30 إلى 100 متر مربع، بأسعار مدروسة تبدأ بـ 30 حتى 100 ألف يورو تقريباً، مع الحصول على إقامة عند شراء شقة سكنية بقيمة 300 ألف يورو، تتجدّد سنوياً ويتمّ منحها فيما بعد لمدة 5 أعوام. لذلك، نعمل حالياً على إنجاح هذا المشروع، الذي تكبّدنا عليه ولمدة عامين، الكثير من الجهد، الوقت والتخطيط، وسيتمّ أيضاً تنفيذ هذا العام مشروعين في العاصمة صوفيا وسينتهي العمل بهما بعد عامين أو ثلاثة، ومشروع آخر في مدينة Plovdiv ثاني أكبر مدينة في بلغاريا. ومن ضمن سلسلة مشاريعنا في هذه الدولة، نعمل على تنفيذ مشروع مماثل لمشروع الفلل في المنصورية لكن بحجم أصغر وبمساحة أقلّ من 70 ألف متر مربع.
إلى أين يتّجه سوق العقار اليوم؟
يواجه القطاع العقاري اليوم تحديات عدّة، على الرغم من أنّ بعض الشركات العقارية شهدت حركة بيع طفيفة لشققها السكنية، خصوصاً تلك التي طلبت التداول بسعر السوقوأعادت هيكلة أسعارها. لكن ذلك لا ينفي الجمود الحاصل في هذا القطاع بعد توقف العمل بالقروض السكنية المدعومة، ونحذّر بأنه إذا استمرّ الحال على ما هو عليه اليوم، سيفقد هذا القطاع قدرته على النهوض من جديد، لأنّ حيويته الرئيسية تتمثّل في القروض السكنية، لإنعدام قدرة الشباب على الدفع نقداً. وعلى الرغم من أنّ سعر السوق بقي ثابتاً، وأسعار الأراضي لم تتدنَ بسبب ندرة وجودها واحتفاظ المالكين بها وعدم البيع إلاّ عند الحاجة. وارتفاع الكلفة لأنّها مقرونة مع إرتفاع نسب الفوائد على القروض، وقمنا بتنفيذ مشاريع تحفيزية لتشجيع الشباب على شراء الشقق السكنية، كما ذكرتُ سابقاً بأسعار مدروسة. وأشير الى أن ما يُعانيه السّوق العقاري اليوم ينطبق بشكل كبير على وضع المصارف والتحديات الكبيرة التي تواجهها، خصوصاً من ناحية زيادة الفوائد بنسب أعلى من 5 في المئة، لأنّ فوائد الدولار الأميركي والليرة اللبنانية إزدادت بشكل مضاعف، بسبب ارتفاع الفوائد عالمياً.
بإعتقادك، هل مخصصات "سيدر" ستنقذ لبنان من وضعه الاقتصادي الصعب؟
يمكن أن تُساهم مخصّصات"سيدر" في دعم الاقتصاد، لكن علينا أولاً معرفة الطريقة المناسبة للحصول على هذه الأموال من الجهات المانحة وإستثمارها بشكل جيّد، بالإضافة إلى تحديد المدّة الزمنية المرهونة بإقرار وتطبيق الإصلاحات في لبنان، لكن للأسف حتى اليوم لم يتم وضع هذه الاصلاحات حيّز التنفيذ. كما علينا ايضاً الإستفادة من مردود النفط والغاز والمشاركة في إعادة إعمار سوريا، لأنّه سيخلق حركة اقتصادية في لبنان، ستنعكس إيجاباً على قطاعاته كافة ومن ضمنها العقارات. فضلاً عن ضرورة خلق عوامل جديدة لتحريك العجلة الاقتصادية إلى الأمام والحدّ من الطريقة العكسية التي يسلكها الاقتصاد اللبناني.
تعليقات الزوار