جريء، نشيط، دبلوماسي مطّلع على تفاصيل القضايا المحلية والعربية والدولية. يتطلع دائماً الى القمّة، في كل عمل يخوضه، في لبنان أو في العالم العربي وخصوصاً في العراق، ومحور حركة ديناميكيته كوردستان، إنّه جاك صراف عميد الصناعيين، وقنصل روسيا في لبنان، والأهمّ أنّه يتربّع على رئاسة مجلس إدارة مجموعة "ماليا". حاورته مجلة "مشاريع العراق" حول مختلف مشاريعه في العراق وجالت معه في مشواره الإقتصادي وكان الحوار التالي:
كنتم من أوائل المستثمرين في العراق وساهمتم في بناء الإقليم، كيف ترون الوضع الإقتصادي اليوم؟
وما هي الحلول لتفادي العجز؟
نحن كمجموعة نعمل دائماً وفق الواقع والقوانين المعمول بها حالياً. ولا نعمل وفق ما تترقبه الحكومة. عندما دخلنا العراق عام 2003 أي منذ 13 سنة كان تواجدنا ضمن اتفاق النفط مقابل الدواء والغذاء وتفاعلنا مع الأجواء الصعبة التي كانت بالنسبة لنا اجواء مؤاتية استطعنا من خلالها العمل، وشركتنا "مارد" التي تعمل في مجال التوزيع، المواد الغذائية والاستهلاكية، الأدوية والدخان. وبنينا مكاتب ومستودعات بمساحة 3000 متر، وهي اكبر مستودعات في بغداد ولدينا شريك عراقي هو "مجموعة القعود"، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهناها منذ سنتين ونصف، قرارنا كان البقاء في العراق، مهما كانت الظروف صعبة، وعلينا التفاعل معها وحلّها وفق قناعتنا وليس عن طريق انتظار قرارات الحكومة. نحن كمجموعة نشعر بأننا موجودون في العراق، كمواطنين عراقيين ونتصرّف كمواطنين عراقيين، وأنّ مال الدولة للدولة ومال المواطن للمواطن، واذا كنّا بحاجة الى أيّ عمليات مصرفية نعمل بها كمجموعة وفقاً لركائز معينة.
آخر مؤتمر أقيم وشاركتم فيه هدفه كان تعاون القطاع العام مع القطاع الخاص، ما هو رأيكم بما تطرحه الحكومة؟
نحن حالياً شركاء، وعلى المستثمر ان يقوم بواجباته تجاه المساحة التي يعمل فيها. نحن كمجموعة نملك هذه المشاريع ونموّلها كمجموعة. ولا دخل لنا مع الدولة، ولكننا نعمل ضمن الأنظمة والقوانين المطبّقة حالياً. مثلاً قانون تشجيع الإستثمارات في اربيل يعطينا كل التسهيلات اللازمة. أما بخصوص المؤتمر فهو يحمل رسالة واضحة، ومطلوب من القطاع الخاص ان يكون شريكاً مع الدولة، وعلى الدولة أن تقوم بواجباتها وتضع قوانين وأنظمة وعلى القطاع الخاص أن ينفّذ ويعمل ضمن هذه القوانين وليس لدينا أي مشكلة في اقليم كوردستان بل اننا نعمل على مشاريع ستنتهي في العام 2017. هناك فندق كشقق مفروشة سنفتتحه في آذار 2017. وقد التقيت رئيس الحكومة في جلسة خاصة واتفقنا على تاريخ الإفتتاح.لدينا اليوم روتانا اربيل الذي يحتوي على 200 غرفة وهو فندق 5 نجوم، ولدينا فندق اربيل ارجان روتانا، يحتوي على 162 غرفة مفروشة. اذاً لدينا في منطقة اربيل 370 غرفة، هذا العدد يجعل من اربيل بلداً سياحياً. ولدينا مشروع آخر في السليمانية في وسط الجامعة الأميركية سنفتتحه آخر عام 2017.استطاعت كوردستان تخطّي كل الصعوبات التي مرّت بها. والبرهان اليوم هو إعادة "اربيل" مجدّداً الى الخارطة الإقتصادية والسياحية الجديدة، مشاريعنا تمتد على كل المساحة العراقية، وليس فقط في منطقة كوردستان. يحتاج العراق اليوم الى اعادة الإعمار بعد ما تهدّمت الكثير من المناطق فيه ومنها الموصل.
بعد تحرير الموصل هل سيكون لكم دور في مشاريع الإعمار؟
كمجموعة بحثنا مع رئيس الحكومة كل المواضيع، واستمع الى وجهة نظرنا ونحن ننتظر منه الأجوبة.
نحن اليوم نعتبر أنفسنا مواطنين ومستثمرين بهوية لبنانية، إنّما بهوى كوردستاني ونحن نشعر أنّ العراق وكوردستان بنوع خاص هما من مناطقنا ونحن من أهلهما.
ما هي مطالبكم كرجل اعمال؟
ليست لدينا مطالب، لدينا مشاكل إنّما علينا الاتكال على أنفسنا وإعادة البناء، وهذا نجاح المجموعة أينما كان.
هل افتتاح مشروع فندق آخر في اربيل اليوم هو من الخيارات السليمة؟
طبعاً ولهذا نسمّي أنفسنا "مجموعة"، والمجموعة لديها مقوّمات ووسائل النجاح مرتبطة بأسُس عديدة. نعم هناك العديد من الفنادق أقفلت. نحن كمجموعة اليوم ضمن أقوى 50 مجموعة في العالم العربي. وهذا معناه أنّ للنجاح شروطاً ومقوّمات، كما أنّ الخبرة والتجارب هما سبب النجاح.
