كان "عقلهِ" متوجّهاً نحو الفن والإخراج، لكن الظروف عاكستهُ، فنصحهُ صديقهُ بالتوجه الى مجال التكنولوجيا، وهكذا كان. "يعشق" الطبيعة، ويهرب اليها ليجلس تحت السنديانة. نحن نتكلم هنا عن انطوان كوكباني مدير عام شركة Continental/CIS Iraq.
في لبنان، ساهم بنشر "الفكر التكنولوجي"، وساعد الحكومة لتطوير قدراتها وإمكانياتها. وها هو في العراق يسير على نفس الخطى، مناشداً الجيل الصاعد عدم "الإدمان" على التكنولوجيا.
عرّفونا عن إسم وعمر شركتكم..
اسم الشركة Continental/CIS، هي جزء من CIS Group و City Group، المنتشرة في أفريقيا والشرق الأوسط، وعمرها 33 سنة. أما إسم الشركة في العراق فهو continental أو القارية.
ما هو السبب الذي جعلكم تتوجّهون الى العراق؟
السوق العراقي يعتبر سوقاً واعداً، خاصة بموضوع التكنولوجيا. بدأنا في أربيل ثم بغداد والبصرة في سبيل تغطية كافة الأراضي العراقية. هناك فرصة مناسبة للعراق حالياً لناحية أن يقوم ببناء البنى التحتية من الناحية التكنولوجية و"الإنترنت" بسبب عدم وجود الإرث.
لكن الشعب غير مهيّأ لهذا الموضوع.
نسبة كبيرة من العراقيين مشتركون في خدمة "الإنترنت"، وفي جميع المناطق. إنطلاقاً من هذه الفكرة، فإنّ الشعب لديه نوع من تقبّل التكنولوجيا.
ما هي الصعوبات التي تواجهونها؟
الأمر يختص بالفجوة التكنولوجية بسبب الأزمات التي مرّ بها الشعب. هذه الأزمات جعلته بعيداً عن مسار التكنولوجيا. لبنان، وعلى الرغم من كل مآسيه، متقدّم نوعاً ما من الناحية التكنولوجية، إضافة الى السعودية ودبي ومصر. العراق بعيد قليلاً عن هذا التطور، لكن الجوّ مناسب للتطور والمعرفة إذا ما أراد المسؤولون ولوج موضوع التكنولوجيا والإستفادة من تجربة دبي الأبرز في المنطقة.
هل تجدون صعوبات مع الشركات التي تقدّمون لها البرامج؟
هناك صعوبة كبيرة في إقناع المؤسسات لناحية التأقلم مع التكنولوجيا، واعتمادها، إضافة الى الكلفة. أيضاً، هناك نوع من الفوضى في القطاع العام، ولا يوجد تركيز على الأولويات المناسبة لبناء البنى التحتية، وهذا يؤثر سلباً على نموّ القطاع، خصوصاً في ظلّ عدم وجود شركات ذات مستوى كبير.
ما هي الخدمات التي تقدّمها الشركة؟
كل شيء من تجهيز الحواسيب و"الإنترنت" والاتصالات الى صيانة وخدمات ما بعد البيع. نقوم بدعم المؤسسات والشركات، والقطاع المصرفي والحكومة. أما بالنسبة الى التدريب، فلدينا مركز في لبنان، ونقوم بإنشاء آخر في أربيل. نقوم بتجهيز الشركات ونقدم الدعم لها، ونقوم بتجهيز البنى التحية أو data centers.
أي انكم تقومون بالتدريب الخاص؟
نعم، وبكل ما يتعلق بحاجات المؤسسة، خاصة وأنّ توجّه السوق يقوم على تخزين المعلومات بسبب الكمّ الهائل الموجود.
مع من تتعاملون في العراق؟
مع البنوك والمؤسسات الحكومية وشركات الإتصال. البنوك المحلية في العراق كانت بعيدة عن جوّ التكنولوجيا لأنّ العراقي لم يكن يثق بالنظام المصرفي بعدما مرّ بتجربة سيئة في السابق. إنّ توافد البنوك اللبنانية جعل نظيراتها العراقية تواكب التطوّر النوعي على الصعيد المصرفي.
لقد غيرّت التكنولوجيا في حياة الناس، لكن ما هي سيئاتها؟
تكمن السيئات في موضوع أمان الشبكات، وهذا الأمر خطير. من يرد أن ينشئ شبكة له، فعليه إنشاء Firewall لمنع التسلل الى الأجهزة، وبنفس الوقت لحماية المعلومات.
هل هناك من يعمل على المواقع الالكترونية و"الفايسبوك"؟
نحن لا نقوم بتطوير المواقع بل نجد حلولاً للحكومات الالكترونية Cloud Computing ، ونعمل أيضاً على تطوير الموارد البشرية.
