اثنان وسبعون عاماً وأنت سيّد المواقف الحازمة. أرجوحة السنين ظلّت تتهادى بالأمن والأمان، وظلّ الوطن صامداً على الرغم من كل ما يحيط به في المنطقة من انتفاضات وحروب ونزاعات. تُشرق على بشرة زنود جنوده البواسل شمس الحرية والشهامة، وتنبت عزائم الرجال الأشداء فوق رُتب ضباطه الأحرار. هو جيش وطني أبيّ يعلو ولا يُعلى عليه، هو صانع الرجال وسيّد المواقف الصعبة، هو نفسه رمز الوحدة الوطنية والحضن الدافئ الذي حضن أبناءه على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، فتحت رايته الخفّاقة كرامة الوطن والمواطن. هذه المؤسسة العسكرية الوطنية، الشامخة بكل عزّ وكبرياء، قدّمت الأرواح الطاهرة من أبنائها قرابين على مذبح الشهادة ليبقى الوطن شامخاً، وكانت الدرع الواقي لمكافحة التكفيريين والإرهابيين. تميّز الجيش اللبناني بمتانة عسكرية متقدّمة في الشرق الأوسط، تجلّت بالتنظيم والقوّة العسكرية والمستوى العالي من الثقافة، فكانت المشهدية الشاملة لهذا الركن العسكري، لها خصوصية وحميمية في مفهوم العُرف العسكري. ارتبطت المؤسسة العسكرية ارتباطاً وثيقاً بجسم الجمهورية اللبنانية، فكانت خير من أعطى الوطن رؤساء شرفاء سطّروا في العمل السياسي إنجازات عملاقة بدءاً من حكم الرئيس فؤاد شهاب إلى الرئيس إميل لحود وبعده الرئيس ميشال سليمان وصولاً إلى عهد الرئيس ميشال عون.
يا جيش وطني..
تعجز الكلمات أمام تضحياتك الكبيرة عن رصّ الحروف، وتفيض المشاعر نُبلاً في القلوب الدافئة، فأنت الصامد على جبهة الصمود، ساكن الليل والنهار، تحت رذاذ المطر وحرقة الشمس. أنت العين الساهرة التي ترفض النعاس ليبقى الوطن مُصاناً. أمام مجدك الأبيّ ينحني اليراع إجلالاً وتقديراً، وبهمّة قائدك العظيم وعزيمة ضباطك نحن مستمرّون حتى اللانهاية.
تعليقات الزوار