إنّها أرض الكنوز الغنية بالموارد والثروات الطبيعية والبشرية، إنها القارة السمراء التي تستيقظ الآن من كبوتها وتقدّم فرصة ذهبية للإستثمارات. تُعدّ القارة الأفريقية السمراء بالفعل في الوقت الراهن قبلة للمستثمرين من كل أنحاء العالم، وشهدت السنوات الماضية نمواً مطّرداً لمعدلات الإستثمار فيها. وما نلحظه اليوم التوافد الكبير والإنجازات المهمة التي يحقّقها اللبنانيون هناك. مدير عام شركة FADCOوأمين صندوق غرفة التجارة والصناعة في أبيدجان فوزي درويش أكّد لنا خصوبة هذه البلاد في استقطاب الإستثمارات وليونة قوانينها وحكومتها في التعاطي مع المستثمرين، داعياً اللبنانيين إلى التوافد دون تردّد لكسب فرص قد تكون ضائعة في بلدهم الأم، كما وأطلعنا على مسيرته وعلى أعماله وإنجازاته من خلال هذا اللقاء.
هل القوانين الإقتصادية في أبيدجان تحدّ من طموحات اللبناني؟ وهل من ضرائب إضافية عليه تحملها من الحكومة؟
القوانين والضرائب عادية جداً مثل أي بلد في العالم، وعلى اللبناني أن يعلم أنّ هناك ثقافة في العطاء والمشاركة والدفع والمبادلة. الدولة العاجية اليوم تعطينا الأمن، الطرقات النظيفة، وغيرهما من الأمور الإجتماعية المفيدة، لذلك لا بدّ أن نعطيها الضرائب كنوع من مشاركة المواطن مع الدولة.
بالنسبة لتخصّصكم الذي تتميّزون به، هل هو موجود في منطقة أخرى من أبيدجان؟
في ساحل العاج نحن من أوائل الشركات التي عملت في مجال أدوات الصحية والصيانة وخدمة ما بعد البيع والأهمّ لدينا المعرفة الفنية للمصلحة أنّها سرّ النجاح والإستمرارية.نتميّز عن سوانا بالجودة، النوعية والشفافية العالية، ومصلحتنا نادرة في أفريقيا.
بعد التوسّع والإنتشار ما هي الخطة التالية؟ هل هناك نيّة للإنتشار خارج ساحل العاج؟
اليوم نحن متواجدون في جنوب العاصمة، وخطتنا التوسّع شمالاً وبدأنا بمشروع ضخم وسيتم افتتاحه خلال شهري تشرين الثاني أو كانون الاول المقبلين، لأنّ هدفنا الأساسي أن نكون في الناحيتين، كما ولدينا خطة للإنتشار في ساحل العاج والمدن المهمة.
هل الشركات الأجنبية تعرض عليكم المشاركة في العمل؟
بل تعرض التعامل معنا لأنّ أعمالنا يُحتذى بها.
بالنسبة للمنافسة، هناك الأسواق الصينية والتركية والماليزية كيف تتحصّنون منها؟
المضاربات لا تؤثر على عملنا، لأنّنا نتميّز بالمعرفة التقنية والخبرة الكبيرة في مجالنا، كما ونختار القطع الجيدة ذات الجودة العالية.
هل رجال الأعمال اللبنانيون في أبيدجان يشكّلون لوبي إقتصادياً يؤثّر على القرارات الصادرة من الدولة؟
بالحوار نعم، ولكن التأثير ليس مباشراً ويتم من خلال غرفة الصناعة والتجارة، واليوم أصبح بإمكاننا التحاور مع الدولة، ونستطيع أن نناقش ونعدّل في بعض القرارات إذا أقنعنا الدولة العاجية بوجهة نظرنا. وقمنا بهذه الخطوة سابقاً ونجحنا.
ما هو الأمر الذي نجحتم بتعديله؟
عدّلنا الكثير من الأمور أهمّها فيما يخصّ الجمارك والضرائب وقوانين اتخذت للصناعة، وقدّمنا حلولاً تناسب الدولة ورجال الأعمال معاً.
ما هو دوركم في غرفة التجارة والصناعة؟
أشغل منصب أمين الصندوق في الغرفة، التي تتألف من 17 شخصاً إدارياً، و5 أشخاص من الهيئة التنفيذية.
كيف تستقطبون رجال الأعمال؟
الغرفة هي صلة وصل بينهم وبين الوزارة، وتعرّفهم على قوانين البلد وتساعدهم في تأسيس شركاتهم.
هل يحقّ للمستثمر أن يفتح شركة له دون شريك؟
طبعاً، يحق لأيّ شخص أن يفتتح شركة إن كانت تجارية أو صناعية برأسمال قليل جداً، والمعاملات سهلة جداً، والدولة العاجية تساعد في الإستثمارات، كما يمكن للمستثمر أن يفتح شركة خلال 24 ساعة.
كيف ترون وضع ساحل العاج اقتصادياً؟
الإقتصاد مرتبط بالسياسة وطالما هناك استقرار جيد طالما هناك اقتصاد جيد. نتمنّى استمرارية الإستقرار كي يستمرّ النموّ وأنا أتوقّع فورة إقتصادية جيدة جداً لساحل العاج سنة 2016- 2017، والباب مفتوح بأوسعه لجميع المستثمرين وليس فقط للبنانيين.
تعليقات الزوار