ينتسب صاحب السموّ الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة المملكة القابضة، إلى السلالة الحاكمة، فهو حفيد الملك عبد العزيز مؤسّس المملكة العربية السعودية، كما أنه حفيد رياض الصلح، أول رئيس حكومة استقلالية في لبنان.
بدأ سموّ الأمير الوليد نشاطه في موطنه بعد عودته من الخارج في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال مؤسسة المملكة للتجارة والمقاولات، التي نمت سريعاً، ونافست باكراً على الرغم من عمرها القصير في تنويع الإستثمارات، وباتت محجّة لتعاقد الشركات والقطاعات معها في مجالات الإنشاءات والعقارات والبنى التحتية.
حوّل سموّه المؤسسة عام 1996 إلى شركة المملكة القابضة، التي نهجت نهجاً خاصاً ومتميّزاً حيث نوّع سموّ الأمير الوليد استثماراته في خطوة ممزوجة بالتحدّي للسوق والتصدّي للمتغيّرات، وقد استطاع باستثماراته من اختراق مختلف المجالات والقطاعات، فاستثمر في البنوك المحلية والعالمية، الإنتاج الإعلامي، محطّات التلفزة الفضائية، السياحة والفنادق والترفيه، تطوير العقارات والمشاريع الإنشائية، صناعة الإلكترونيات وصناعة معدّات الكمبيوتر وانتاج برامجه، مجالات الإنترنت الإلكتروني، قطاع التجارة والمتاجر الفاخرة والأسواق المركزية، تصنيع السيارات والمعدات الثقيلة، المشاريع الصناعية والزراعية. الأمر الذي بهر العالم وحيّر الأثرياء، فلم يكن يتخيّل احد أن سعودياً وبالذات أميراً، سيظهر على ساحة الإستثمارات العالمية، وينافس كبار تجّار العرب في عقر دارهم، ليتبوّأ رأس هرم المستثمرين العالميين والمتميّزين بقدرتهم على تحقيق أرباح خيالية من شركات بدت وكأنّها في طريقها الى الزوال.
اقتحم سموّ الأمير الوليد مجال الفنادق العالمية، واستحوذ على حصص واستثمارات في "فورسيزونس"، "فيرمونت" و"موفمبيك"، وامتلك فنادق "جورج الخامس" في باريس و"كوبري بلازا" في بوسطن و"بلازا" في نيويورك، كما امتلك قناة روتانا للإنتاج الفني وقناة الرسالة وقناة العرب، كذلك امتلك حصصاً في شركات "نيوزكورب" و"ميديا سيت" العالميتين، وحصصاً في CNN و"فوركس"، إلى جانب استثمارات كبرى في القطاع التقني في شركتي "آبل" و"أي باي" العملاقتين.
ويمتلك سموّه برج المملكة الذي شيّده وسط العاصمة السعودية الرياض، الذي يُعدّ معلماً فريداً حصل على جائزة أجمل تصميم برجي عالمياً قبل سنوات، حيث يدير منه سموّ الأمير الوليد أعماله التي تمتدّ لعشرات الدول في مختلف القارات، في الوقت الذي سيكون فيه العالم على موعد مع سموّه في تنفيذ أطول مبنى في العالم بمدينة جدة بتكلفة 4.6 مليار ريال سعودي.
مهام سموّ الأمير التجارية، لا تعترف بتحركات عقارب الساعة، في ظل إدارته وامتلاكه مئات الشركات في منظومة تجارية تخصّصت في شتّى المجالات. إلاّ أنّه على الرغم من ذلك فإنّ سموّه صاحب ايادي بيضاء ولا يتأخّر عن أيّ عمل انساني، حيث يمتلك مؤسسة خيرية تقوم بنشاطات متنوّعة لمساعدة كل محتاج في مجالات الخير والإحسان في تفاصيل متعدّدة لا تختلف مع تفاصيل تجارته التي تبدأ ولا تنتهي، فيقدّم من خلالها نحو 3 مليارات دولار كمساعدات إنسانية عالمية ممّا يضعه في مقدّمة أكبر فاعلي الخير في العالم.
سموّ الامير الوليد بن طلال قامة انسانية وميزان إقتصادي. أسهم في رسم صورة مميزة للإقتصاد السعودي في الخارج، كما أسهم في تعاون تجاري مُثمر مع العديد من دول العالم، إضافة إلى مشاركته في الهمّ الوطني والإهتمام الرياضي، الإجتماعي، السياسي، الثقافي والإعلامي، مشاركاً وداعماً، وركناً ثابتاً. إنّه الركن الثابت والرقم الأصعب في عالم الإستثمار، ورغم تمتّعه بثروة ونفوذ كبيرين، إلاّ أنّه يتمتّع بهالة من التواضع والكثير من الثقة، الإلتزام والإحترام.
تعليقات الزوار