ها هو نجمها يعود للظهور مجدداً، بعد النجاح المميّز الذي حقّقه مهرجانها لهذا العام، والذي شهد حضوراً سياسياً وعسكرياً واضحاً. يعود الفضل في هذا التقدّم لمنظّم ورئيس مهرجانات عمشيت الدولية جوزف يونان الذي يسعى وبلدية عمشيت لإعادة هذه البلدة العريقة إلى الخارطة السياحية. تميّز واضح في الأداء والمضمون، فلم تكن هذه المهرجانات مجرّد ساحة للغناء فقط وإنّما كانت مركزاً لاستعراض أنواع مختلفة من السيارات القديمة تخلّلها عرض لآليات عسكرية. لن يقف طموح جوزف يونان عند هذه المرحلة، فهو يعد اللبنانيين بالمزيد خلال مهرجان العام القادم.
كانت المهرجانات ناجحة بامتياز بفضل الاستقرار السياسي وتوفّر الأمن والأمان، ما هو تعليقك على هذا الموضوع؟
انعكس إشراف الأجهزة الأمنية المباشر واستتباب الأمن والأمان بشكل إيجابي على القطاع السياحي هذا العام وخاصة في فصل الصيف الذي تميّز بالمهرجانات العديدة والمتنوّعة، حيث لاحظنا العديد من السيّاح في أرجاء لبنان إضافة إلى حركة المسافرين الكثيفة في مطار بيروت. ربما يعتبر ازدحام السير في البلدان الأجنبية علامة سيئة، لكنه في لبنان دليل على الاستقرار الأمني والحياة.
مهرجانات عمشيت تكلّلت بالنجاح والحضور المميّز، لمن يعود هذا النجاح؟
يعود النجاح أولاً إلى لجنة مهرجانات عمشيت الدولية، وإلى روح الشباب الذين أبدعوا بأفكارهم الخلاقة فهم من قرّروا إقامة المهرجان. كما أنّ إحياء الفنان مارسيل خليفة ابن عمشيت لليلة الأولى أضاف قيمة كبيرة للمهرجان. وتراوح عدد الزوّار كل ليلة ما بين 3 إلى 4 آلاف شخص على مدى 5 ليالٍ متتالية. ويعود الفضل أيضاً إلى رعاية البلدية وكل من وزارتي السياحة والثقافة، إضافةً إلى الجهات الداعمة الأخرى. وإذا أردنا تصنيف المهرجانات في لبنان فلقد حظيت عمشيت بالمرتبة السادسة من أصل 150 مهرجاناً.
هل دعمت وزارة السياحة مهرجانات عمشيت الدولية مادياً؟
لا يمكننا القيام بهذه المهرجانات بدون مساعدة وزارة السياحة، فمعالي الوزير دعم المهرجانات بشكل مباشر عبر تواجده في الليلة الأولى، وسابقاً خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم، حيث قال: "صحيح أنّ هناك (عجقة) مهرجانات في البلد إلاّ أنّنا سنصنّفها". ويجب وضع أجندة لتجنّب تضارب أوقات المهرجانات.
ما هي التحديات التي واجهتكم خلال فترة التحضير للمهرجان؟
تكمن التحديات الأساسية في الجانب المادي، فمثلاً التوجّه إلى النخبة من الفنانين كمارسيل خليفة وملحم زين يتطلّب ميزانية كبيرة. صحيحٌ أن الفنان مارسيل خليفة شخصياً لم يتقاضَ أجر تواجده معنا ولكن تنظيم حفله بهذا الحجم تطلب جهداً وتحضيراً وكلفة باهظة.
بماذا تميّزت مهرجانات عمشيت هذا العام؟
عمشيت متميزة بموقع خلاب على البحر وأخّاذ تحيطها المياه من ثلاث جهات، فهي عبارة عن شبه جزيرة، كما اتسمت بالتنوّع إذ لم تقتصر على الحفلات الفنية وحسب، بل تمّ تخصيص مساحة 10 آلاف متر تضمّنت المطاعم ومعرضاً للسيارات القديمة على مدى 5 ليالٍ.
تخلّل المهرجان عرض لسيارات قديمة ونادرة، ألا تخافون عليها من أي مكروه؟
بالفعل، كان هناك خوف عليها ليس فقط من قبل مالكيها وحسب وإنما أيضاً من جانبنا، فهذه السيارات عبارة عن ثروة قيّمة، لذا كان هناك حراسة مشدّدة عليها، سواء أثناء وجودها في موقع المهرجان أو خلال الموكب حيث تميّز العرض بمواكبة من فرق موسيقية وراقصة وألعاب بهلوانية ودراجات نارية وسيارات عسكرية للجيش اللبناني.
