ريتا حرب جميلة الشاشة الصغيرة، إمرأة تسكنها عدة نساء يعملن كلّهنّ وفق خط عمودي للشهرة والأضواء ويُحققّن في كل مرحلة من مراحل حياتهنّ نجاحات وانتصارات.
إعلامية متمرّسة ووجه دافئ الملامح يحمل في طيّاته جاذبية وفتنة وحضوراً آسراً مثل شذا الورد وممثلة متمكّنة من أدائها العفوي وتآلفها مع الكاميرا، فكانت نجمة ساطعة في عالم التمثيل، عبرت من استديو مسلسل "عيون بيروت" بتألق الى استديو مسلسل "العشق المجنون" لتأخذ مكانتها في صدارة الدراما اللبنانية.
الزمان: يوم مشمس من الخريف
المكان: كافيه "الكيف"
المناسبة: القبض على ريتا حرب متلبّسة بالجرم المشهود
الى أيّ مدى خطّطت ريتا حرب حياتها؟
أنا إمرأة تعيش اللحظات، لا تخطّط أو تبرمج لها، إنما أعطي لكل لحظة أتواجد فيها حقّها حتى النهاية.
كيف اكتشفت ريتا حرب نفسها كممثلة؟
هذه الرغبة للتمثيل موجودة عندي منذ زمن بعيد وكنت أشعر بها من خلال مشاهدتي للأعمال الفنية، كان بداخلي حسّ فظيع لإلتقاط المواقف التمثيلية وكنت أضع نفسي مكان الممثلين.
قبل هذه المرحلة تلقيت عروضاً لخوض هذا المجال؟
أوه، منذ بداياتي تلقيت الكثير من العروض، مثل أية صبية شابة لكنني كنت خائفة من الإقدام على هذه الخطوة
خفت من الإخفاق في مجال عملي الإعلامي وعدم قدرتي على التوفيق بين المجالين، خصوصاً وأنّ عالم التمثيل مناخاته مختلفة عن الإعلام، ويتطلّب تفرّغاً بالنسبة للوقت.
كنت تفتقدين الثقة بنفسك؟
لنقل بأنّ ثقتي بنفسي آنذاك لم تكن ناضجة كلياً كما هي اليوم، بالعكس أنا إمرأة مسؤولة منذ صغري ولو بدأت التمثيل باكراً ربما كنت اليوم في مكان ما.
إذاً المعادلة بالنسبة لنجاحك الإعلامي والتمثيلي هي شخصيتك؟
صح، فعندما تكون واثقاً من نفسك تمتلك القدرة على توجيه نفسك نحو المسار الصحيح، مثل الذي يتعلّم قيادة السيارة يُطلب منه التحكّم بالسيارة وليس العكس. لذا عليك بإدارة أمورك بالشكل الصحيح وعدم الوقوع بالمطبّات.
تجربتك الأولى كانت في"الحياة دراما" كيف وصلت بعدها الى "العشق المجنون"؟
صحيح أنا أصرّيت على خوض التمثيل من خلال تجربة أولى، أما "العشق المجنون" لم يكن لي صراحة، بل كان خليطاً لعمل درامي سوري - لبناني كون كاتبه ومخرجه الأستاذ زهير قنوع سوري الجنسية.
إذاً، كنت الممثلة الرديفة؟
لا، كنت أتواجد دوماً في مكتب شركة الإنتاج "مروى غروب" وبسبب الأحداث الأليمة في سوريا استُبعدت الفنانة المختارة للعمل ولا أعرف ماذا حصل، فاستعانوا بي وبعدها تمّ اختيار "الكاستينغ".
هل دخلت ريتا بعد هذا المسلسل مرحلة الصعوبة بإنتقاء الأدوار؟
الإنتقاء لنوعية الأدوار عندي هو حاجة من الأولويات، فلا تنسَ بأنني إعلامية على شاشة فضائية عريقة مثل "الأوربت" ولا يحق لي الدخول بأكثر من عمل.
عملك الإعلامي كمذيعة تلفزيونية يحدّ من رغبتك بقبول عروض التمثيل؟
أبداً، إنما واجبي المهني التنسيق بين المجالين، فلست متفرّغة للتمثيل لأستطيع الدخول في عملين مرة واحدة. لديّ التزام بالوقت بالنسبة لقناة "أوربت" ممّا يتطلّب مني تفرّغاً.