كم يبلغ حجم خسائركم مقارنة مع العام الماضي؟
لم نخسر إنّما لم نربح، تراجع الأرباح شيء والخسارة شيء آخر. بثقافتنا الخسارة ممنوعة ولدينا مقوّمات نستطيع ان نواجهها وهذه قدرتنا وقوتنا.
برأيكم هل ستستمرّ طويلاً هذه الفترة التي يمرّ بها العراق؟
نحن نعتبر أنّ ما يحصل اليوم أمنياً هو على الخط السليم، ونأمل أن تبدأ سنة 2017 بشكل جيد. نحن في كوردستان لسنا خائفين لأنّ جميع المسؤولين يعون مسؤولياتهم بشكل دقيق ويعملون بجهد للمحافظة على الاستقرار الامني. اما من الناحية الاقتصادية فنحن ندرك انّ "ايديهم مكبلة" بسبب انخفاض سعر النفط. لكنّهم استطاعوا مواجهة كل المصاعب ولهم كل التقدير والاحترام. الحكومة موجودة ولا غياب للدولة.
اذاً نحن نشعر انّ بداية العام 2017 بداية خير، ونلاحظ ان القرار الدولي اليوم مع كوردستان، ويقوم على دعم الأمن والتعاون الذي يحصل اليوم مع بغداد له اتجاه مهم جداً. المهمّ لنا كمجموعة اننا اتخذنا قرارنا بالبقاء على ارض العراق في بغداد أو في اربيل. وحتى توسّعنا في العام 2016 وذهبنا الى كركوك، نينوى، ومستودعات الشركات كلها فتحناها في كركوك لدينا اليوم 600 موظف عراقي كوردستاني. من هنا نحن كمجموعة نقول نعم سنبقى وسننتصر بالمعنى الإقتصادي وليس بالمعنى العسكري.
هل ستطال استثماراتكم الزراعة والصناعة؟
نحن لا نعمل في مشاريع وارتباطات مع الحكومة إنّما نعمل في مشاريع الإقتصاد الكوردستاني ككل. ندخل الى كل منطقة بحسب احتياجاتها الاقتصادية، وما نقوم به اليوم في وسط الجامعة الأميركية في السليمانية، يختلف عن اي مشروع آخر ولا مثيل له في العالم العربي. كل الأفكار التي ننفّذها تتحلّى بالمميزات ولديها جو مختلف.
يعتبركم البعض مارداً في الأعمال وتنمية الإقتصاد؟
انا انسان صديق للجميع ومتواضع وإسم الشركة "مارد"... لديها 600 موظف موجودون على كل اراضي العراق والبصرة وكركوك، اربيل والسليمانية وسنعود لمزاولة أعمالنا في الموصل.
ما هو سرّ نجاح هذا المارد "جاك صراف"؟
لا يوجد شيء إسمه سرّ نجاح إلاّ التخطيط السليم والرؤية الناجحة وهما حافزا النجاح، وعندما تُبنى الاعمال على الشفافية والإحترام وتُصان حقوق الشركات والموظفين والدولة يكون النجاح حليفنا. نحن أوّل مجموعة منذ العام 2009 أدخلنا البنك الدولي الى العراق وهذا ما نعتبره انتصاراً لنا. بالإضافة الى أنّنا نتعامل مع المصارف اللبنانية في العراق، كما أنّ لنا شروطنا ولا نحاول أن نأخذ من الدولة ما هو للدولة.
برأيكم كم ستصمد المصارف اللبنانية؟
اذا لم يستطع مصرف ما أن يصمد لقاء 25 مليون دولار كان من الأفضل الا يدخل الى العراق. والذي لا يملك الحجم المطلوب عليه الا يدخل الى مثل هذه البلدان. لبنان 4 ملايين نسمة والعراق 34 مليوناً، اذا أردنا الدخول الى 34 مليون نسمة، يجب ان يكون لدينا الحجم المناسب.
بعد العراق، الى اين ستتوجّه استثماراتكم؟
استثماراتنا موجودة في كل الخليج وسوريا، أما في السعودية فلدينا مصنع أدوية وإن شاء الله سنفتتحه أواخر عام 2018.
وماذا عن سلطنة عُمان، هل ستكون لكم استثمارات فيها؟
نحن نصدّر الى عُمان لكن مساحاتنا الكبيرة هي السعودية، الجزائر وايران.
هل ستكون لكم استثمارات في ايران مثل العراق؟
نعمل على هذا الموضوع لكن كل بلد له مؤهّلاته بالنجاح وايران سوق مهم للفنادق.
لننتقل الى لبنان، يُقال انّ هناك خوفاً كبيراً على الليرة اللبنانية، فما رأيكم؟
حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو من أصدق الناس، ونكنّ له كل الإحترام، ونطالب بوجوده في مرحلة الإستقرار المقبلة. وما يُقال إشاعات من دون ركائز علمية. مررنا بظروف صعبة جداً واستمرّت الليرة على استقرارها. ونحن اليوم لدينا رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ومجلس نواب وبدأت الدولة تأخذ دورها وعندها تصبح عملتنا في حالة سليمة وقوية.
تعليقات الزوار