فادي قمير: منطقة الشرق الأوسط معرّضة للخطر بفعل المتغيرات الشاملة
لوبيك فوشون: يجب بناء ذهنية مختلفة في الأجيال الناشئة لجهة استهلاك المياه
برعاية وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني ممثلة بالمدير العام للوزارة فادي قمير، إفتتحت وزارة الطاقة والمياه- المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية، مؤتمر الأسبوع السابع للمياه بعنوان "المساهمة المتوسطية في أفق 2030 للتنمية المستدامة" في فندق لورويال - ضبيه، بحضور رئيس المجلس العالمي للمياه لوبيك فوشون، وزير المياه والري في مصر محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية سابقاً في العراق حسن الجنابي، وزير الدولة الخاص للمياه في اليونان جاك جانوليس، الأمين العام للمجلس العربي للمياه حسين العطفي، الوزير الفلسطيني المكلف المفاوضات شداد العتيلي، وممثل سفيرة الاتحاد الأوروبي "كريستينا لاسن خوسيه سانتاماريا"، وحشد كبير من الخبراء وقادة المياه والمتخصّصين من لبنان والعالم.خلال المؤتمر، ألقى مدير عام الوزارة فادي قمير كلمة جاء فيها: "باهتمام كبير نفتتح اليوم الأسبوع السابع للمياه في بيروت، والذي يُعقد بعد القمم المتعاقبة لمؤتمر الأطراف ومختلف المبادرات الدولية في سياق الحشد العام على الصعد الوطنية والإقليمية والعالمية. ويُساهم هذا الحدث في ضمان تنفيذ خطط التكيّف التي تواجه مختلف التحديات التي تنتظرنا، في سياق التغيّرات الشاملة للحفاظ على المياه والطاقة في خدمة الأمن والغذاء والتنمية الاقتصادية والبشرية. ويعتبر هذا المؤتمر استثنائياً، فللمرة الأولى نشهد اجتماع حكّام المجلس العالمي للمياه في لبنان برئاسة لوبيك فوشون، وستوفّر مناقشاتكم فرصة لتبادل الفرص والتحديات لمواجهة المتغيرات الشاملة. هذا المؤتمر سيشكّل قاطرة حقيقية لتعزيز الشراكة المستدامة في المنطقة في خدمة التنمية البشرية". واعتبر قمير أن منطقة الشرق الأوسط بما فيها لبنان، معرّضة للخطر بفعل المتغيرات الشاملة التي تؤثر سلباً على الموارد المائية. وبحلول عام 2025، يتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من 7 مليارات إلى نحو 9 مليارات نسمة. وهذا النمو الديموغرافي سيترافق مع ازدياد في الحاجات الغذائية، وبالتالي حاجات مائية، لأنّ الزراعة هي المستهلك الرئيسي للمياه العذبة بنحو 70%، مقابل 12% للإستخدام المنزلي و18% متوسط الإستخدامات الصناعية في العالم. لذا، في إطار تطوير القطاع المائي في لبنان، اقترحنا استراتيجية وطنية بُنيت على تطبيق مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المائية بالإعتماد على مكونين رئيسيين هما: الأول مشاريع السدود، البحيرات الجبلية، تغذية طبقات المياه الجوفية وتحسين الشبكات، والثاني الحوكمة، التدريب، التوعية على إدارة الأزمات، والمعلومات (قواعد البيانات، الأدوات التكنولوجية). هذا المكوّن أبصر النور أخيراً في إطار تصديق مشروع CIFME مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه في لبنان وتدشين مقرّه الموقت في وزارة الطاقة والمياه. بالإضافة إلى ذلك، يركّز لبنان بشكل خاص على تطوير الطاقة المتجددة والنظيفة التي لا تنضب، والتي تعتبر وسيلة لضمان الأمن ونمو الاقتصاد الأخضر والحفاظ على البيئة في البلد". ولفت قمير إلى أن: "تحدياً آخر يطال الكهرباء والطاقة المتجدّدة، التي نلتزم من أجلها في مواجهة هذا التحدي من خلال مكونات الإنتاج الخاصة بها والطلب على الطاقة في البلاد، ومن خلال إدخال الطاقة المتجددة كمصدر احتياطي للتكيف مع تأثير تغيرات المناخ". من جهته، رأى فوشون أن الأمن المائي يتحقق بإعادة إستعمال المياه كما يفعل المصريون، وبتحلية مياه البحار، مشدداً على وجوب توفير مياه اليوم للغد مع تراجع سبل الحفاظ على الموارد المائية في مختلف دول العالم، معتبراً أن الغد سيشهد مفهوماً جديداً لسبل الحفاظ على المياه وتحقيق الأمن المائي من خلال خفض تبذير المياه، وخفض كمية المياه المستعملة ومراقبة التصرفات على مستوى استهلاك المياه في الدول. وأكّد فوشون على أهمية بناء ذهنية مختلفة في الأجيال الناشئة لجهة استهلاك المياه، وضرورة اغتنام الفرصة التي تقدّمها الثورة الرقمية التي تجتاح العالم في قطاع المياه. في ختام المؤتمر، قدّم قمير دروعاً تكريمية لضيوف شرف المؤتمر بإسم وزارة الطاقة والوزيرة ندى بستاني.
تعليقات الزوار