مضت سبع سنوات على إدارته العمل الإعلامي داخل محطة لبنانية استطاعت أن تصمد بوجه كل الصعوبات وأن تثبت ذاتها في عالم الإعلام العربي.
انضم الاستاذ قاسم سويد الى محطة NBN عام 1997، فهو متفانٍ في عمله، وهمّه الكبير إنتاج أعمال عالية الجودة.
كيف كان موسم الاعياد هذه السنة؟
الحمد لله كان جيِّداً، وكتلفزيون NBN استطعنا أن نحافظ على الأسلوب الذي كنا نتَّبعه في السنوات الماضية، ففي كل سنة في رمضان اعتاد المشاهدون على أعمال مميَّزة خاصة بنا، وهذا العام كان لنا برنامج خاص اسمه "طلّ القمر" قدَّمه الأستاذ شادي مارون الذي كان وجهاً جديداً، العمل كان معقولاً نسبة إلى البرامج التي تمّ عرضها على الشاشات اللبنانية و التي كانت من إنتاجات محلية. إضافة إلى أنَّنا قمنا بشراء مسلسل مصري من بطولة الممثل "نور الشريف" إسمه "عرف البحر" ويعتبر من الإنتاجات المميَّزة في الدراما المصرية، كذلك عرضنا مسلسلاً سورياً إسمه "رفّة عين" شاركت فيه الممثلة السورية أمل عرفة وكان من الأعمال الناجحة أيضاً.
أي مسلسل أو برنامج استحوذ نسبة عالية من الإعلانات ؟
مسلسل "عرف البحر" الذي كان مميَّزاً جدّاً، ثمّ برنامج "طلّ القمر" الذي أعطى بصمة جديدة لتلفزيون NBN، كما أنَّ "رفة عين" كان عملاً لا بأس به.
إذا أردنا التَّحدث عنك، ما الذي أضَفته على الـ NBN؟
لقد مضى على إدارتي لقناة NBN حوالي الستّ أو السبع سنوات، وتمكّنت خلال هذه الفترة رغم كل الضغوط التي يمرّ بها الوطن والمحطات الإعلامية ألاّ أُحمِّل المحطة أعباءً كبيرة، واستطعت أن أتماشى في الظروف الصعبة وان أتجاوزها. أَمّا على صعيد البرامج فمن حينٍ إلى آخر على الرغم من الإمكانيات البسيطة أدخلت برامج وأعمالاً خاصة بنا، ونحن نقوم حالياً بتحضير أعمال جديدة للمستقبل. لم أكن وحدي في احتواء المحطة إنّما هناك العديد من الموظفين ساندوني وساعدوني لذلك أوجّه تحيَّة لكل موظف في تلفزيون NBN لأنَّنا فعلاً رغم الضغوط والمنافسة القوية التي يواجهها التلفزيون من عمليات سرقة الموظفين من محطة إلى أخرى استطعنا أن نحافظ على وضعيّتنا، والإعلام اليوم امام لحظة صعبة لأنّ موضوع الإعلانات يشكّل مشكلة كبيرة وهذا يضعنا أمام مسألة خطيرة جداً.
من يموّل محطة NBN؟
ليس لدينا تمويل سياسي أو خارجي من أي دولة أو طرف، نحن تلفزيون نملك تمويلنا الخاص من الإيرادات الإعلانيَّة، ونتأثر بالسوق مثلما تتأثر أي شركة أخرى، إضافةً إلى التمويل الآتي من المساهمين.
من هو جمهوركم؟
نحن لا نضع محطّتنا بمنافسة مع أيَّة محطة أخرى، نعرف ما هي نسبة إمكانياتنا، ونسعى إلى استقطاب الجمهور لكن من دون إثارة، فلا نحاول أن نقوم بأي عمل على حساب زيادة نسبة المشاهدين أو اللجوء الى سبق إعلامي. لدينا جمهورنا الخاص، همّنا جميع اللبنانيين و لسنا بتلفزيون حزبي لأنّ مجموع المساهمين في المحطة هم من كل الشرائح اللبنانية وغير منتسبين لأي حزب كان.
