ثلاث مواعظ كانت السلّة الرئيسية في حياتي وزوّادتي للإنطلاق في الحياة. أوّلها القناعة التي أعتبرها الكنز الحقيقي والطريق المستقيم الذي أوصلني إلى برّ الأمان، والقناعة في حياتنا مثل المنارة في علم البحار، أي الشارة التي تقود القبطان إلى المرسى بعد جولة من المخاطر في طريق عرض البحر. ثانيهما الاجتهاد، فهو الباب المغلق على عالم المستحيل والمفتاح القادر على تبديد كل العقبات التي تعترض طريقنا.
عندما تكون أحلامنا مجرّد أوهام ساكنة في المخيلة، نظنّ تحقيقها مستحيلاً، لكن بفضل عامل الاجتهاد والمثابرة، تصبح هذه الأحلام وقائع وركائز ثابتة في حياتنا ومنها ننطلق ونتوق دوماً إلى الأفضل، وطبعاً القناعة هي الأساس ومصدر الإيمان، والاجتهاد هو العمود الفقري في البناء الإنساني.
وثالثها الطموح، أي السفينة المبحرة في عرض المجهول والتي تقفز فوق الموج العالي وتتأرجح فينا، فهذه الركيزة هي العنوان العريض لنجاحات الفرد والمحطة الثابتة على رصيف الانتظارات. أنا امرأة بنت الواقع، لا تعترف بالخيال والأوهام وتدرك مليّاً بأنّ الحياة كناية عن مشوار فيه محطات وعلى كل محطة شيء ما ينتظرنا، وأنا عشقت الانتظارات لأنها كالقنابل في حياتنا لكل منها دوي انفجار خاص، فلا تعب أبداً مع الحياة، ولا مستحيل بل الإنسان بكل تناقضاته هو المستحيل الأول والأخير...
لكي لا أنسى هذه هي وثيقة الحياة وما تعلّمته منها حتى الآن.
تعليقات الزوار