وليد نصر: مسار إستغلال لبنان لموارده الطبيعية مُستمرّ في تنفيذ خطة الاستكشاف في
البلوكين رقم 4 و9
برعاية وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني خوري ممثلةً برئيس هيئة إدارة قطاع النفط والغاز وليد نصر، وبتنظيم من شركتي "غلوبال إيفنت بارتنرز" و"بلانرز أند بارتنرز"، إفتُتحت أعمال مؤتمر القمة الدولية الخامسة للنفط والغاز في لبنان في فندق "هيلتون حبتور غراند"، بحضور فعاليات ديبلوماسية وسياسية واقتصادية محلية وعالمية. خلال الافتتاح، شرح المدير العام لشركة "بلانرز أند بارتنرز" دوري رنّو في كلمته أهداف هذا المؤتمر من خلال جلساته والمواضيع المطروحة للنقاش.بدوره، ألقى رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وليد نصر كلمة جاء فيها: "هذه ثالث سنة سيكون لبنان فيها على موعد مهمّ بمسيرته النفطية بالتزامن مع عقد هذا المؤتمر. في العام 2017، كنّا قد أطلقنا دورة التراخيص الأولى، وفي عام 2018 في هذا المؤتمر كنّا قد تحدّثنا عن العقود التي وقعت مع شركات "توتال"، "إيني"، و"نوفاتك" بالبلوكين رقم 4 و9. واليوم، أطمئنكم جميعاً بأنّ مسار استغلال لبنان لموارده الطبيعية مستمرّ ولن يثنينا أي شيء عن العمل ونحن مستمرّون ولن يوقفنا شيء". وأعلن قائلاً: "سنستمرّ في تنفيذ خطة الاستكشاف في البلوكين رقم 4 و9 التي بدأت بمسح بيئي لمواقع الحفر، وإننا على موعد قبل نهاية هذا العام لحفر أول بئر استكشاف في البلوك رقم 4 وبعده البلوك رقم 9، وإن شاء لله العام المقبل وفي هذا المؤتمر نعلن أمامكم عن أول اكتشاف في البحر اللبناني، وسنكمل بإرادة وتصميم في دورة التراخيص الثانية. طموحاتنا وآمالنا كبيرة لقطاع النفط والغاز لكنها واقعية، طموحنا أن يكون لبنان بإدارته الرشيدة لموارده الطبيعية شفافاً وأن يحافظ على ثروته للأجيال الحالية والمستقبلية". تابع نصر: "حتى نصل إلى هذا الهدف يجب أولاً أن نخلق جواً يشجّع الشركات العالمية لتأخذ قراراً بأن تستثمر في لبنان. لقد خلقنا من جهة منظومة قوانين من قانون البترول في البحر، القانون الضريبي الخاص، وقانون دعم الشفافية لقطاع النفط والغاز ليؤمّن استمرارية واستقراراً ووضوحاً للمستثمر ليثق ويستثمر في لبنان. من جهة ثانية، استعملنا العلم والتكنولوجيا المتطورة من أجل الوصول إلى أعلى مستوى معرفة عن نظامنا الجيولوجي والبترولي، ووضعنا هذه النتائج أمام الشركات التي اهتمت أكثر في بحر لبنان وثرواته". وأضاف: "عندما نتكلم عن الغاز لا يسعنا إلاّ أن نذكر موقع لبنان الجغرافي الذي من جهة يحتاج للغاز لتوليد الكهرباء وللصناعة، ومن جهة ثانية يمكنه أن يصدر أي فائض من غازه إلى الدول المحيطة عبر الأنابيب أو الـLNG بأسعار تنافسية. إن الاكتشافات التي تتم في شرق المتوسط تضع لبنان أكثر وأكثر تحت الضوء واهتمام أكبر من قبل الشركات العالمية التي تسمح للبنان في المستقبل، بأن يستفيد من البنى التحتية في الدول الصديقة لتنويع طرق تصدير الغاز". إن اهتمام الشركات العالمية لا ينحصر فقط في قطاع التنقيب البحري لكنه أيضاً يصل لمشاريع استيراد الغاز الطبيعي المسال لتزويدمعامل الكهرباء وقد أصبحنا في المراحل الأخيرة من تقييم عروض الشركات قبل رفع التقرير النهائي إلى مجلس الوزراء". وأردف قائلاً: "إن وزارة الطاقة والمياه كانت قد وقّعت عقداً مع شركة "روسنفت" لتطوير قدرة التخزين بمنشآت النفط في طرابلس من خلال مناقصة عالمية. كل هذه المبادرات والمشاريع وغيرها في المستقبل تهدف إلى خلق قطاع نفطي متكامل يؤمّن للبنان أمناً طاقوياً بقدراته الذاتية وبالتعاون مع شركائه العالميين". في الختام، قدّم نصر عرضاً مفصّلاً عن الإنجازات التي حققتها هيئة إدارة قطاع النفط والغاز خلال السنوات الست الماضية، إضافة إلى المشاريع المستقبلية في هذا المجال". كان قد شارك في هذا المؤتمر 5 شركات إيطالية رائدة في قطاع الخدمات النفطية، تتمتع بخبرة واسعة وعميقة، وتعمل في مختلف أنحاء العالم مع الشركتين الكبيرتين "توتال" و"إيني" وغيرهما، وتقدّر أرقام مبيعات مُجمل شركات خدمات الصناعة النفطية الإيطالية بعشرين مليار يورو، علماً أن هذه الشركات تغطي مختلف الأعمال والخدمات في صناعة النفط من التنقيب إلى التخزين والتوزيع في الأسواق.لذا، أشارت مديرة وكالة التجارة الإيطالية "فرانشيسكا زادرو" إلى أنها المرة الثانية على التوالي التي تشارك فيها شركات إيطالية تعمل في مجال النفط والغاز في هذا المؤتمر، مما يدل على الاهتمام الايطالي القوي بالسوق اللبنانية، لافتةً إلى أن الشركات الإيطالية تعقد آمالاً كبيرة على لبنان كبوابة لجرّ النفط والغاز نحو البلدان الأخرى. وذكرت "فرانشيسكا زادرو" أن لبنان يستثمر كثيراً في قطاع التنقيب عن النفط وفي قطاع الخدمات النفطية على حدّ سواء، إذ يمكن للشركات الإيطالية أن تؤدي دوراً مهماً إلى جانب لبنان. استمرّ المؤتمر ثلاثة أيام وتمحور حول شعار "مجموعة كاملة من الرؤى والفرص"، وشمل مؤتمراً استراتيجياً ليومين، إضافة إلى يوم كامل حول تقنيات صناعة النفط، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المؤتمر. تضمن المؤتمر الإستراتيجي 9 جلسات تناولت مواضيع تتعلق بقطاع البترول ومستقبله الواعد في لبنان. أما المداخلات التقنية فتطرّقت إلى بعض المواضيع الهامة مثل التحوّل الرقمي في قطاع النفط والغاز، والتطورات الجيولوجية والتكنولوجية المستحدثة في القطاع وتأثيرها على صناعة النفط والغاز اللبنانية.
تعليقات الزوار