هي صرخة واحدة أطلقها مزارعو البقاع لعلّها تصل إلى المعنيين وتلقى من يغيثها. هي معاناة واحدة ومعركة طاحنة بين قوت المزارعين وحفظ استمرارهم. وجع وطني كبير، فهل من آذان صاغية تنتشل المزارعين من هاوية الانهيار؟ مجلة "رانيا" تابعت هذا الموضوع عن كثب، وقابلت رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي، الذي تحدّث عن هول المصيبة التي يعانيها المزارعون اليوم.
كيف تصف الموسم الزراعي لعام 2017؟
أتحدث باسم تجمّع المزارعين في البقاع الذين يعيشون كارثة تخطّت الخطوط الحمراء. فخلال مسيرتنا في العمل الزراعي لم نشهد أية أزمة من هذا النوع، وذلك نتيجة عدّة أسباب، منها الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والتي أثّرت على الأسواق وعلى تصريف المحاصيل الزراعية. وكذلك سوء علاقات الدول مع بعضها كما حدث بين قطر ودول الخليج، حيث أثّر ذلك علينا بشكل مباشر وسلبي. بالإضافة إلى ما يحدث في سوريا وتوافد اليد العاملة ومنافسة البضائع السورية لمنتوجاتنا، وحتى المناخ لم نسلم منه. باختصار الكساد سيّد الموقف.
كيف تدخل البضائع السورية إلى لبنان؟
تشهد الدولة تسيّباً ملحوظاً فيما يتعلّق بهذا الموضوع، ومؤخّراً قمنا بزيارة لنائب عام مدير الجمارك ريمون خوري، حيث أوصلنا وجعنا ومعاناتنا من دخول البضائع السورية إلى الأراضي اللبنانية ومنافستها للمنتج الوطني. فهي تدخل بطرق غير شرعية عبر معبر العبودية، الذي نعتبره معبراً للتهريب وللفساد والسرقة، ولذلك نطالب بإغلاقه فوراً ليس من باب العنصريّة، وإنّما من مبدأ المحافظة على مستقبلنا.
ماذا عن تلوّث مياه الريّ؟
ما يُشاع عن استخدامنا مياه الصرف الصحيّ في عملية الريّ، أمر غير صحيح وباطل، حتى نهر الليطاني لم يعد هناك أحد يستعمل مياهه. فنحن لدينا ملايين الأمتار المكعّبة من المياه التي تعتبر الأنظف في لبنان. بالإضافة إلى ذلك لم يعد الريّ يعتمد على الطرق التقليدية كالسابق، وإنّما أصبح هناك طرقاً حديثة كالريّ بالتنقيط.
ما رأيك بأداء وزارة الزراعة؟ وبماذا تطالب الدولة اللبنانية؟
نكنّ كل الحب والاحترام لوزير الزراعة غازي زعيتر، ولكن للأسف نراه غير مبالٍ بنا، ولا نعلم سبب التجاهل المستمرّ لقضايانا. على الرغم من حرصنا على علاقتنا بالوزارة، ولكن إن لم يكن هناك تجاوباً من قبلها في المستقبل، ستخرج الأمور عن السيطرة. وأطلب من وزارتي البيئة والطاقة والمياه أن تقوما بواجباتهما، وأن يضعا محطات تكرير لتصفية مياه نهر الليطاني. وقد تمّ الحديث عن مشروع لإقامة مصافٍ، ولكن حتى اليوم لم يجدوا سبيلاً لتطبيقه. يجب على الدولة أن تدعم المزارعين بما يجعلهم قادرين على الاستمرار. ونحن قادرون على إعطاء الحلول في حال تعاونت معنا وزارة الزراعة.
هل تفكرون بفتح أبواب جديدة لتصدير منتجاتكم؟
لا أعتقد أن هناك مجالاً لذلك، فحتى الدول الأوروبية تعاني مشكلة تصريف إنتاجها، وبخاصة بعد مشاكلها مع روسيا. وأعتقد أنّ العامل الرئيسي الذي تضرّر عملنا بسببه هو توجّه الدول الأوروبية إلى الأسواق العربية التي كانت محصورة بين لبنان، سوريا والأردن. وربما ما نعيشه يعتبر جزءاً من أزمة العالم وبخاصة في الشرق الأوسط، فالتقرير الأخير يشير إلى تراجع النموّ في المنطقة بما يزيد عن %6 وهذا ينعكس سلباً على القدرة الشرائية للشخص، وبالتالي ينعكس على الأسعار.
ما هي خطتكم لتصريف منتجاتكم؟
المزارع الصغير والمتوسط والكبير في خندق واحد في المعاناة. لذا فأهمّ خطة نقوم بها هي الوصول إلى "واسطة" لمقابلة وزير الزراعة.
تعليقات الزوار