رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق لموقعنا: اذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فهذه مصيبة. أمّا اذا كانت خارجية فالمصيبة أكبر. ألا يكفي الشعب اللبناني بكافة أطيافه وفئاته وانتماءاته ما دفعه حتى اليوم من الغالي والنفيس والأرواح والدماء دفاعاً عن حرية وسيادة واستقلال لبنان ليأتي اليوم من يدعي بأنّ القوى السياسية التي ائتمنها المواطن على مستقبل أبنائه ترتضي التضحية بلقمة عيشه وبرفاهيته وبرخائه وبأمنه وباستقراره إرضاء لهذه الدولة الإقليمية أو لتلك؟؟ أهكذا تُصان السيادة يا سادة، وأهكذا تكرّم دماء الشهداء وتضحياتهم؟؟!!!. أمّا اذا كانت الأسباب داخلية فتكون المصيبة الكبرى بأننا أعجز من أن ندير شؤوننا بأنفسنا وبأننا لم نبلغ بعد سنّ الرشد لمعرفة مصلحتنا ومصلحة بلادنا وشعبنا، وهل هناك من قضية تعلو فوق قضية تأمين لقمة العيش للمواطن اللبناني والذي ينوء بكافة طوائفه تحت أعباء معيشية ضاغطة وسط انعدام فرص العمل وانسداد إمكانيات الهجرة؟؟! أولاً تستدعي تلك التحديات وقفة وطنية وتغليب مصلحة المواطن على المصالح الضيقة والانصراف إلى تشكيل حكومة تعيد الحياة إلى الدورة الاقتصادية وتضع حدّاً للبطالة المستشرية وتعمل على جذب الاستثمارات لتكبير حجم الاقتصاد. فلبنان يتميّز بالعديد من المقومات والعوامل الطبيعية الجاذبة للاستثمار، من ثروته البشرية، لما يتمتع به اللبنانيون من كفاءات تجعل منهم عنصراً منافساً لما تتمتع به دول المنطقة إلى ثروته الطبيعية والبيئية، وجلّ ما يحتاجه هو إدارة جيدة من قبل القوى السياسية لملفاته السياسية، الأمنية والاقتصادية الإنمائية المعيشية. والقطاع الخاص اللبناني لديه كل المقومات والامكانيات للنهوض بالبلاد اقتصادياً إذا توفّر له التوافق السياسي والاستقرار الأمني. كما أنّ العديد من الدول الأوروبية والعربية والخليجية تفضّل الشراكة مع القطاع الخاص اللبناني لما يتميّز به هذا القطاع من سمعة طيبة ومصداقية تؤهّله الحصول على الاستثمارات المطلوبة لأحداث النمو المنشود للخروج من الركود الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد، ولكن الكل بانتظار حكومة تكون اولى أولوياتها معالجة التحديات الاقتصادية ووقف الهدر والفساد وتطبيق الشفافية في مختلف إدارات الدولة . خاصة وأن لا طائفة الوزير أو لا مذهبه هو من سينقذ لبنان من كبوته الاقتصادية، بل كفاءته وخبرته ونزاهته. فهل سيعود البعض عن تعنته اكراماً للذين ضحّوا بدمائهم دفاعاً عن سيادة لبنان واستقلاله، وهل تحدث أعجوبة ما تعيد الحيوية إلى عملية التشكيل رأفة بلبنان وباللبنانيين، الشهداء منهم والأحياء... ؟؟!!
تعليقات الزوار