بلا شك هو رجل استثنائي ومميّز، أعاد إلى شركة طيران الشرق الأوسط الحياة وحملها إلى مصاف الشركات المتقدّمة على اللائحة العالمية بفضل جهوده وإنجازاته، وخير دليل على ذلك الأرباح التي حقّقتها الشركة عند استلام إدراتها. هو المثل والمثال في الإدارة والتخطيط قياساً مع المؤسسات العامة الأخرى التي يفتك الفساد والمحسوبية بأوصالها.
الإنجازات والطموح
جعل هذا الرجل العصامي شركة "الميدل إيست"، عنواناً للنجاح وفخراً للبنان بين أهله وفي الخارج. خمسة عشرة عاماً من العطاء قدّمها الحوت لتحلّق هذه الشركة وتعلو أكثر وأكثر. تخطّت "الميدل إيست" كل الصعاب وخاصة المطبّات السياسية والاقتصادية، هذا التميّز كلّه لم يأتِ محض صدفة، وإنّما بفضل جهودٍ جبارةٍ لرجل له فكرٌ ذكيّ استطاع أن يرسم مستقبل نجاح الشركة ويثبت فخر الصناعة اللبنانية في جميع أنحاء العالم. وصلت "الميدل إيست" في حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، إلى حافة الإفلاس وتراكمت عليها الديون بالملايين وكادت تُباع بسعر زهيد لولا وجوده كمنقذٍ لها. فاعتمد أبرز الخطط للحدّ من النفقات وتجديد الأسطول وتزويد الشركة بطائرات حديثة وتطوير العديد من الخدمات التي تُعزّز ثقة المسافرين على متن خطوط الشركة. شكّل عمله "المغوار" صدمة للسياسيين والرسميين وبات محمد الحوت من القادة الإداريين المميّزين برباطة الجأش وحسن الدراية والإدارة، وكان القائد الذي أبعد السياسة وتدخلاتها في صميم الشركة، علماً أنه على مسافة قريبة من كل الأفرقاء، وخاض في الخفاء حروباً ضدّ الفساد والمُفسدين، وركّز على المهارة والكفاءة في انتقاء المنتسبين إلى الشركة.
ولضمان تطوّر هذا النجاح وحفظ استمراره، تمّ الإعلان عنإمكانية فتح خط مباشر بين بيروت وكندا، بناء على طلب وزيري الخارجية والأشغال، وتمّ توقيع اتفاق تعاون تجاري مع الطيران الكندي. كلامنا عن نجاح هذه الشركة لم يكن من فراغ بل هناك ما يثبت ذلك وهو تقرير مجلس إدارة الشركة لعام 2016، الذي يتبيّن فيه النتائج الإيجابية في تاريخ الشركة خلال الخمسة عشر عاماً السابقة والتي تخطّت أرباحها المليار دولار. فمنذ عام 2002 والشركة تحقّق أرباحاً تشغيلية وصافية بصورة متتالية في أصعب الظروف الأمنية والسياسية التي مرّت بلبنان ومحيطه.اليوم شركة طيران الشرق الأوسطباتت أشبه بأنموذج يُحتذى به في القطاعين العام والخاص.
رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير أبدى رأيه قائلاً: "يجب أن نستنسخ من محمد الحوت وإدارته عدّة نسخ في مؤسسات الدولة من كازينو لبنان إلى مرفأ بيروت إلى "الريجي" وغيرها من المؤسسات، في سبيل إنجاح القطاع العام والنهوض بالبلد".
أمّا عميد الصناعيين جاك صراف فاختصر مسيرة "الميدل إيست" قائلاً: "إنّها فخر الصناعة الوطنية، التي خلقت الوظائف والاستقرار والتقدم في لبنان، وليس نجاحها سوى انعكاساً لنجاح محمد الحوت وكافة العاملين بالشركة من صغارها إلى كبارها، وأتمنى المحافظة على هذه المؤسسة اللبنانية على الأرض كما في الجوّ".
أمّا رئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري فقد علّق قائلاً: "نجاح الشركة يعود إلى حسن إدارتها بعقلية القطاع الخاص، واليوم إذا طبّقنا نظام إدارة طيران الشرق الأوسط على إدارات الدولة يمكننا أن نموّل 10 من سلسلة الرتب والرواتب".
بدوره، أثنى رئيس اتحاد النقابات السياحية، ورئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر على نجاح الشركة في عهد محمد الحوت بعدما كانت تنهار بين أيدي السياسيين.
باختصار، محمد الحوت ذو عزيمة جبارة، وخير مثال عن الوطنية.
تعليقات الزوار