إنتزعت الشوارع منهم أجمل أيام طفولتهم وسرقت الطرقات منهم براءتهم، وجعلتهم يشيخون قبل أن يبلغوا سنّ الرشد حتى، لا بل أفقدتهم طعم الفرح والسعادة. فاستبدلوا دفء حضن الأم بحنان أرصفة الطرقات التي أبعدتهم عن مقاعد الدراسة قسراً، وجعلتهم يشكّلون ظاهرة إجتماعية تنتشر بشكل متزايد في أنحاء لبنان... إنهم أطفال التسوّل والتوّسل.
ينتظرون بفارغ الصبر أن تتوقّف إشارة السير على الضوء الأحمر ليتسارعوا وينكبّوا على السيارات، إما لتنظيف زجاجها أو لبيع العلكة. عددهم يتزايد بكثرة لأن الإهتمام بهم غائب، ومصيرهم واحد وهو الشتات، إذ انهم لا يعرفون أدنى معايير الوقاية أو السلامة أو الإعتناء بالصحة، خاصة وأنّ أعمارهم تتراوح بين السادسة والخامسة عشرة سنة. المعنيون غائبون عنهم والأهل لا يكترثون لهم، بل ينصب كل اهتمامهم على الغلّة التي يحصل عليها هؤلاء الصغار.
تقع المسؤولية الكبيرة أولاً على وزارة الشؤون الإجتماعية التي من المفترض أنّ تعتني بشؤونهم وأمورهم الإنسانية، وثانياً على الدولة التي نسيت أنّ هؤلاء الأطفال سيشكّلون جيل المستقبل. فإن تركتهم على الطرقات لأصبح الوطن ذا سمعة ووجه سيّئ وإن احتضنتهم وحدّت من هذه الظاهرة وألغتها لأصبح وضع الطفولة أفضل بكثير ممّا هو عليه اليوم.
المطلوب لفتة كريمة من الجمعيات والوزارات المعنية للحفاظ على هؤلاء الأطفال وانتزاع لقب أطفال الشوارع منهم ليكونوا في المكان الصحيح الا وهو المدرسة فقط لا غير.
تعليقات الزوار