إنّ حاجات الفرد تبقى أكبر من إمكانياته الاقتصادية، وهو ما يدفعه في كثير من الأحيان إلى اللجوء للاقتراض من المؤسسات المالية، لكنّ مصرف لبنان أوقف قروض الإسكان المدعومة والطويلة الأمد، فبرزت مشكلة الإسكان التي أصابت تداعياتها الفئة الشابة في لبنان، الأمر الذي أثّر بدوره على سوق العقارات الذي يشهد جموداً كبيراً في الآونة الأخيرة. أثارت هذه الخطوة بلبلةً عارمة في صفوف المسؤولين والمواطنين، لذلك كان لنا لقاء مع رجل الأعمال بول أيانيان فعلّق قائلاً: "إنّ هذا القرار له أثر سلبي موجع على جيل الشباب الطامح والحالم ببناء مستقبل واعد، والذي يسعى جاهداً إلى تحقيق أحلامه وطموحاته في الزواج وتكوين أُسرة بالاعتماد بشكل كبير على قرض الإسكان. لذلك، أتمنّى على المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان روني لحود إعادة النظر في حساباته نظراً للجمود الحاصل في سوق العقارات وأعمال البناء، حيث عمد العديد من الأشخاص الذين يملكون مشاريع ضخمة إلى تجميد مشاريعهم لتراكم حجم الديون عليهم وتراجع قدرتهم في التسديد للمصارف، بالإضافة إلى تأثّر المصارف بهذه الأزمة لأنّ من يملك قرضاً توقف عن تسديد دفعاته، ممّا انعكس سلباً على المقاولين الذين تكبّدوا خسائر مادية طائلة. لذلك، نأمل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها، لأنّ القطاع العقاري ينهار حالياً، وإذا لم يتحرّك المعنيون فلن ينهارالقطاع العقاري وحده فحسب، بل ستنهار كل القطاعات وتتجمّد أعمالها وسيصبح مستقبل لبنان في خطر. كما أتمنّى على رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء والحكومة اللبنانية اتخاذ قرارات سريعة ونافذة لمعالجة الوضع الاقتصادي، وإلاّ ستتأزم الأمور أكثر". أما فيما يتعلق بارتفاع الفوائد على المقاولين إلى جانب الكثير من المقبوضات التي تستحق لهم من الدولة فبدأ إجابته مستعيناً بالمثل اللبناني القائل: "جمل بليرة ولا يوجد ليرة"، ثمّ طرح التساؤل التالي: على أي أساس يتمّ رفع الأسعار؟!، وتابع قائلاً: "إنّ ارتفاع الفوائد سيؤثر سلباً على مستقبل لبنان والوقت ليس مناسباً لأيّ ارتفاع أو زيادة في نسب الفوائد، لأنّ الوضع الاقتصادي ينهار حالياً والبلد بدوره سينهار".أما بالنسبة للإجراءات المتّخذة لضبط المخالفات التي يقوم بها أصحاب المولدات حيث لم يلتزم أحد بقرار التسعيرة الموحدة، توجّه أيانيان بالشكر إلى كل رؤساء البلديات الذين يتابعون التسعيرة لاستهلاك المولدات، مشدّداً على ضرورة تركيب عدادات لكل ساعة كهرباء، فهناك أشخاص غير متواجدين في منازلهم، لديهم اشتراكات كبيرة بالمولدات الكهربائية، يدفعون ثمن الاشتراك الكامل من دون استهلاكه، وفي حال عدم وضع عدادات الاشتراك ستبقى الفوضى قائمة، وسيتضرّر المواطن أكثر فأكثر. تباعاً، استكمل الحديث عن الوضع الاقتصادي في لبنان ما إذا كان على شفير الهاوية بالقول: "أتوقّع أن لا تُحدث الحكومة الجديدة أي تغيير بالوضع الاقتصادي، فالحكومة القديمة ما زالت تتابع أعمالها بطريقة قانونية، والوزراء ما زالوا يمارسون مهامهم، لذلك برأيي من الممكن أن يبقى الوضع على حاله ولو تشكّلت الحكومة الجديدة". تابعنا الحديث عن وضع الليرة اللبنانية، حيث أشاد أيانيان بحاكم مصرف لبنان وبحكمته قائلاً: "إنّه قائد ناجح ومميز منذ أكثر من 20 عاماً، لم نواجه أية مشاكل طيلة مدة حكمه للمصرف المركزي، وأكنّ له كل الاحترام والمودّة". في السياق، أشار أيانيان إلى عدة أمور يجب تسويتها لتحسين وضع البلد أهمها نظام السير لما له من تأثير على الاقتصاد والذي يمكن أن يساهم في إصلاحه وتطويره، حيث أن ازدحام السير يؤدي إلى إعاقة الحركة، ومسبّبات هذا الازدحام عديدة تتمثل بعدد الشاحنات الذي يفوق عدد السيارات الموجودة على الطرقات، لذلك أتمنى على إدارة السير أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتحدّد أوقاتاً خاصة لسير الشاحنات، كذلك الأمر بالنسبة إلى الحافلات فهناك حافلات لا حاجة لها، لذا يجب تحديد عدد الباصات المطلوب تواجدها على الأراضي اللبنانية، وعدم إعطاء التراخيص لكل من يملك حافلة، كما يجب إنشاء محطات للنقل العام لتفادي زحمة السير. أما عن أهمية تحديد سعر الدواء في لبنان، فقال: "لا يخلو أي بيت لبناني من وجود حالة مرضية معينة في حين يختلف سعر الدواء في السوق اللبناني عن تسعيرته في الخارج، لذلك أطالب بالحصول على تفسير لهذه الفروقات والزيادة في أسعار الأدوية، وفرض رقابة على الأسعار التي تتفاوت بين لبنان والخارج، لأنّ المواطن لم يعد باستطاعته تحمّل المزيد، فالبطالة ارتفعت بنسبة 38%، والمريض يموت في أغلب الأحيان على أبواب المستشفيات لأنّه لا يملك ثمن الدواء، ولا يوجد ضمان للشيخوخة، كما لا يخضع أي قطاع تعليمي أو اقتصادي أو خدماتي لدعم من الدولة إلاّ رغيف الخبز، فضلاً عن ارتفاع أسعار الاتصالات الخلوية بالنسبة للبلدان الأوروبية"، وختامها مسك عن محافظ بيروت القاضي زياد شبيب حيث علّق أيانيان: "أكنّ له كل الاحترام والمودة، إنّه لفخر كبير للدولة اللبنانية أن يكون لديها محافظ مهمّ وقدير كالمحافظ شبيب، وأتمنّى له الصحة والنجاح في نشاطاته ومسيرته، ويدي ممدودة له للمساعدة في أي وقت".
تعليقات الزوار