تأسّست "جاد" شبيبة ضدّ المخدرات عام 1981 للحدّ من ظاهرة تعاطي المخدرات التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في لبنان، وهي تهتمّ بمواضيع المخدرات، السيدا، الكحول، التدخين، التوعية من الألغام، إدمان الانترنت وإدمان القمار. تساعد جمعية "جاد" جميع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وتعمل في كافة المناطق من خلال حملات التوعية، التدريب، العلاج الطبّي، التأهيل النفسي، المتابعة، برامج الأهل، برنامج نعم للحياة لإعادة دمج المدمن في المجتمع بالإضافة إلى قسم الأبحاث والدراسات. كما تعمل الجمعية في ألمانيا وهي حاصلة على ترخيص رسمي من الاتحاد الأوروبي لعلاج المدمنين اللبنانيين والعرب بدون مقابل في مركز "بروكلي" جنوب ألمانيا. بالإضافة إلى عملها مع المملكة الأردنية الهاشمية من خلال التعاقد مع الأمن العام الأردني لعلاج الشباب. وخلال لقائنا برئيس جمعية "جاد" جوزف حواط الذي تابع تطوّر الإدمان في لبنان منذ زمن طويل على هامش ورشة عمل تحت عنوان "المؤشرات العقلية وطرق الوقاية منها" التي جرت مؤخراً، أشار إلى أنّ المشكلة لم تبلغ يوماً الحدّ والحجم اللذين بلغتهما اليوم. الأرقام تزداد يومياً بمعدلات تنذر بالخطر في حين أنّ السن التي يبدأ فيها الأشخاص بالتعاطي آخذة بالانخفاض حتى أننا بتنا نلحظ شباباً في الخامسة عشر من العمر يتعاطون المخدرات بمختلف أنواعها. وأكّد حواط أنّ الجمعية تعمل على نشر التوعية من خلال حملات على مدار السنة، عبر المنشورات والملصقات، اليافطات، المحاضرات اليومية، المخيمات السنوية، ورش العمل والندوات المتخصّصة التي يتمّ خلالها تدريب الأطفال، الشباب والأهل بالإضافة إلى إعداد مدربين حول أخطار المخدرات وكيفية الوقاية منها.وتنظّم جمعية "جاد" حملات إعلامية سنوية للوقاية من المخدرات كما أنها تملك مكتبة متنقلة تزور المناطق اللبنانية كافة للتوعية حول أهميّة الوقاية من الإدمان، وتعمل الجمعية من خلال الخطّ الساخن 24/24، إضافة إلى إطلاق مسابقة سنوية لأفضل رسم معبّر للتوعية من أخطار المخدرات، وإلى إعداد محاضرين ومدرّبين ومرشدين اجتماعيين لتنفيذ حملات التوعية داخل الجمعيات، الأندية، الجامعات والمدارس.
وطالب حواط السياسيين والمسؤولين الحزبيين بإسم الجمعية رفع الغطاء عن أي تاجر أو مروّج وعدم التدخل للإفراج عنه، كما طالب المعنيين إنشاء غرفة أمنية موحدة تضم كل الأجهزة الأمنية لتبادل المعلومات حول موضوع المخدرات. وأكّدت جمعية "جاد" أنه من المُعيب ألاّ يكون لمكتب مكافحة المخدرات مكتب ثابت على الحدود اللبنانية وفي كل من مطار ومرفأ بيروت. وكشف حواط عن المشاكل التي يواجهونها في مكافحتهم لآفة المخدرات وإهمال الدولة المُتعمّد وغياب دور الوزارات المعنية في تقديم الدعم الكافي لجمعية "جاد". وأضاف حواط: "لبنان يفتقر إلى المراكز المتخصّصة لعلاج المدمنين، علماً أن الأدوية المستعملة للعلاج عالمياً غير متوفرة في لبنان. أما المراكز التي تدعي توفير العلاج للمدمنين في لبنان فتضع مُدمن الهيرويين مع مدمن الكحول، أو مدمن الحشيشة مع مدمن المسكنات، وتجمع الأولاد مع كبار السن، والمدمن الحديث مع مدمن منذ 10 سنوات، علماً أن الشرط الأساسي لنجاح العلاج هو التخصّص والتمييز في الحالات. علاج المدمن مُكلف جداً ويحتاج إلى إمكانات وموارد خاصة تعجز عنها الجمعية". وأشارت الجمعية إلى التعميم الذي صدر مؤخراً عن المدعي العام التمييزي والذي جاء لمصلحة المتعاطي بعدم جواز توقيفه للمرة الأولى بهدف إعطائه فرصة ثانية وحمايته لاسيما في ظل الواقع المتردّي الذي تعاني منه السجون اللبنانية، إلاّ أنّ الجمعية ترى أنه من الأجدى توقيف المتعاطين ووضعهم في مراكز متخصّصة ومؤهّلة بهدف علاجهم مع فرض رقابة مشدّدة عليهم لأنّ العقاب ضروري لوضع حدّ لأيةجريمة لحماية المجتمع. وختم حواط: "في ظل تفكّك الدولة، وغياب خطة وطنية عامة تنفذها لمكافحة المخدرات، وتقاعس رجال الدين عن التوعية من أخطار المخدرات، وغياب التوعية الصحية بسبب تقاتل الجمعيات، يبقى دور الأهل هو الأساس في هذا الموضوع".
تعليقات الزوار