تزايدت أهمية القطاع الخاص في التنمية بكافة وجوهها لاسيما على الصعيد الإقتصادي، حتى باتت محوراً أساسياً في عملية التنمية في كل أنحاء العالم بل وأكثر من ذلك، أن لا تنمية بدون المشاركة الفاعلة للقطاع الخاص فيها. وعلى هامش المؤتمر الذي انعقد مؤخراً في اربيل برعاية السيد نيجيرفان بارزاني والذي حضره حوالى 1000 شخص من العراق وبعض الدول من البلدان العربية والأجنبية، وبمناسبة "اليوبيل الذهبي" لتأسيس غرفة تجارة وصناعة اربيل كان لنا هذا اللقاء مع رئيس الغرفة الدكتور دارا جليل الخياطالذي أكّد أهمية دور القطاع الخاص في بناء مجتمعات مزدهرة اقتصادياً.
نظّمتم مؤخراً مؤتمراً حول دور القطاع الخاص تزامناً مع الذكرى الـ 50 لتأسيس الغرفة، ما الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر ؟
يعتبر "اليوبيل الذهبي" ذكرى تاريخية للغرفة لذا أقمنا هذا الحفل تأكيداً لدور القطاع الخاص في تطوير اقتصاد كوردستان، وإظهار إمكانياته الكبيرة في الشراكة مع القطاع العام في ظلّ الظروف الصعبة التي يعاني منها الإقليم. وأردنا أن نؤكّد من خلال هذا المؤتمر أنّ الأوان آن لأن يأخذ القطاع الخاص الكوردستاني دوره لتحريك النموّ الإقتصادي في الإقليم بشكل عام. وأضحت مشاركة القطاع الخاص لازمة وضرورية لأنه المورد الرئيسي لحلّ الأزمة باعتبار أنّ مخزون الإدخار عالٍ بين أبناء المجتمع وباستطاعة القطاع الخاص استثمارها حيث بمقدوره أن يلعب دوراً فعّالاً ومؤثراً في تنمية وتطوير وتوسيع وتنويع إقتصاد الإقليم، وعليه فإنّ الحكومة بذلت كل ما في وسعها بغية تقديم التسهيلات للقطاع الخاص المحلي والأجنبي من اجل خلق فرص للعمل والإستثمار في كافة القطاعات. واذ لا يخفى على أحد دور القطاع الخاص المهم والأساسي في بناء اقتصاد حرّ ومساهمته الفعّالة في التنمية الإقتصادية والبشرية، وفي القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل، بالإضافة الى دوره المهمّ في زيادة الدخل القومي وتقليل الإعتماد على الواردات وزيادة الصادرات وبالتالي انعكاس ذلك على زيادة دخل الفرد.
ماذا عن توصيات هذا المؤتمر؟
شكّلنا لجنة مؤلفة من 5 أعضاء للإشراف على توثيق وجمع التوصيات وتقديمها الى الحكومة.
هل تمكّن اقليم كوردستان من المحافظة على مكانته الاقتصادية والتجارية بعد المعوقات الأخيرة التي واجهها؟
الظروف الأمنية والإقتصادية في كوردستان دفعت المستثمرين والمموّلين الى التباطؤ من توظيف أموالهم في الإقليم، لذا نأمل أن تزول هذه الغمامة السوداء عن كوردستان ويعود أصحاب رؤوس الأموال للإستثمار فيه. كوردستان دولة نفطية وعلى الدولةأن تمدّ القطاع الخاص بدعم معنوي أو مادي ضمن إمكانياتها.
كرجل أعمال ورئيس غرفة تجارة وصناعة اربيل، ما هي أبرز الخطط الاقتصادية التي اعتمدتموها بعد التحديات التي واجهت الإقليم؟
كغرفة تجارة ساعدنا على احتواء المشكلة بشرح وتوضيح الوضع للمستثمرين وتشجيعهم على الإستمرار بأعمالهم ضمن الإمكانيات الموجودة لتجاوز المحنة بأمان.وفي الوقت ذاته شدّدنا على المؤسسات الرسمية الحكومية لتدعم كل المشاريع، أما كرجل اعمال فنحن مؤمنون ببلدنا ونتوقّع ان يتحسّن الحال في القريب العاجل ان شاء الله.
ما هي خططكم المستقبلية؟
في الوقت الراهن نحن بحاجة الى خطط استراتيجية على المدى البعيد والمتوسط ، لذا سنعمل على وضع الخطط البنّاءة.
بعد لقائكم برئيس مجلس الوزراء، ما هي العناوين العريضة لنقاشكم؟
خطاب رئيس مجلس الوزراء كان واضحاً جداً ويهدف الى دعم القطاع الخاص وخطط الحكومة في تحويل جزء من فعاليات القطاع العام الى القطاع الخاص حسب رؤية الحكومة للتخفيف عنها وتنشيط دور القطاع الخاص.
هذا المؤتمر نشّط الحركة في اربيل، هل ستقومون بمؤتمرات شبيهة له؟
من الضروري عقد الإجتماعات والمؤتمرات باستمرار بهدف التوصّل الى حلول جذرية ومعالجة المشاكل، في العام المُقبل ستكون لنا لقاءات ومؤتمرات مماثلة.
تعليقات الزوار