رحلت سيّدة الشاشة العربية فاتن حمامة عن عمر يناهز السبعة والثمانين عاماً وبرحيلها طوت السينما المصرية سيرة فنية حافلة بالعطاءات الجادة، مغلقة بابها على إبداعات مذهبة خالدة في ذاكرة التاريخ الفنيّ المعاصر.
إنطلقت فاتن حمامة في السابعة من عمرها بفيلم "يوم سعيد" الى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، لتكون أول نجمة عربية خارقة أثارت الإعلام العربي والغربي بعد نجاح النجمة العالمية "شيري ماكلين" وهي في مثل عمرها. قدّمت هذه الفنانة أفلاماً جادة حظيت بجوائز وتكريمات عديدة فكانت في بداية مشوارها في أواخر الثلاثينات من القرن المُنصرم تتطرّق إلى الموضوعات الحياتية وقصص الحب الرومنسية، خصوصاً وأنّ زواجها الأول من عز الدين ذو الفقار، المخرج اللامع أيامها أعطاها زخماً لتكون من بطلات الشاشة الأولى.
تميّزت فاتن حمامة بالعفوية أمام الكاميرا وبالإبتسامة الخجولة والصوت الموسيقي، فكانت طريقها إلى قلوب الملايين مفتوحة خصوصاً وأنّ شروطها الفنية بالعمل كادت أن تكون تعجيزية. قدّمت فاتن حمامة أفلاماً أرشفت حقيبة عريقة من التاريخ كما في فيلمها "دعاء الكروان" ثم انتقلت إلى موضوعات المرأة وهمومها في أفلام نالت شهرة واسعة منها: "إمبراطورية ميم"، لاعزاء للسيدات"، "أريد حلاً"، وبعدها قفزت إلى منتصف التسعينات من الحقبة نفسها بفيلم "أفواه وأرانب". كانت سيدة الشاشة العربية مبتعدة كلياً عن لعبة "الفيديو" حتى أطلّت في مسلسل "ضمير أبله حكمت" وعالجت فيه المشاكل الشبابية ثم مسلسل "وجه القمر" حيث أعادت من خلاله النجم أحمد رمزي إلى الأضواء لأنّه صديق عمرها وأيضاً القدير جميل راتب. تزوّجت أولاً من المخرج عز الدين ذو الفقار، فكان يكبرها بسنين وأنجبت منه وحيدتها ناديا، ثم تزوّجت من عمر الشريف، النجم العالمي بعد أول قبلة بينهما في فيلم "صراع في الوادي" وأنجبت منه طارق وبعدها تزوّجت من الطبيب المصري المعروف محمد عبد الوهاب وظلّت زوجته حتى آخر عمرها...
فاتن حمامة وجه فني له أثره البالغ في السينما المصرية والعربية وشعاع انطفأ بسكوت.
تعليقات الزوار