اختيار الجنرال جوزف عون قائداً للجيش حدّدته معايير كثيرة، فسيرته الذاتية أسهمت إلى حدّ كبير في تعيينه بوصفه ضابطاً مناسباً للمرحلة الحالية. إلى جانب تاريخه العسكري، وتحصيله الأكاديمي والدراسات العسكرية العليا، شارك جوزف عون عام 2008 في برنامج مكافحة الإرهاب الدولي في الولايات المتحدة الأميركية لمدّة عام تقريباً، إلى جانب مشاركته عام 2013 في ورشة عمل حول المخابرات ومكافحة الإرهاب، إضافة لمعرفته بأصول "إدارة الأزمات"، بحسب ما جاء في سيرته الذاتية.
القائد جوزف عون له خبرات قتالية مُتمرّسة على الأرض، فقد تسلّم قيادة "جبهة عرسال" لأشهر طويلة. ومشهودٌ له بمناقبيته وحياته العسكرية التي قضاها في الوحدات العملانية منفذاً المهمّات على الأرض، بخبرة وكفاءة عالية. إذاً، ألا تستحق هذه الشخصية الوطنية الفذّة الإشادة والشكر لما قدّمته وتقدّمه للوطن، ليست مغالاة لأنّ القاعدة تقول "من لا يشكر الناس لا يشكر الله". هو شخصية عسكرية واعية مُفعمة بالإنسانية والنُبل ويملك فكراً عالياً، رجلٌ نزيهٌ ويعامل عديد الجيش بمساواة ولا يوجد في قلبه حقدٌ طبقي، إنّه يعيد الأمل بأن نشاهد وجوهاً تخدم مصالح الوطن وتساهم في نهضة المجتمع اللبناني ضمن محيط من الخراب، التخلّف، الفساد، الفشل والمحسوبية على مختلف الأصعدة.
لم يتوقف قائد الجيش الآن عمّا اعتادممارسته قبل وصوله للقيادة. فهو يتفقّد نقاط انتشار الجيش في كل المناطق، مُعلناً أنّ الجيش الذي استطاع أن يحمي لبنان في أصعب الظروف التي مرّ بها، سيحميه حاضراً ومستقبلاً مهما كلّفه ذلك من أثمان وتضحيات، ولن يصغي إلى ضجيج بعض الأصوات المغرضة التي تعلو بين الحين والآخر، للتشويش على أداء واجبه المقدّس في الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره. قائدٌ ينشر السلام بين الناس، جادّ في عمله، عندما يتحدَّث تشعر بتفاعله مع الحدث فيبتعد عن الكلمات الجارحة ويراعي أحوال الجميع، يتحدّث بشفافية ووضوح،و"المهمّات" في اعتقاده أعمال يجب الانتهاء منها في حينها، وحين تتراكم الأعمال فنهاره يأخذ من ليله، وأُسرته تتنازل عن حقها تقديراً لطموحه وإخلاصه..
هؤلاء هم الرجال الذين تنهض بهم الأمم.....
تعليقات الزوار