كيف كانت ردود الأفعال على موكب السيارات؟
عندما قرّرت إقامة معرض للسيارات القديمة للمرة الأولى أي منذ 5 سنوات، لم ألقَ التشجيع الكافي من قبل أصدقائي والمقرّبين لي، وقد قالوا لي: "أنت من محبّي السيارات القديمة لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يفضّلها غيرك أيضاً" لذا أهملت المشروع، لكنني في السنة اللاحقة عزمت على القيام بهذا المعرض، وقد حقّق نجاحاً ملحوظاً، حيث جذب العديد من الأشخاص شباباً وشابات من مختلف الأعمار، وهذا ما دفعني في السنوات اللاحقة للمتابعة بهذا المعرض.
ما هو الجديد والمميّز الذي تفكرون به لمهرجانات العام القادم؟
لأننا نبحث عن الأفضل دائماً ونسعى للتميّز، نفكّر ملياً بأن تمتدّ ليالي عمشيت في السنة المقبلة على 5 أيام تحييها نخبة من نجوم العالم. من الممكن أيضاً أن نقوم بشيء شبيه لما قامت به السيدة ستريدا جعجع في مهرجانات الأرز عبر الأغنية التي جمعت أكثر من فنان.
من أين ستحصلون على التمويل للعام القادم؟
نعتمد على ثلاثة مصادر أساسية للتمويل هي: البيع المباشر للبطاقات، الجهات الداعمة ودعم كل من البلدية ووزارة السياحة.
برأيك، ماذا يحتاج لبنان ليعود مجدداً على الخارطة السياحية ووجهة أساسية في منطقة الشرق الأوسط؟
يعلم الجميع ضرورة إنجاز المهمّة الأولى والملحّة وهي تنظيم السير في لبنان، فالسائح أو حتى المقيم في لبنان سيفكر جيداً قبل زيارة عمشيت أو إهمج أو القبيات خوفاً من وقوعه في مصيدة ازدحام المرور. أمّا على الصعيد الأمني، فكلنا أمل بأن يستمرّ استقرار الوضع أمنياً وعسكرياً، بما يشجّع المغتربين على زيارة الأهل في الصيف والاستمتاع بالمهرجانات. كما نذكر تصريح فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون على العزم على توسيع مطار بيروت لاستيعاب عدد كبير من السيّاح.
أثبتت عمشيت ذاتها ضمن البلديات المعروفة سياحياً، ما هي الفائدة التي تحصلون عليها جرّاء ذلك؟
كانت عمشيت مغيّبة بشكل كليّ، لذا قمنا في المجلس البلدي منذ السنة الماضية بالعمل جاهدين لإعادة هذه البلدة الساحلية على الخارطة السياحية مثل جبيل والبترون، وذلك عبر تأهيل الطرقات والأرصفة، والاستفادة من الكورنيش البحري الذي يمتدّ على طول 3 كلم، والذي أصبح يتضمّن مختلف أنواع المطاعم والمقاهي. إضافة إلى ذلك، استطاع المهرجان جذب السيّاح والمستثمرين إلى البلدة، التي ستشهد قريباً افتتاح أول فندق فيها.
هل تفكّرون في منافسة جبيل؟
المنافسة الإيجابية أمر بالغ الأهمية ويدفع للتقدّم والنجاح، ونحن ننافس لمصلحة البلدة والمواطن. أريد أن أذكّر بأنّ عمشيت منذ 40 سنة كانت البلدة الوحيدة التي تحيي المهرجانات في المنطقة.
ماذا تقول لقائد الجيش جوزف عون عبر مجلتنا؟
تضمّن معرض السيارات الذي قمنا به عرضاً لآليات من الجيش اللبناني، وهذه الخطوة تؤكّد أنّ المؤسسة العسكرية هي من رحم الناس ومعهم. عندما ظهرت الآلية على المسرح، وقف 4000 شخص على المدرج وألقوا تحية للجيش. أنا لا أعرف قائد الجيش جوزف عون بشكل شخصي، ولكن تبيّن لنا بأنه قائد رائع وحكيم، برز ذلك خلال معركة فجر الجرود، التي حقّق جيشنا فيها النصر وأثبت أنه قادر على مواجهة ومحاربة الإرهاب.
تعليقات الزوار