لم ندخل في بازار المقايضات التلفزيونية
لكن الناس شكّلت طابعاً معيناً حول محطتكم، أليس كذلك؟
هناك بعض المساهمين مقرّبون من الرئيس بري، لكن ليس الجميع مِلك جهة سياسية معينة. نحن نفتخر أن يكون لنا توجّه سياسي قريب لمواقف الرئيس بري السياسية مع الإشارة إلى أَنَّ لا شغف لدينا في أن نكون تلفزيونياً حزبياً.
إلى أي مدى تدعم المحطة هذه المواقف؟
بالتّأكيد مواقف الرئيس بري حاضرة في محطتنا كما هي حاضرة في عدد من المحطات الأخرى، ربما نسبة الإهتمام و الدعم أكبر لدينا لأنّنا مؤمنون بالخط السياسي الذي هو يمثله.
لماذا لا نجد في محطتكم إنتاجات أو برامج فنيَّة كالمحطات الأخرى؟
هناك نسبة مقايضة عالية جدّاً بين المحطات الخليجية واللبنانية، ونحن لم ندخل في هذا البازار لأنّه أولاً مُكلف نوعاً ما، وثانياً حاولنا أن نعرض برنامجاً بالتزامن مع عرضه في مصر، والمفاوضات مستمرة ولم تنقطع حتى الآن، لكنّي أرى أنَّ معظم المحطات اللبنانية لا تملك إنتاجاً خاصاً، كله مستورد لأنّها عاجزة عن إنتاج هكذا أعمال ضخمة، برنامج طوني خليفة "للنشر" مثلاً أخذته محطة LBC الفضائية كي يعرض على شاشتها بالتوازي مع قناة "الجديد". في حال كانت المحطات اللبنانية قادرة على إنتاج برامج ضخمة لماذا تتبادل اليوم مع محطات خارجية أعمالاً عدّة؟ المحطات اللبنانية عاجزة عن المبادرة بإنتاجات ضخمة حالياً نتيجة شحّ الإعلانات مثلاً برنامج "أنا والعسل" لنيشان لم يكن إنتاجاً خاصاً بالـMTV بل مستورد.
أي برنامج تابعتموه ونال إعجابكم؟
تابعت برنامج نيشان وكان برنامجاً منظماً ومدروساً، كما تابعت بعض المسلسلات السورية على محطات غير لبنانية. في لبنان كان هناك بعض الإنتاجات الدرامية لكني كنت أفضّل ألاّ يحصل مثل هذا التكرار في المسلسلات السورية ممّا قد يُسبّب الملل للجمهور.
ما هو البرنامج السياسي الأكثر استقطاباً للجمهور على شاشتكم؟
برنامج سعيد غريّب لا بأس به، وهناك برنامجان سياسيان يتم عرضهما حالياً الأول: "آخر كلام" لـ عباس ضاهر، كما أننا نعرض بشكل أسبوعي برنامجاً من دمشق يتناول الأحداث السوريَّة، لا نعتِّم فيه على أي خبر ونغطي الأخبار بشكل متوازن، إضافةً إلى برنامج "المشهد العربي". نحن ضدّ أصوات النشاز التي تظهر على التلفزيونات، وضدّ المغالين في السياسة.
ما هو البرنامج غير السياسي الأكثر استقطاباً للجمهور على شاشتكم؟
حالياً و للأسف نجد أنَّ نسبة المشاهدة العالية تتركز على "نشرات الأخبار".
هل نستطيع القول إنَّ الإعلام لا يستطيع العيش من دون دعم وتمويل السياسيين؟
الدعم السياسي نراه في محطات كثيرة لكن في NBN لا نجده.
