دقّ المجتمع اللبناني ناقوس الخطر، نظراً إلى أعداد المدمنين وتدنّي مستوى أعمارهم، وسط معلومات عن تخطّي هذه الظاهرة المميتة كل الخطوط الحمراء، واستمرار انتشارها في السنوات الأخيرة، ما سيؤدي إلى نتائج وخيمة. خلال لقائنا مع رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلّم، الذي درس الحقوق ليحملها رسالة في السلك العسكري، أطلعنا على واقع المجتمع اللبناني ودور قوى الأمن الداخلي في حماية الوطن والمواطن، وعن تدني مستوى الجرائم برغم وجود عدد كبير من الأجانب من مختلف الجنسيات.

احتلّ لبنان المرتبة 8 عربياً و39 عالمياً لمؤشرات ارتكاب الجرائم العام 2016، هل الإدمان أحد أسبابها؟

خلافاً للكلام الشائع عن ارتفاع معدّل الجرائم، إن المجتمع اللبناني مجتمع آمن في الأساس والعدد يمكن أن يكون أقلّ من ذلك، وأنا أرى أن لبنان من أكثر البلدان الآمنة، وهذا المؤشر يستند إلى عدد السكان اللبنانيين دون النظر إلى النازحين من غير الجنسية اللبنانية. لا بل تعتبر العاصمة بيروت من أكثر العواصم أمناً في العالم. إن الجهود المبذولة لمكافحة الجرائم تؤدّي دوراً مهماً في خفض نسبتها على جميع الأراضي اللبنانية. ففي العام 2015 بلغ عدد جرائم القتل الجنائي 154 وانخفض في العام 2016 إلى 134، وسرقة السيارات كانت 892 و انخفضت إلى 866 في العام 2016، والنشل انخفض من 682 إلى 640. طبعاً، لآفة تعاطي المخدرات دور أساسي في زيادة الجرائم ومعظم الجرائم الجنائية مرتبطة فيها. لذلك نطالب بمكافحة الإدمان من خلال التوعية وليس القمع والملاحقة والتوقيف فقط، لبناء مجتمع آمن.

كم تبلغ نسبة الإدمان في المجتمع اللبناني؟

في عام 2016 أوقفنا 171 تاجراً و718 مروّجاً، و3669 متعاطياً.

بعض الجمعيات تقول إن أكثر من %50 من المجتمع اللبناني يتعاطى المخدرات، ما مدى دقة هذه الإحصاءات؟

لا أعتقد ذلك، وهذه الأرقام مبنية على دراسات خاصة، وليس على مؤشرات رسمية.

كيف تتعاملون مع المدمنين القاصرين؟

المدمن بشكل عام يُعامل كمريض لا كمجرم بهدف إعادة تأهيله وانخراطه مجدداً في المجتمع، كما نراعي الظروف التي أدّت إلى وقوعه في فخّ تعاطي المخدرات، أما المدمنين القاصرين فلهم وضع واهتمام خاصين، ويبلغ عددهم 110 ويشكّلون %3 من الراشدين.

لماذا يتمّ وضع متعاطي المخدرات داخل السجون مع مجرمين وإرهابيين؟

لا تسمح لنا الإمكانيات بفرز السجناء وفقاً لنوع الجُرم. كما أنّ المتعاطي للمرّة الأولى لا يتمّ توقيفه بل يُخلى سبيله شرط خضوعه للعلاج.

ما هي أكثر المناطق التي ترتفع فيها نسبة الجرائم؟

منطقة جبل لبنان، فهي من أكثر المناطق التي تسجّل نسبة عالية من الجرائم. لأنها مكتظة بأكبر عدد من السكان ولموقعها الاستراتيجي بين المحافظات.

