يجسّد بإنجازاته ومواقفه الوطنية شعلة مضيئة في طريق التطوّر
صاحب شخصية جدية ورصينة، ونادر الإطلالات الإعلامية، والسبب الأول والأهم يعود لانشغالاته وضِيق وقته. فهو ملتزم عملَه إلى أقصى حدّ ومتابع لكل شاردة وواردة تحصل في العاصمة بيروت، كما أنه متواضع ولا يحبّ التحدّث عن نفسه أو إنجازاته، بل يفضّل العمل المجدي والمفيد لوطنه أولاً، ولأبناء بيروت تحديداً، ويسعى جاهداً لحلّ مشاكلهم ومساعدتهم على قدر المستطاع.
وُلد في عكار في بلدة عوينات، وتربّى في بيتٍ ملأه الدفءُ والإيمان، متأثراً بوالده الكاهن الياس شبيب، الذي أورثه قوة إيمانه وصدقه وحبه للناس، فهو لا يفرّق بين غني وفقير، ولا بين مسلم ومسيحي.
اختار أن يكون في القضاء حبّاً بإنصاف المظلوم وإعطائه حقه، وحرصاً على معاقبة الجاني بالسلطة الممنوحة له قانونياً، فكانت كلمته كالسيف القاطع على كل مجرم وفاسد. كل هذه الصفات ميّزته وخوّلته أن يكون في هيئة التشريع والاستشارات التابعة لوزارة العدل، بالإضافة إلى كونه عضواً في مجلس إدارة المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية.
عُيّن القاضي زياد شبيب محافظاً لمدينة بيروت في أيار عام 2014، لإخلاصه واجتهاده وتحمّله المسؤولية. يصفونه بالرجل ذي المهمات الصعبة، لأنه في غضون أربع سنوات حقق لبيروت ما لم يحققه الآخرون. ديناميكي، متفانٍ في عمله، ويعشق العمل التطوعي والإنمائي. جال في شوارع العاصمة مطّلعاً على حاجاتها الرئيسية، فبادر إلى وضع خطة شاملة، تبدأ من البنى التحتية التي هي حاجة ملحّة لمدينة بيروت، وأبرزها: تنفيذ مشروع محطتَي تكرير تستوعبان مجاري العاصمة ومحيطها، إيقاف مجاري الصرف الصحي التي تصبّ في البحر، تأمين الكهرباء 24/24 ساعة، تعبيد الطرقات وإنارتها وتأمين مواقف للسيارات. كذلك قام بتعزيز دور الأجهزة الموجودة في بلدية بيروت بالتنسيق الدائم مع قوى الأمن الداخلي، وخاصة في موضوع الأمن وقانون السير والمخالفات في بيروت، وذلك للحفاظ على أمنها وأمانها وصورتها الخالدة في أذهان أهلها وزوّارها، هذه المدينة الشامخة التي شهدت حروباً متتالية جعلتها باهتة الصورة والجمال بعد أن كانت محط أنظار العرب والأجانب. فبعد المآسي التي مرّت على بيروت، نراها تعود إلى سابق عزّها من خلال الأعمال والنشاطات الثقافية والمهرجانات التي قامت بها البلدية تحت إشراف المحافظ، وهدفه إنعاش بيروت من جديد وإعادة الحياة إلى الفنادق والمطاعم والمحال فيها.
وعلى الرغم من كل الجهد والتعب، طالت الألسنة الحاقدة المحافظ شبيب لأنّ مصداقيته في العمل أثارت حفيظة الكثيرين من الفاسدين وأعداء النجاح، وحُبكت الإشاعات ضدّه، ظنّاً منهم بأنّهم قد ينالون من عزيمته وإرادته باستكمال مسيرته وتقديم الأفضل لمدينة الشرق بيروت، فكان تصميمه أقوى من هؤلاء المحرّضين وأصواتهم التي لا يمكن أن تعلو على صوت الحق. إنّه لاعب متمرّس، يخوض معاركه بشجاعة، وهو بعيد عن الحاقدين وأصحاب الأيادي السوداء.
ومهما قيل في هذه الشخصية الوطنية يبقَ قليلاً أمام ما يقدّمه للبلد، لأنّ أمثاله أصبحوا قلائل، إذ يجسّد بإنجازاته ومواقفه الوطنية شعلة مضيئة في طريق التطوّر ورمزاً للأمل والطموح والطاقة الإيجابية.
تعليقات الزوار