نطالب وزير الإعلام بإعطاء اهتمام أكبر للوسائل الإعلامية
ماذا تطلبون من وزير الإعلام؟
نطالبه بتعديل قانون الإعلام المرئي والمسموع، هناك رسوم مثلاً مفروضة على المحطات اللبنانية غير مقبولة، كما يجب مساعدة الإعلام في تنظيم عملية الإحصاءات الإعلانية في البلد، و نطالبه أيضاً بإعطاء إهتمام أكبر للوسائل الإعلامية التي تميّزت خلال كل هذه السنوات رغم كل المشاكل التي اعترضتها وأكدت وجودها ووجود الإعلام اللبناني في العالم على الرغم من المنافسة الشرسة مع وسائل الإعلام العربية. لقد استطعنا كإعلام لبناني أن نحافظ على استقلاليتنا وهويتنا، وهذا الأمر يستوجب رعاية من قبل الدولة التي نراها مقصّرة في متابعتنا. لو كنّا في بلد يعمّه الإستقرار والمناخ الاستثماري الفعّال لما كنّا بحاجة لرعاية الدولة. مثلاً نحن في "حرب تموز" قُصفت لنا محطتا إرسال وأكثر في الجنوب والشمال وحتى اليوم لم نحصل على بدل تعويض الأضرار التي أصابتنا على الرغم من أنّ الكثير من المتضرّرين حصلوا على مبالغ مالية كتعويض .
أفضل تجربة إعلامية لكم؟
عندما كنت مدير الأخبار في قناة NBN أحفظ أجمل تجربة في ذاكرتي هي إنتاجي لعملين
هما: "طوائف لبنان" و"أحزاب لبنان".
هل تفكِّر بإعادة خوض مثل تلك التجربة؟
نعم بالتأكيد، ولقد قطعت شوطاً في برنامج له علاقة بالإغتيالات السياسية في لبنان ولا يزال العمل يتطلّب جهداً طويلاً من أجل عرضه، كما أَنَّ ظروف البلد لا تسمح بعرضه حالياً.
المحطات اللبنانية عاجزة عن الإنتاجات الضخمة
المحطات التلفزيونية منقسمة بين معارضة وموالاة، هل استطاعت المحطة الخروج من هذه الدوامة؟
الإنقسام الظاهر بين المحطات أراه أمراً صحياً وليس سيئاً، فهو يعطي صورة عن مدى التنوّع في الآراء داخل البلد، كل وسيلة تتعاطى الخبر حسب توجه إدارتها، والملاحظة الإيجابية هنا أنَّه على الرغم من كل الإنقسام الإعلامي الحاصل لا نجد أي محطة تضع "فيتو" على أشخاص معينين، فهناك تنوّع في تغطية الأخبار لدى جميع المحطات، حتى في المحطات المتطرّفة سياسياً. نحن نتّبع هذا النظام في العمل وفي مقابلاتنا وأخبارنا ولا نُعتِّم على أَحد. هنالك وعي لدى المحطات وجميعها أَكدت في اجتماع لها في محطة NBN أنّها ضد أي أمر يزعزع السلم الأهلي أو من شأنه التحريض وذلك كي نجنِّب البلد متاهات وحروباً أهلية.
كلمة أخيرة للمسؤولين....
أوجّه دعوة إلى المسؤولين من أجل تخفيف الإحتقان السياسي في البلد لأنَّ ذلك ينعكس سلباً على الإعلام، يقولون انَّ الإعلام هو سبب هذا الإحتقان لكن بالعكس على المسؤولين العمل من أجل تهدئة الوضع السياسي كي نستطيع التعامل بشكل هادئ مع الأحداث. بالتأكيد هناك مسؤولون في البلد واعون لما يحصل ويأخذون الأمور بشكل جديّ لتخفيف حدّة الأزمة السياسية المُعاشة في البلد خاصةً وأنَّنا نعيش في منطقة يُحيطها التوتر والتغيّرات. فالمطلوب منهم أخذ البلد إلى مكانٍ آمن.
تعليقات الزوار