نعتذر اشد الإعتذار عن الغلط الذي ورد في عددنا الأول من "مشاريع العراق" في صفحة رقم 80-81 حيث نشرنا في المقابلة اسم ابراهيم صالح وهو يعمل في العلاقات العامة حيث ان المقابلة اجريت مع المدير العام الاستاذ كروان اكري. نكرّر اعتذارنا واسفنا الشديد. حيث إدارة مجلة "مشاريع العراق" تكنّ كل الاحترام والتقدير لمدير عام الفضائية الكردستانية الأستاذ كروان أكري المشهود له في خدمة وطنه.
اكتسب قيماً إنسانية نبيلة خلال التحاقه بالحركة المسلحة في كردستان وتعمّق في الحياة الثقافية حتى تولدت لديه رؤية واضحة لكافة مجريات الحياة لا سيما في الأمور السياسية والإقتصادية، ممّا دفعه إلى إدارة قناة فضائية كردستانية لمدة 12 عاماً ليعبّر عن آمال الشعب وتطلعاته نحو التقدّم والحرية.
متى تأسّست الفضائية الكردستانية؟
بدأت الفضائية بإرسالها المباشر في17/1/1999 وهي أول فضائية على مستوى العراق. نشأنا في ظروف صعبة من حيث الحصول على الأجهزة والتقنيات ومواكبة التطور الذي يحصل في التكنولوجيا العالمية، وقد كنّا نعاني من مشكلة في الكفاءات الإعلامية الكردية والفنية وعلى الرغم من ذلك اعتمدنا على الطاقات الموجودة ميدانياً واستطعنا أن نخطو نحو الأفضل.
ما هو هدف هذه القناة؟ وما هي الرسالة السياسية التي توجّهونها إلى الشعب الكردي؟
قناتنا تحمل راية شعب يتطلّع إلى التحرّر والتقدّم ورغبتنا التأكيد للآخرين أننا شعب يطمح للحياة وللعيش بشكلٍ سلمي مع الشعوب المجاورة، شرط ألاّ يكون هذا التعايش على حساب تهميشنا. إن الشعب الكردي تعرّض عبر التاريخ إلى شتّى أنواع القهر والقمع وقد حُرِم من حق الحياة وحق التعبير عن شخصيته الوطنية. نحن حركة تحرّرية للأكراد نميل إلى التعايش والسلم والتقدم والتطوّر وننبذ الإرهاب والعنف والعنصرية والتعصّب القومي والديني.
ما هي الخطة التطويرية المستقبلية التي وضعتموها لهذه القناة؟
يصل إرسالنا إلى ثلاث مدن رئيسة: السليمانية، كركوك واربيل، لكننا نعمل على تغطية مناطق كردستان بالبثّ المحلي عبر Transposes كما نسعى لأن نؤسّس إذاعة مسموعة أو راديو لبثّ قسم من برامج الفضائية.
هل تعاملتم سابقاً مع أية قناة لبنانية؟
لم نتعامل مع قنواتٍ فضائية لبنانية ولكننا أجرينا محادثات منذ فترة مع بعض المحطات اللبنانية لكي نستطيع أن نتعاون معها على الصعيد الإعلامي أو التكتيكي.
نفتقر إلى دولة تتجسّد فيها أمنيات شعبنا القومي
لماذا لا تحتوي القناة على برامج متنوعة بعيدة عن السياسة والإقتصاد؟
كانت برامج الفضائية الكردستانية متنوعة حتى عام 2008 ولكننا وجدنا أنه من الأفضل أن نتخصّص في المجال الخبري واكتفينا بالجانب "الريبورتاجي" الذي يهتم بمجالات الحياة الأخرى، لا سيّما بعد ان تأسّست فضائيات منوعة جديدة. في كردستان يعتبر الجانب الاقتصادي جانباً حيوياً وهو يتطلّب اهتماماً كبيراً في المجال الإعلامي، لأن الإقليم يخضع لحركة اقتصادية تجارية واسعة، لذلك كانت فضائيتنا الأولى في بثّ نشرة إخبارية إقتصادية. كذلك من متطلبات الواقع الكردستاني الاهتمام بالشأن السياسي بسبب خصوصية الوضع في كردستان وإشكالاته. نحن نفتقر إلى دولة لها سيادة وطنية وتتجسّد فيها أمنيات هذا الشعب القومي.
