بين الهواجس التي تؤرّق قطاع الصناعة وبين ثورة السلامة الصحية التي يقوم بها وزير الصحة وائل أبو فاعور، يؤكّد عضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين وصاحب معامل "لافلوكس" الصناعية عدنان عطايا بضرورة الإلتزام بالمعايير والمواصفات المتعلقة بسلامة الغذاء لما في ذلك من مصلحة للصناعات الغذائية اللبنانية. مجلة "رانيا" أجرت حواراً غنياً مع الأستاذ عطايا، تطرّقت فيه إلى مختلف التحديات التي يواجهها القطاع الصناعي.
كيف تصف قطاع الصناعات الغذائية وما هي التحديات والهواجس التي تحتاج إلى حلول؟
يهمّني أن أوكّد أن قطاع الصناعات الغذائية قطاع واعد فهو الوحيد الذي أحرز في السنوات الأربع الماضية نسبة نموّ ملحوظة في صادراته مقارنة مع القطاعات الصناعية الأخرى.
حسب إحصائيات وزارة الصناعة هناك نحو ألف مصنع مرخّص، الأغلبية الساحقة منها مؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم وقد بذلت جهوداً مضنيّة وفردية لتحسين نوعية منتجاتها وتطوير معداتها كي تتطابق مع شروط الدول التي يتمّ التصدير إليها. لكن هذا غير كاف لمطابقة الشروط والمواصفات الحديثة مثلاً في البناء من حيث انسياب حركة الإنتاج والفصل بين المستودعات وشروط أخرى. لذا اقترحنا كنقابة صناعات غذائية تسهيل إنشاء مدن صناعية ومنح المؤسسات حوافز لتنتقل إلى مكان جغرافي يتلاءم مع التطوّر الذي يشهده القطاع، وعلى أن تكون قريبة من مصادر الإنتاج الزراعي لأنّ الصناعات الغذائية مرتبطة بالقطاع الزراعي اللبناني (مثل صناعة المخلّلات والمربيات والحليب و....).
الصادرات الغذائية اللبنانية تصل إلى كل بلدان الإنتشار اللبناني ومن أكبر الأسواق التي تصدّر إليها دول مجلس التعاون الخليجي، مصر، الأردن، العراق وهذه الأسواق أصبحت متطلبة جداً من حيث النوعية والأسعار وشهادة ISOللشركات المورّدة إضافة إلى الكلفة العالية المطلوبة لوضع كل صنف على رفوف "السوبرماركت" للمرة الأولى LISTING FEESوالمطلوب من عروضات فصلية ذات كلفة عالية جداً، ودائماً الأخذ بعين الإعتبار المنافسة من بلدان أخرى لديها الدعم الإعلامي والتسويقي والرسمي.
يعاني اللبناني اليوم من مشكلة سلامة الغذاء، ما رأيك بالحملة التي يقوم بها وزير الصحة وائل أبو فاعور في سبيل حماية المواطن من الكوارث الصحية؟
وزير الصحة بدأ خطوة مهمة للغاية نتمنّى أن تُستكمل فصولها، وأشير هنا إلى الإجراءات المهمة التي سبق وأن اتخذها وزير الزراعة السابق حسين الحاج حسن على صعيد الصناعات الغذائية، وقد حاول حينها إعادة تموضع للقطاع من خلال القرار رقم 950/1 وإصدار رقم زراعي للمؤسسات الغذائية كافة، وكان لنا كنقابة دور وتعاون كبيران في هذا المجال، كما يهمّني أن أذكّر أنّ وزير الإقتصاد السابق ياسين جابر كان قد سبق وأن فتح ملف الغذاء، ولكن سرعان ما انتهى الملف بانتهاء ولايته. أتمنّى أن لا يتكرّر الأمر مع الوزير أبو فاعور لأنّ الجهود التي بذلت في ملف الغذاء جبارة "ولا يجوز أن تضيع سُدى".
