في الوقت الذي بات فيه الاقتصاد الوطني يلفظ أنفاسه الأخيرة، تأتي المهرجانات لهذا الصيف متنفساً ومسعفاً له، لعلّها تعطيه جرعة يستعيد معها بعضاً من قوته وصموده. وعلى الرغم من الأوقات العصيبة التي مرّ بها لبنان إلاّ أن رجل الأعمال بول أيانيان يبقى متفائلاً، وهذا ما بدا جلياً لنا أثناء هذه المقابلة، حيث قال: "على الرغم ممّا مررنا به من حروب وما تشهده المنطقة من نزاعات واقتتال، إلا أنني كنت وما زلت متفائلاً، فأنا على يقين بأنّ الأيام المقبلة ستحمل للبنان الخير والازدهار". أما على صعيد المهرجانات فعلّق أيانيان بالقول: "شهدت الحركة السياحية نشاطاً لافتاً هذا العام نتيجة المهرجانات المتميّزة التي جرت في كل بلدة من لبنان. هذه المهرجانات عادت بنا إلى الماضي عندما كانت أصوات فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين تصدح في سماء لبنان". أما فيما يتعلق بقطاع العقارات فقد أكّد ايانيان أنّ هناك أزمة في السيولة، والسبب الأساسي برأيه يعود إلى فائض الوحدات السكنية، حيث أشارت بعض التقارير الإحصائية التي أقامتها غرفة التجارة بأن هناك أكثر من 800 ألف شقة فارغة معروضة للبيع،إلاّ أنّ حركة العرض والطلب تكاد تكون شبه معدومة. وعن مشاريعه، قال أيانيان: "لدينا مشاريع إنمائية جديدة في قبرص، ونحن الوكلاء لشركة "ليبتوس" في مجالي التسويق والتمويل، وتعدّ هذه الشركة من أكبر الشركات العقارية". ولدى سؤالنا له عن تقييمه لعمل الحكومة ووزاراتها قال: "تبذل الوزارات نشاطاً كبيراً للنهوض بلبنان، وأخصّ بالذكر وزير السياحة أواديس كيدانيان الذي يعمل ليلاً نهاراً ويحمل أفكاراً خلاقة. وأتمنى من وزارة الصحة أن تعالج موضوع التأمين الصحي للمسنين". خلال هذا اللقاء كان لا بد لنا من أن نعرّج على بطولات الجيش اللبناني في محاربته للإرهاب في جرود عرسال، حيث وجّه أيانيان تحية إلى قائد الجيش جوزف عون، قائلاً: "نحيي الجيش اللبناني الذي يؤدي واجباته على أكمل وجه، بقيادة جوزف عون واللواء عباس ابراهيم، والتحية تخصّ أيضاً رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون، لأنّه خبير عسكري وداعم لهذه المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها". وتابع أيانيان أنّه يجب على الشعب اللبناني أن يقف يداً واحدة لتخطي الأزمات". وفي كلمته الأخيرة شدّد أيانيان بالقول: "نتمنى أن يعود لبنان مفتاح الشرق وجنّة الدنيا. وأطلب من المغتربين توظيف أموالهم في بلدهم والاستثمار فيه، فمستقبل لبنان مشرق جداً وهو أفضل بلد عربي بازدهاره، مناخه، بحره وجباله".
تعليقات الزوار