ما هو دور انتشار الشرطة المجتمعية في لبنان؟

هي فلسفة قرّرت مديرية قوى الأمن الداخلي اعتمادها، وهدفها تغيير واقع عناصرها الميداني، وتشمل كيفية تعاملهم مع المجتمع والمواطنين، بالإضافة إلى انخراط الضبّاط والعناصر في دراسة أسباب وقوع الجرائم وتحليلها وفقاً لأسُس عالمية. ويأتي قرار المديرية، الذي اتخذ منذ فترة، بتمويل ومساعد عدّة دول أجنبية صديقة كالولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا والإتحاد الأوروبي. واللواء عماد عثمان مؤمن جداً بفكرة الشرطة المجتمعية لا بل أصبحت من أهدافه الأساسية، كي نكون أقرب إلى الناس وللتأكيد أن عناصرنا تعمل من أجل الحفاظ على أمنهم وممتلكاتهم وحرياتهم.

كيف يتمّ تأهيل عناصر قوى الأمن الداخلي وماهي الدورات التي قمتم بها مؤخراً؟

يخضع عناصر قوى الأمن الداخلي لدورة أمنية ومسلكية وقانونية عامة في معهد عرمون الذي شُيّد على أسُس ومعايير عالمية، وبعد الانتهاء منها يجرون دورات متخصّصة في مجالات مختلفة.

ما هو جديد شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي؟

ان سياسة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان تعزّز دور شعبة العلاقات العامة لنكون على تواصل دائم مع المواطن بهدف توطيد العلاقة معه عبر الاستماع لشكواه والاستجابة الى اسئلته وهواجسه وهذا التواصل والتفاعلية المباشرة تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل: تويتر وفايسبوك.. وخدمة "بلّغ" في موقع قوى الأمن الداخلي التي تقدم ايضاً خدمة اخرى وهي تعتبر رائدة في المنطقة العربية وفي دول متقدمة وهي خدمة لتقديم شكاوى بحق عناصر قوى الأمن الداخلي المخالفين.

هل عدد عناصر القوى الأمنية يلبّي احتياجات لبنان؟

عدد العناصر غير كافٍ واللواء عماد عثمان أشرف على وضع خطة استراتيجية بهدف زيادتهم وزيادة العتاد وتطوير عمل قوى الأمن الداخلي، وهذه الاستراتيجية مبنية على شعار خدمة، ثقة، شراكة من أجل تقديم أفضل ما يمكن للمواطن اللبناني.

هل تتعاونون مع الجيش اللبناني؟

نحن والجيش جسم واحد في بزتين ونعمل بتنسيق تام لتأمين المصلحة الوطنية، وهذا التعاون أدّى الى تخفيض عدد الجرائم والنجاح في الأعمال الإستباقية لمكافحة الإرهاب.

هل تقومون بحملات توعية للحدّ من نسبة الجرائم في لبنان؟

أحد أهمّ المهام الأساسية الموكلة لنا تصميم حملات توعية قوية ومؤثرة في المجتمع، للحدّ من الجرائم.ونعمل من خلال هذه الحملات على تحقيق رؤية قوى الأمن الداخلي لأنه ركيزة التنمية، وبذلك نضمن الأمن والسلامة للمجتمع، كون التوعية والتثقيف خطّا الدفاع الأول للوقوف في وجه الجرائم ومحاربة منابعها وإحباط مخطّطات الجُناة في إيجاد مناخ حاضن وناقل لها.

كيف تدعمون الجمعيات المعنية بمكافحة المخدرات؟

نحن على تواصل مستمرّ مع مختلف الجمعيات الفاعلة، وأكبر دليل على ذلك هو وقوف عناصر المجتمع المدني من بينهم جمعيات مكافحة المخدرات وحقوق الإنسان إلى جانب عناصر قوى الأمن في العرض العسكري في عيدهم السنوي.

هل هناك تنسيق بينكم وبين نظائركم في الخارج؟

يتمّ ذلك من خلال منظمة الإنتربول والبروتوكولات الثنائية والتعاون المشترك ومن خلال دورات تدريبية في الخارج.

كلمة أخيرة...

ثمّة ورشة كبيرة تشهدها هذه المؤسسة العريقة والمؤهّلة لأداء مهامها كافة ومواجهة التحديات الصعبة التي يواجهها لبنان.

Twitter: @Lebisf

Facebook: Lebanese internal security forces

Website: www.isf.gov.lb

خدمة بلّغ