الأمن في كوردستان يسهّل عملية نشر التكنولوجيا
هل تفكرون بإنشاء معهد لكم في أربيل لنشر هذه التكنولوجيا؟
أنا أفضّل مساعدة المعاهد لأنّ التلميذ موجود فيها. يمكننا المساعدة بأفكار معينة لناحية أن يحصل الطالب على "الكمبيوتر" ليكون على تواصل دائم مع "الإنترنت".
كيف ستعملون على ذلك؟ عبر تقديم ساعات محدّدة بالجامعات؟
كل الجامعات وضعت مادة "الكمبيوتر" ضمن مناهجها، وبالتالي يمكننا مساعدتها عن طريق تطوير قدراتها. هناك برامج خاصة مع شركات كبيرة مثل Microsoft ، HP، Oracle، EMC وغيرها وبالتالي ينتج تعاون بينها لتطوير القدرات التثقيفية والتعليمية.
أي بلد استطاع أن يواكب التطور أكثر؟
دبي. لقد انتقلوا حالياً الى المرحلة الثانية، وسمّوا بلدهم "البلد الذكي" أي التحكّم بالأمور عبر الأجهزة عن بعد.
مكسيكو كانت من أكثر البلدان التي تحدث فيها الجرائم، لكنها استطاعت خفض النسبة من خلال "كاميرات" المراقبة، والطائرات من دون طيار لمراقبة التحركات غير السليمة.
هل أنتم بصدد تنظيم معارض أو مؤتمرات في أربيل؟
لم نعمل على تنظيم معارض في أربيل، لكننا نقوم بندوات دورية، خاصة وأنّ أربيل بحاجة الى تطوير قدراتها في هذا المجال.
هل تجدون الدعم من الدولة؟
الدولة لديها هموم أمنية وإقتصادية، وبالتالي مقصّرة من الناحية التكنولوجية. لا يوجد توعية بموضوع التكنولوجيا، ولا معرفة بأهميتها. عندما أتينا الى أربيل، ساهمنا بموضوع نشر المعرفة من خلال المؤتمرات التي كنا نقوم بها.
هل تعتبرون أنّ الإقليم سيكون مثل دبي؟
إن رغبت الحكومة بأن يكون الإقليم شبيهاً بدبي، فيمكنها ذلك بكل سهولة، لأنها تملك الإمكانيات المادية على الرغم من حاجتها الملحّة للتكنولوجيا. الشعب الكوردي يسير الى الأمام بسبب الجيل الحالي الذي يرغب بتطوير نفسه مقارنة مع الجيل السابق. أنا أنصح بإنشاء لجنة عليا تكون مهامها الأساسية إيجاد خارطة طريق تكنولوجية.
ما هو الفارق بين الإقليم وبقية العراق؟
إنّ الأمن الموجود في الإقليم يسهّل عملية نشر التكنولوجيا. في بغداد مشاكل أمنية، أما البصرة فشوارعها غير مجّهزة والمثل ينطبق على بقية المحافظات. الإقليم آمن ومستقرّ، ويملك إنشاءات حديثة، وبالتالي يمكن التحرك فيه بشكل أفضل، فضلاً عن المطار الذي يعتبر جيداً.
ما هي النصيحة التي تقدّمونها للجيل الصاعد؟
يهمني أن يبقى الجيل الصاعد مواكباً للتكنولوجيا شرط أن لا يدمن عليها، وأن يعطي وقتاً لحريته الشخصية.
في العراق وأربيل، ما هي الخدمة التي تُطلب منكم أكثر من غيرها؟
لا يطلبون الخدمات بقدر ما يطلبون بناء البنى التحتية الخاصة بهم التي تمكّنهم الحصول على الخدمات المطلوبة التي تتمحور حول موضوع "كاميرات" المراقبة، وتخزين المعلومات وغيرها.
كيف تحبّون أن تنهوا الحوار؟
أوجّه كلمة للمسؤولين بأن يعتبروا الموضوع التكنولوجي قطاعاً أساسياً لتطوير البلد. التكنولوجيا تسهّل كثيراً عملية حفظ الأمن، وتثقيف المجتمع، ومساعدة الطلاب في الحصول على المعلومات من أي مصدر وفي أي مكان. كما أنصحهم باعتماد التجربة الناجحة في دبي والتي وضعت البلد على السكة الصحيحة وخلقت أجواء آمنة وزادت نسبة النمو حيث أصبحت دبي نقطة سياحية واقتصادية هامة في المنطقة وأخيراً حصلت على "معرض إكسبو دبي الدولي 2020".
تعليقات الزوار