منذ أن مارس محمد الحوت عمله بمصرف لبنان في سن مبكرة، أثبت جدارته وحضوره، فتدرّج بمناصب إدارية عدة، وأصبح مستشاراً للحاكم إدمون نعيم، الذي اكتسب منه الثقة والصبر والتمسّك بالقانون في مواجهة التحديات.
عندما تولّى رياض سلامة حاكمية مصرف لبنان عام 1992، نشأت علاقة عمل وطيدة بينه وبين محمد الحوت الذي أُعجب بشخصية الحاكم وكفاءاته، فتعلم منه أهمية اتخاذ القرار والهدوء والدراية والثقة بالنفس بالإضافة إلى استشراف المستقبل.
عام 1998 تسلّم محمد الحوت رئاسة شركة "طيران الشرق الأوسط" التي كانت تواجه خطر الإفلاس جرّاء الخسائر المالية الضخمة التي تكبدتها على مدى سنوات، فقاد الحوت أكبر وأول عملية إنقاذية وإصلاحية على مستوى المؤسسات اللبنانية، من خلال إعادة الهيكلية الشاملة، ممّا سمح بتصحيح الوضع المالي القائم حينذاك، من خسائر ضخمة بلغت 87 مليون دولار عام 1997 إلى أرباح صافية بلغت 22 مليون دولار عام 2003 و50 مليون دولار عام 2004، وتضمّنت الخطة الإصلاحية إعادة تنظيم شبكة الخطوط مع تفعيل سياسة المشتريات وخفض التكاليف على المشتريات كافة، السير بأنظمة متطوّرة لتحقيق برنامج "ولاء المسافر" و "إدارة العائدات"، إضافة إلى عدد من الإجراءات الهادفة إلى تطوير الشركة ونقلها إلى الألفية الثالثة.
توالت نجاحات الشركة المالية سنة بعد أخرى، وحققت أرباحاً متصاعدة، إلى ان أعلن الحوت عام 2007 زيادة رأس مال الشركة من 279 مليار ليرة لبنانية إلى 550 مليار (ما يوازي 367 مليون دولار أميركي)، فضلاً عن صفقة شراء 10 طائرات جديدة، 4 طائرات من طراز 330Aو6 طائرات من طراز 320A، من المتوقع استلامها عام 2018.
انجازات محمد الحوت كانت دليلاً واضحاً على قدر الثقة والمسؤولية التي منحت له فنجح في مهامه وفي مقدّمها إنقاذ شركة وطنية، محافظاً على لقمة عيش مئات العائلات اللبنانية، وديمومة عملهم واستقرارهم، فاستحق أن يكون من النخبة والقدوة للأجيال القادمة.
تحدّى محمد الحوت العوائق السياسية السائدة في البلد، وبنى علاقة متوازية مع جميع الأطراف السياسيينللحصول على مباركتهم والسعي قدماً في تعزيز وتطوير الشركة الوطنية، فحاز على ثقتهم ودعمهم وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى جانب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
عزّز محمد الحوت نجاح الشركة معتمداً على وحدة قرار أعضاء مجلس إدارتها. ونال العديد من الأوسمة التقديرية الوطنية والعالمية، منها: وسام "ريو برانكو- البرازيل 2004"، وسام "جوقة الشرف- رتبة فارس- فرنسا 2004"، وسام "الأرز الوطني – رتبة كومندور- لبنان 2005". ولا شكّ بأنّ الوسام الاكبر يبدو جلياً محلقاً على أجنحة الارز في شركة طيران الشرق الأوسط.
تعليقات الزوار