تركيبتك الإنسانية أي "كاركتيرك" له نوعية معينة من الأدوار تليق به؟
أكيد، لأنّ "ستايل" شكلي شبه مفقود في الدراما عموماً، أي لديّ خصوصية في هذا العالم، فيليق بي اللون الرومنسي الشفاف.
حضورك بالتمثيل كيف تصوّرينه للقرّاء؟
أنا موجودة في هذا المجال بين فترة وأخرى، أي سوف أطلّ إطلالات منتظمة بعمل واحد.
هل تفضلين التمثيل على الإعلام؟
بصراحة "بدي ياهن تنيناتن"، مازلت في بداياتي بالتمثيل والمفروض أن ألعب أكثر من دور لأعتبر نفسي قادرة على التمييز.
حريصة على مبدأ التوافق؟
وحريصة أيضاً على إثراء جعبتي في التمثيل لأستطيع أن أطرح أدواري المنوّعة فيما بعد وأكون فعلاً قد نوّعت بلعب "كاركتيرات" مختلفة وأتمكّن من النقاش.
لأيّ مدى تعتبرين رجليك على الأرض؟
لأقصى مدى، لا آخذ على محمل الجدّ كل العروض التي أسمعها، لأننا في وسط يبيع الكلام بدون رقيب، بل أركّز على العروض الجادّة والبنّاءة لأنني أريد إثراء رصيدي الفنّي بالأعمال الجيّدة.
إذاً شخصيتك إنتقائية بمزاج؟
طبعاً، أريد عملاً يتوافق مع مبادئي وطموحاتي وأفكاري.
إجمالاً شركة "مروى غروب" تتعاقد مع الممثلين هل تم أي عقد بينكما ؟
بصراحة عملي في قناة "أوربت" لا يخوّلني توقيع مثل هذه النوعية من العقود فالأمر يرجع لاختيارك، خصوصاً إذا كانت الشركة المنتجة تهتمّ بصناعتك فنياً.
لكن المحسوبيات موجودة في شركة "مروى غروب"؟
غير صحيح، إنّما بعض الفنانين المتعاقدين مع الشركة ربما يفضّلون طريقة العقود الثابتة وهذا الأمر يعود لإدارتهم الشخصية. كثيرون من نجوم شركة "مروى غروب" يعملون في أماكن أخرى غير الشركة.
ريتا حرب كيف تقرأ مروان حداد صاحب شركة "مروى غروب"؟
مروان إنسان ذكي يعرف وجهات سيره في الحياة وناجح في مجال عمله، يمكنك أن تضع ثقتك فيه.
طالتك طراطيش الغيرة؟
ممكن أن تكون الغيرة موجودة، لكنّها لم تصلني لشخصي. هذا الموضوع بالنسبة لي أجده سخيفاً وله مقياس معين، كلنا أسرى غيرتنا، إنما لا يستطيع أحد أن يأخذ مكان الآخر.
هل تغارين؟
أكيد أغار، لكنني لا أُظهر غيرتي وأجعلها تؤثّر على الآخرين.
لمن تقولين "برافو" ؟
أقول "برافو" كبيرة لسيرين عبد النور وأيضاً لنادين الراسي، لأنني مطلعة على معاناتيهما في شق طريقهما ومقدار تعبهما حتى وصلتا.
في حال انسحبتِ من "عيون بيروت" هل يفشل البرنامج؟
أكيد لا، لكلّ واحدة منّا شخصيتها الإعلامية المستقلّة والمتفرّدة بخصوصية لكنّه يأخذ طابعاً ثانياً، لكنه يخسر ريتا. أنا لست أفضل من غيري إنّما الحياة "كاركتيرات" من البشر وكلّ منّا يعطي من خلال "كاركتير" طابعاً معيّناً.
كثرت في الآونة الأخيرة الشائعات عن هجرك لقناة "أوربت"؟
علاقتي مع قناة "أوربت" واضحة ومتينة لأنني من الأشخاص الذين لا يلعبون على الحبال.
تقصدين الوفاء؟
صحيح، أنا بيني وبين القناة سنون وعِشرة عُمر، وبالتالي الدنيا صغيرة ولا يُخفى عن بال أحد شيء، لأنّ إدارات التلفزيونات متواصلة مع بعضها...
