عدنان القصار مدرسة بكل ما للكلمة من معنى
يستعدّ اللبنانيون لخوض تجربة الانتخابات النيابية آملين أن تتحسّن الأوضاع العامة بعد هذه المرحلة، في حين اعتبر رئيس جمعية تجار برج حمودرجل الأعمال بول أيانيان، خلال حديثنا معه، أن الوضع قبل الانتخابات كما بعدها، معتبراً أن النتائج لن تغيّر شيئاً في الوضع الاقتصادي، الزراعي والسياحي، وقال: "قد يتمكن النواب الجدُد من تعديل بعض الأمور لكن بِنسَبٍ بسيطة ورمزية فهم لا يملكون عصاً سحرية ليحسّنوا وضع البلد بين ليلة وضحاها. وبرغم ذلك، أتمنى أن يتمّ هذا الاستحقاق في جوّ من السلام على أمل أن يأخذ المسؤولون الاحتياطات اللازمة لإنقاذ البلد من الغرق والحدّ من الفساد والهدر الذي ينهش كافة المؤسسات، فلبنان الذي كنّا نسميه "سويسرا الشرق" بات اليوم يعاني من مشاكل مستعصية كالنفايات المنتشرة في معظم المناطق منها برج حمود". أما بالنسبة للاقتصاد، فأشار أيانيان إلى أن الوضع الاقتصادي ينهار يوماً بعد يوم، إلاّ أننا لا يمكن أن نحمّل المسؤولية لرجال السياسة ونتّهمهم بما وصلنا إليه، فجميع بلدان العالم تعاني من مشاكل اقتصادية وآلاف المعامل في الدول الأوروبية تغلق أبوابها. في الحقيقة، قد تكون الصين هي السبب، نسبة للدور الكبير الذي تلعبه أسعارها الرخيصة والمنافِسة، فقد أصبحت اليوم "مَلِكة" العالم بأسره في التجارة، الزراعة، الصناعة وكافة المجالات، لذا تعجز المعامل الموجودة في سائر دول العالم عن منافسة هذه الأسعار الخيالية. إلى جانب الوضع الاقتصادي السيئ في لبنان، لفت أيانيان إلى أن هناك نقصاً في السيولة وذلك بسبب ازدياد عمليات البناء بشكل كبير جداً، بحيث أصبح بإمكان كل شخص يملك بعض المال شراء أرض واستثمارها عقارياً، ما أدى إلى وصول عدد الشقق الشاغرة في لبنان حوالي 800 ألف، وأسعارها باتت مرتفعة جداً لذا يتجنّب المغتربون الشراء أو الاستثمار في هذا البلد. كذلك، أشار أيانيان إلى أن البطالة بلغت نسبة %38 أي أنّ نصف الشعب اللبناني تقريباً عاطل من العمل، معلّلاً ذلك بالوجود السوري الكثيف فهم يأخذون فرص العمل من يد اللبنانيين، رغم أن النازحين واللاجئين يحصلون على المال والغذاء المجاني من الأمم المتحدة وجميع احتياجاتهم مؤمّنة، وتابع قائلاً: "نحمّل وزارة العمل هذه المسؤولية لعدم مراقبتها الصحيحة والدائمة للمؤسسات التي يفرض عليها قانون العمل اللبناني توظيف نسبة لا تتخطّى %10 من العمال الأجانب، وهنا أشدّد على ضرورة محاسبة المخالفين عبر فرض غرامات مالية ليتقيّد جميع أرباب العمل بالقانون". وتمنّى أيانيان على النواب الجدُد أن يقفوا إلى جانب الوزراء ويضعوا يدهم بيد بعضهم لمعالجة الوضع الاقتصادي، الزراعي والسياحي لما فيه مصلحة الشعب. أما عن الرئيس السابق للهيئات الاقتصادية في لبنان عدنان القصار، فقال أيانيان: "لدي احترام كامل وكبير تجاه هذا الشخص المميّز جداً، هو بطل ومدرسة بكل ما للكلمة من معنى، كان أستاذي لمدة 4 سنوات وتعلّمت منه العديد من الأمور، كما أن جميع التجار والصناعيين والزراعيين المعروفين هم تلامذة القصار. كان في غرفة الصناعة والتجارة منذ عشرات السنين ونال منصب رئيس جمعية تجار بيروت، عمل بنزاهة وجهد كبيرين أوصلاه لبناء علاقات مميّزة مع الصين". وبالنسبة لرئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، قال أيانيان: "عدا عن أنه تلميذ الأستاذ عدنان القصار، شقير إنسان مثقّف ومحترم وأرى أن مستقبله سيكون ناجحاً ومنيراً، فهو رجل ديناميكي يسير على خطى القصار ويتابع الخارطة التي رسمها الأخير، كما أنه شخص نزيه أصبح معروفاً ومحبوباً من جميع التجار والصناعيين والزراعيين في جميع بلدان العالم، ونحن كجمعيات ندعمه ونقف إلى جانبه بقدر الإمكان ونتمنى له النجاح الدائم". وختم أيانيان بكلمة عن رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس قائلاً: "شماس من أفضل رؤساء الجمعية، هو إنسان مثقف وقدير ويحاول البحث بشكل دائم عن طرق لتحسين وضع التجار. ومن جهتي كرئيس جمعية تجار برج حمود، أتمنى التعاون مع شماس والتنسيق مع كافة الجمعيات خصوصاً جمعية تجار بيروت الجمعية الأم، بهدف تحسين الوضع الاقتصادي السيئ في لبنان، فاليَد الواحدة لا تصفّق".
تعليقات الزوار