بكل صراحة وصدق كتبت...
كثيرة هي لحظات الاستقبال والوداع في حياتنا، وبكلتا الحالتين قد تسقط الدموع إلاّ في وداع عام مضى واستقبال نظيره الآتي من المجهول، إذ تشرق الهيصة ويحلو السهر ويكون لون القمر برتقالياً.
أي مجهول هذا الآتي بكيس مفاجآته، حاملاً الخفايا والإنسان منّا متقوقع حول ذاته منتظراً ما يخبّئه له القدر، وما أصعب الانتظار في غياهب المجهول في هذه المشهدية، كأننا في صالة الحياة السينمائية، مجرّد روّاد يشاهدون بترقّب أحداث فيلم الحياة بحلوها ومرّها!
مرّ عام كغيره من الأعوام الماضية التي رحلت وأصبح في ثانية أسرع من رفّة رمش مجرد ذكرى نتذكرها بفرح أو حزن أو ندم ونحلم بالآتي. هذه هي فلسفة الحياة، لأنّ الرجاء هو ضوء قنديل الاستمرارية في حياة الإنسان وصوت الصمت الذي يخيفه في بعض اللحظات. تتردّد الخطابات والشعارات الموروثة التقليدية في وداع العام واستقبال نظيره والكلام يدور في فلك الكلام لكننا نتجاهل كيف وُلد المخلّص في مغارة التواضع وكيف أبرقت الأيام رسائلها إلى قلوب المؤمنين ليكونوا أتقياء.
في العام الجديد كتبت بعيداً عن الكلام المكرّر وتمنّيت في خبايا الكيس المشلوح على أكتاف العام الجديد، أن يكون لنا وطن لا تسود أرصفته حالات الفقر والعوز، وأن تشرق على أرضه شمس الكرامة بعيداً عن ذل التداعيات، لأننا في وطن هضم كل الحضارات وكان شاهداً على تاريخ الإبداع.
في العام الجديد أرسم دوائر فرحي على أوراق مطبوعتي وأشكر ربي على أنّه أعطاني من نعمه الكثير الكثير... وأدوّن على وجه الزمان لمسة وفاء ...
القلوب التي تعرف الحب هي قلوب مُفعمة بالإيمان والصلاة بطريق فرعية للخالق...
عاماً سعيداً.
تعليقات الزوار