"فارس أحلامي هو... فتاة أحلامي هي..." عبارة يرددها العديد من الشباب والفتيات عندما يفكرون في مواصفات زوج أو زوجة المستقبل عسى أن يجدوهما كما يريدون.
عندما يُسأل أي منهم لماذا لم تتزوج حتى الآن؟ تجده يقول لم أجد الشخص المناسب حتى الآن؟
تُرى هل أصبحت كلمة فتى أو فتاة الأحلام تتناسب مع واقع الحياة الحالي؟ أم دخلت عليها معايير خارجية أخرى ربطتها بمعوقات عدّة أبرزها الوضع المعيشي اليومي والوضع الإقتصادي لتُغيّر هذا المفهوم؟
نجد الفتى البطل في كل قصص الفتيات الصغيرات، وعندما تبدأ سنوات المراهقة يهيمن هذا الفتى على خيال الفتاة، ترسم له مواصفات جمالية وأخرى تتعلّق بالشخصية أو الشكل أو الروح، والأهم أن هذا المفهوم لا يتلاشى نهائياً مع الدخول في سن النضج... ويستمر البحث مترافقاً مع سؤال فتى الأحلام من يكون؟ ما المقاييس التي تريدها فتيات اليوم؟ وهل مازال رشدي أباظة يمثل فتى أحلام البنات ومثال الرجل الوسيم الشجاع؟ أم تغيّرت هذه المواصفات واتجهت الى مشاهير آخرين أمثال "روبرت باتينسون"؟
بين الواقع والخيال
هي صورة خيالية مثالية تتشكل لدى الإنسان من واقع ما يتمنى ويحبّ... في كثير من الأحيان لا تتحقق، وتتشكل هذه الصورة الواقعية حسب الظروف الحالية، عندها قد تكون صورة مختلفة كلياً عمّا كان يجول في الخواطر لأنها أحلام نمرّ بها في سن معين وعندما ندخل الى مُعترك الحياة نجد أنفسنا ضمن أحلام اليقظة الجميلة وقد نتنازل عن أشياء كانت تعيش في حلمنا لم نجدها على أرض الواقع لأنّ الماديات هي التي طغت على كل شيء جميل حتى الأحلام، فأغلب الناس يرسم صورة وردية لفتى الأحلام أو فتاة الأحلام، ولكن بعض المواصفات لا تتحقق بسبب الواقع وضغوطه المادية والمعنوية.
تعتبر ريهام (20 سنة) أنها كلما كبُرت تغيّر تفكيرها ونضج نحو فتى الأحلام، ومن أهم صفاته حنوناً، وفيّاً، يتحمّل المسؤولية ويهتم بها كثيراً. ويؤيّدها محمد شبارو(20 سنة) بفكرة النضوج العقلي فيتّسع التفكير بهذا الشأن فهو يبحث عن الأفضل بصفات محدّدة ومميزة يجدها في فتاته من قلبها الطيب وذكائها واحترامها الى صدقها ووفائها وثقتها بنفسها.
رشدي أباظة أم "روبرت باتينسون"
تتغير مقاييس فتى وفتاة الأحلام كل فترة حسب تغيرات المجتمع نتيجة التطوّرات التي تدور حوله، هنا بعض الآراء التي تختلف أو تتشابه في بعض النقاط في مكان ما ولكلّ منهم وجهة نظر مغايرة في هذا الموضوع:
لا شك أن الحب يطرق باب الجميع دون استئذان، فقد طرق بابي منذ صغري وبدأت أتخيل أن فارسي سيشبه المشاهير والممثلين ذوي البشرة الجذابة، التسريحة المغرية وغيرها من الصفات اللافتة هكذا عبّرت كريمة (19 سنة) عن رأيها لكنها اكتشفت أن الحب الحقيقي بدأ في سن السادسة عشرة ومستمرّ حتى الآن فهي لم تقارنه بالمشاهير بل أحبته كما هو لأن قلبها تعلّق به ونبض له.
أما منى شبقلو(18 سنة) فتعتبر أن فتى أحلامها لا يشبه أحداً من المشاهير فهي تحب أن تكون له شخصيته المستقلة عن شخصياتهم، مضيفة أن عبارة "فتى الأحلام" نجدها في عالم مليئ بالأحلام وكل فتاة لها فتاها الخاص بها، تستوحي ملامحه من شخصيات مشهورة والجدير ذكره أن النظرة ستتغير حتماً لأن الشخصيات المشهورة في الأمس أصبحت تختلف عن شخصيات اليوم.
وعن رأيه بهذا الموضوع يقول الطالب في الجامعة اللبنانية محمد أخضر: "تغيرت نظرتي لتلك الفتاة مع تغيّر الزمن بعد أن علمت أن الزواج هو مشروع مستقبلي وأيقنت بأن أهم صفة يجب أن تتوفر بها هي (الحياء) الذي يحمل في طياته جميع معاني الأنوثة والخجل".
وكانت الطالبة الجامعية "مهى شبقلو" تتخيّل في صغرها أن فتى أحلامها سيأتي على حصانٍ أبيضٍ، ثمّ تغير نمط تفكيرها بعد دخولها مراحل التعليم الثانوي وأصبحت تبحث عن الشاب المتميّز بأخلاقه وإحترامه لنفسه وللآخرين بالإضافة الى كونه إجتماعياً محبوباً صادقاً ووفياً والسبب يعود الى أن "الشاب الأدمي" نادر الوجود في هذه الأيام.
التفسير العلمي والنفسي
يعتبر علم النفس أن فتى الأحلام هو تصوّر إفتراضي لمواصفات شاب مثالي تختزن الفتاة صورته في عقلها الباطن وتقارن بينه وبين من تلتقيه في الحياة العملية. أما صورته المتكوّنة لديها فهي محصلة تاريخية لتفاعلات هذه الفتاة في البيت والشارع والمدرسة وموقع العمل.
تقارن الفتاة بين الفتى المثالي في ذهنها والفتى في الواقع فتجد فارقاً، فتصاب بخيبة أولى وثانية الى أن تعرف أخيراً أن فتى الأحلام هو تصوّر خيالي لشاب غير موجود في الحياة العملية وهكذا يصبح لدى الفتاة فتيا أحلام في آن معاً، واحد في العقل الباطني يختبئ بمكر وخبث وآخر موجود في الحياة العملية معها قد يكون نسخة عنه أو تقليدٍ له.
في النهاية يبقى التطور الثقافي للعقل لكل شاب أو فتاة هو العامل الأساسي والمهمّ بحيث يكون النضوج الفكري والمعرفة المعيار الأساسي في الوعي المباشر لتحديد شريك الحياة وفق معايير واقعية ملموسة.
تعليقات الزوار