خاصة وأنّه وسّع حملته لتشمل القطاعات التي تتعامل بالغذاء ومنها الصغيرة والكبيرة، الخاصة والعامة حتى إنّه ذهب أبعد من ذلك بكثير ليطال الفساد الذي كشفه في المسلخ ومستودعات مطار بيروت ومرفأ طرابلس وإهراءات القمح...
المطلوب من معالي الوزير أن يحوّل ملف سلامة الغذاء إلى نظام وآلية فعّالة ودائمة في الوزارة للإستمرار بحماية المواطن وتطوير القطاعات المختلفة حتى تتطابق مع المواصفات الصحية. أفهم هواجس الوزير ومخاوف الناس، ولكن في موازاة تحقيق الإنجازات، يجب أيضاً عدم بث الرعب في نفوس الناس. ولا يُخفى على أحد أنّ لدنيا عتباً على الإعلام الذي شوّه صورة القطاع الصناعي الغذائي ولو من دون قصد، التركيز على الفضائح دون الإيجابيات التي ينجزها القطاع.
كيف تأثر شعار "صُنع في لبنان" بالتطورات التي شهدناها في الفترة الأخيرة؟
برأيي، إنّ حملة الوزير أبو فاعور يجب أن تحمل شعار "صُنع في لبنان هو الأفضل" "صُنع في لبنان هو الأجود". الغذاء اللبناني هو سفير لبنان في العالم وهو جزء من صورة لبنان السياحية التي علينا تطويرها والعمل على رفع مستوى المنتج والمطبخ اللبناني.
وفيما يخصّ الصادرات للأسواق الخارجية يختلف الموضوع عمّا طالته الحملة على المنشآت المحلية، فنحن لا نصدّر إسم لبنان بل نسوّق له بأسماء لبنانية، والمنافسة شديدة لمنتجاتنا من جهات عدّة منها السعودية، السورية، المصرية والتركية التي تعدّ من أشدّ المنافسين ممّا لديها من دعم مباشر من دولتهم.
علينا أن نستغلّ محبّة لبنان من قبل الخليجيين والأوروبيين وفي مختلف دول العالم، فأينما اتجهنا، نسمع كلاماً ايجابياً عن لبنان واللبنانيين، ونلمس ذلك من الإقبال الكثيف على المطاعم اللبنانية المنتشرة في العالم، علينا الحفاظ على هذه الميزة.
معامل "لا فلوكس" الصناعية رائدة في عالم الصناعة اللبنانية.. كيف تجري الأعمال في مؤسستكم وما هي أبرز المنتجات التي تصدّرونها للخارج؟
معامل "لافلوكس" من المؤسسات المتوسطة، أسّسها الوالد وهي مستمرّة منذ عام 1964 وها نحن اليوم نتابع مسيرته ونضع التطوير نصب أعيننا. ويعمل في مؤسّستنا نحو 40 موظفاً، أما صادراتنا فتبلغ نحو 70 بالمئة من إنتاجنا. وأبرز الأسواق التي نصدّر إليها هي مصر ودول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق (لدينا وكلاء وموزّعون حصريون منذ أكثر من 25 سنة ونعمل سوياً) وأميركا وكندا وحيث الإنتشار اللبناني في العالم. ننتج في معاملنا الخل بكلّ أنواعه، الشرابات المكثفة، صلصة البندورة، ماء الزهر، ماء الورد ودبس الرمان. استمرارنا وتقدّمنا هو ناتج من إيماننا بالمستقبل في هذا الوطن سنستمرّ ببذل كل الجهود للحفاظ على ما اصبحنا عليه ونتقدّم.
ماذا ينتظر القطاع الصناعي عام 2015؟
في الواقع، لست متفائلاً ولدي شعور أنّ العام 2015 لن يكون سهلاً على القطاع الغذائي، وأتخوّف من أن يشهد القطاع نسبة تراجع في هذا العام ما سينعكس سلباً على السنوات اللاحقة.
تعليقات الزوار