برأيكم، ما الذي ينقص الإقليم ليصبح نموذجاً يُحتفى به؟
في السنوات المنصرمة خطا إقليم كردستان خطوات هامة في إطار التنمية والاستثمار والبناء، ولكننا نخاف من المستقبل الذي قد يبقى في قبضة النظام السياسي وحبّذا لو كل المهتمين بالمجال السياسي والثقافي يخافون، لأن الخوف هو أمرٌ طبيعي يأتي من الحرص وعدم وضوح الرؤية. إن الوضع السياسي متحرّك وهو نتيجة الصراعات السياسية والاجتماعية الموجودة وهذه ظاهرة طبيعية متلازمة مع التطوّر الاقتصادي وما نطمح إليه يضمن لنا مستقبلاً مستقرّاً، بحيث تتحوّل تجربة كردستان إلى تجربة يُحتذى بها من قبل شعوب أخرى.
هل تعتبرون أنّ الإقتصاد الأمني وتطوّر إقليم كردستان، سيجعلانه محطّ حسد الآخرين؟
إن المسألة تتخطّى الحسد، فالخوف يأتي من التراث النابع من العقلية الاستبدادية الديكتاتورية التي حرمت الشعب مئات السنين من التمتّع بحقوقه واختيار مصيره بنفسه. هذه العقلية ما زالت موجودة وتؤثر على المؤسّسات القائمة في بغداد التي بدلاً من أن تكون اتحادية توجّهت نحو سلطة أكثر مذهبية وتعنتاً، ونحن كشعب كردي نمتلك خصوصية قومية وطنية ونترفّع عن القضية المذهبية لأنّ رسالتنا وطنية كردستانية.
متى توقفت الاسئلة توقفت ديمومة المعرفة الإنسانية
هل أعاقكم الإنتماء إلى الحركة المسلّحة من متابعة هواية المطالعة؟
بالتأكيد، لأنّ ذلك خلق نوعاً من الابتعاد عن الحياة الثقافية وكان الحصول على كتاب لأطالعه أشبه بمكسبٍ في الجبهة، ولكننا استطعنا حسب الإمكانيات المُتاحة أن نواصل عملية انماء الفكر حتى بات السلاح بيدٍ والكتاب بيدٍ أخرى.
ما هي أنواع الكتب التي تستهويكم؟
قراءاتي محصورة بالكتب التي تتناول الفكر الفلسفي والاجتماعي، كما اني أتعمقّ بحركة الاخوان المسلمين والتيار الاسلامي لأنّ هذه المرحلة تخلق اسئلة تحثني على البحث عن إجاباتها، فهذه العملية تجعلني أغوص في أعماق الفكر والرؤى الانسانية. متى توقّفت الأسئلة توقفت ديمومة المعرفة الإنسانية لأنّ الأسئلة تنبع من الفكر الإنساني وليس بشكلٍ اعتباطي.
من خلال متابعتكم للإصدارات، ما هو الكتاب الأجمل الذي قرأتموه؟
أثّر فيّ كتاب "موسى والتوحيد" لمؤلّفه "سيجموند فرويد" وقد قرأت هذا الكتاب في السبعينات بحثاً عن فكرة التوحيد وبداية الديانات التوحيدية وبفضل هذا الكتاب تحوّل التراكم الكميّ للفكر في مخيلتي إلى فكر نوعي وولّد رؤيا في داخلي أكثر وضوحاً للكون والوجود والحياة والإنسان.
بعد هذه القراءات، هل فكرتم في نشر كتاب خاص بكم؟
لديّ كتابات متنوعة سأنشرها في العام 2014 ضمن كتابٍ واحد سأسمّيه: "هكذا أفكّر".
طموحي أن تُبنى كردستان على أساس المواطنة
ماذا تتمنّون لمستقبل كردستان؟
أطمح أن يتجسّد هذا التطوّر في دستورٍ يوضّح الحقوق والواجبات وفي نظامٍ سياسي ديمقراطي منفتح بعيداً عن التعنّت والتّعصب، كما أطمح أن يبنى هذا البلد على أساس المواطنة وأن يترفّع عن الصراعات الحزبية والطائفية لكي يشعر المواطنون بانتمائهم الى الوطن.
ما هي أمنيتكم على الصعيد الشخصي؟
إن الشعوب الإسلامية متجزّئة بين الشيعة والسُنّة، وتؤسّس الأحزاب على أساسٍ طائفي يحمل طابعاً مذهبياً. لذلك اطمح ان تتخلّى الشعوب عن هذه الخلفية التاريخية وأن تسعى للإنعتاق ومواكبة التطوّر الحاصل على الصعيد العالمي، فهذا التحزّب الديني يؤدي إلى الانقسام والصراع ويعيق تأسيس سقفٍ وطني أو منظور وطني يجمع كافة المنتمين إلى البلد.
اتمنى للبنان حياة مستقرة والتمتّع بحكمٍ ديمقراطي وطني وليس ديمقراطياً طائفياً كما اتمنى أن يجتاز هذه المرحلة التي تشكّل طعنة كبرى لبلادنا كلها.
تعليقات الزوار