غابت قسرياً لتعود من جديد، وما بين الغياب والعودة طرحت على الساحة الغنائية علامات إستفهام عريضة؟ هذا هو حال النجمة الشقراء مادلين مطر، التي عادت من كبوة الغياب مثل عودة الفرسان، أكثر نضارة وحيوية. تساءل الكثيرون من يقف وراءها؟ خصوصاً وأنها عوّدت محبّيها وجمهورها على تقديم الأعمال المميزة لحناً وكلاماً وتوزيعاً، حرصاً منها على أمانة رسالتها الفنية ومصداقيتها. مادلين المثيرة دوماً شكلاً ومضموناً مطمئنة لحالها الفنية هذه المرّة وكأنّ الراعي الحصري لإنتاجاتها ذو شخصية إقتصادية قوية لديها نفوذها الرأسمالي. وكأنّ هذه الشخصية مؤمنة بما تختزنه هذه الفنانة، لذا حدّدت لها العودة من هذا الباب.
أثبتت "مادو" بأنّ الفنان الأصيل مثل الجوهرة النادرة، فكلّما عبرت السنون، زاد وهجاً وهي فنانة تحسن الإختيار والإنتقاء، رجلاها على الأرض متينتان، تواكب الأحداث الفنية بحذر، فلا ترتدي ثوباً فنياً لا يُلائم طبيعة صوتها وموهبتها، بالعكس تفضّل البقاء في موقع المتفرّج والمراقب حتى تأتيها الفرصة التي ترضي قناعاتها وطموحاتها الفرصة التي ترضي إطلالة ورونق مادو في "فيديو كليب" "تعباني" صورة رومنسية لأغنية رومنسية، تأخذك إلى أماكن غير مرئية في هذا الزمن وهي الإنسانة التي لسعتها نار الحب في أكثر الأحيان وكانت مع كل إحباط تسترجع ذاتها وتفرد جناحيها مثل طائر الفينيق مُحلّقة عالياً.
مادلين مطر تدوّن في ذاكرة الغناء العصري لونها، وشخصيتها الفنية بدون أن تراقب محيطها وهذه دلالة على عمق قوة شخصيتها وثقتها بفنّها. إذا قرأنا بإمعان خلفيات هذه العودة، لاكتشفنا بأنّ ثمة منتجاً مغامراً همّه الوحيد ولوج المغامرة مع فنانته والطيران عالياً، خصوصاً وأنّ الفنانة ليست مجرّد صوت عابر، بل هي تحفة فنية مشغولة بإتقان شكلاًً ومضموناً. نحن لسنا من هواة الفضولية، همّنا أنّ العودة كانت خصبة، قوية، أعادت صاحبة الشأن الى موقعها الحقيقي الذي تستحقه وأن "الفيديو كليب" نفذ بسلاسة و رؤية إنتاجية وإخراجية رائعتين وهذا ما يهمّنا، إنّما على مادلين ان تعي تماما قول المثل المصري المعروف "يا خبر بفلوس بكرا ببلاش".
تعليقات الزوار