إذاً لا تفكرين بالإنتقال؟
لأنتقل الى محطة أخرى يجب أن آخذ برنامجاً له ثقله ومضمونه.
هل قلت "يا ليت" على برنامج تمنيته أن يكون لك؟
كلمة يا ليت لا أعرفها.
مثلاً مثل برنامج منى أبو حمزة "حديث البلد"؟
هذا البرنامج لها ولائق عليها، فلا تراودني فكرة أخذه أبداً.
هل تحبين هذه النوعية من البرامج؟
أكيد أحبها وأحب البرامج الحوارية مع ضيف مستقلّ لوحده الحوار المعروف بالـ canapé.
تجدين نفسك في برنامج "هيك منغني" لمايا دياب؟
البرنامج حلو كتير ولكنه لا يناسب "كاركتيري" ولا أجد نفسي فيه. مايا "كاركتيرها" مستقلّ ولا يشبه أحداً وهذا سبب نجاحها. "برافو" مايا... شكلها غير موجود.
إطلالاتك الإعلامية شبه نادرة وفيها حوافز كثيرة؟
أنتبه كثيراً في إطلالاتي الإعلامية. لا أحب أن أكون مبعث زعل للآخر.
أوراق خاصة
كيف استطعت تحمّل مسؤولية الحياة كأم لصبيتين؟
هذا من صفات شخصيتي، تحمّلت المسؤولية منذ صغري ولا أنكر بأنّ والدتي الى جانبي وكذلك إخوتي الشباب.
هل أنت نادمة لأنك تزوّجت؟
لا... لا..
لماذا؟
لأن رصيد زواجي إبنتان أفتخر بهما.
ريتا ماذا يفعل بك الحب؟
"يقلبني كلّني على بعضي".
هل غيّر فيك الحب؟
كل إنسان أحببته من قلبي غيّر بي شيئاً ما.
هل تكشفين عن كل أوراقك الخاصة في حالة الحب؟
لا، أترفّع عن الأشياء التافهة.
هل تتذكرين آخر دمعة سقطت؟
(تحتار بأمرها) دمعة، إبتسامة.. صدّقيني البعض يراني قوية من الخارج ولا أبكي، ولكن بالعكس أنا رقيقة، شفّافة ودمعتي على خدّي.
كيف تحمين حبّك من الفشل؟
أحاول الذهاب للآخر ولكن عندما أجد الطريق مسدوداً في إنقاذه، أدير ظهري وأمشي وليس ممكناً أن أنظر للخلف.
برأيك الحب هو كل شيء؟
الحب ليس كل شيء في الحياة، زواجي مثلاً كان قائماً على الحب. هناك قصص غير ملائمة إنما الحب يدفعنا للمتابعة فيها.
هل أنت اليوم مغرومة؟
(تضحك وبدلال) نعم.
تحاولين إبعاد حياتك الخاصة عن الإعلام؟
صحيح لا "أطنطن" القصة. أنا أحب الإخلاص والوفاء. أحب الخصوصية بالحياة.
هل تجعلين الحبيب يغار؟
أبداً، أنا لا أدعه يغار، أنا "كاركتيري" لا ألعب له على وتر الغيرة لأنني لا ألعب بالنار وأحب أن لا يقوم الآخر بنفس الشيء معي.
تكون ردّة فعلك جنونية؟
أكيد وأقطع علاقتي بالشخص. لا أريد أن يتعلق بي من وراء الغيرة وكذلك أنا، لأنني أحب الإستقرار والراحة النفسية.
ماذا تقولين للحبيب؟
(تضحك مازحة: يشتري المجلة) أقول له أن يبقى كما هو...
على هامش الحوار
كانت الجلسة وديّة عفوية، وريتا حرب:
لو قرّرت الإنطلاق من مصر لكانت اليوم متفرّغة للإقامة هناك
تحضّر مسلسل "عشرة عبيد صغار" إنما بـ "كاركتير" مختلف
أعربت عن إعجابها بالفنانات اللبنانيات في مصر مثل نيكول سابا، سيرين عبد النور ونور التي تحبّها وتتمنّى التمثيل مثلها
تؤيّد الخلطة الدرامية التي تضمّ عدداً من النجوم في الوطن العربي
تعليقات الزوار