اشتهرت بالنهر الموجود فيها وبالرموز التاريخية التي قام بزيارتها الكثيرون من دول عدّة، إنها بلدة نهر ابراهيم الواقعة في قضاء جبيل، يرأس مجلسها البلدي رجل وطني، حكيم وطموح،استطاع أن يحقّق للبلدة العديد من المشاريع المهمّة. إنه الرئيس طوني مطر. مجلة "رانيا" التقت به للاطلاع منه عن كثب على ما سوف يقام في البلدة من مهرجانات ونشاطات لهذا الصيف، فكان الحوار التالي:
حقّقتم في السابق العديد من المشاريع المهمة، ما الذي تعملون على تنفيذه حالياً؟
لدينا مشاريع عديدة ومتنوعة، منها ما يحتاج لوقت قصير ومنها ما قد يتطلّب وقتاً أطول. من أبرزها استكمال توسيع وإنشاء الطرقات وتزفيتها، إقامة الأرصفة، صيانة وتأهيل البنى التحتية ومنها مسارب مياه الشتاء، أقنية الريّ وتمديدات الصرف الصحي، كما واننا سنعمل على تشجير جوانب الطرقات والساحات العامة وذلك بعد الانتهاء من مشاريع الريّ الأوتوماتيكي. بالإضافة إلى مشروع تركيب كاميرات متطوّرة على الطرقات وربطها بغرفة للمراقبة 24/24، وذلك بالتعاون مع مكتب عمليات قوى الأمن الداخلي بهدف ضبط السرقات والمخالفات. ولم ننسَ أهمية ترشيد الطاقة لذا، سنعتمد على الطاقة الشمسية واستعمال إنارة LED.
ما هي أبرز المشاريع التي تقومون بها على الصعيدين الاجتماعي والثقافي؟
على الصعيدين الاجتماعي والثقافي نقوم بإنشاء مبنى بلدي جديد سيتضمّن مجمّعاً للخدمات الاجتماعية، مستوصفاً، مركزاً للشؤون الاجتماعية، مكتبةً عامة، مكتباً للتنمية، صالةً للمؤتمرات ومقراً لإدارة البلدية، كما سنعمل على إقامة نادٍ للمسنين وحديقة عامة.
في ظلّ الظروف الاقتصادية الحالية، كيف تقيّمون نسبة المشاريع التجارية، وهل هي قادرة على خلق فرص عمل جديدة؟
ممّا لا شكّ فيه حالياً وفي ظلّ الوضع الاقتصادي الراهن، ان الاستثمارات التجارية والصناعية قد تراجعت، ممّا شكّل ذلك انخفاضاً في فرص العمل، لذلك قامت البلدية وبالتعاون مع القطاع الخاص بمشروع رائد لإنشاء منطقة صناعية مجهّزة بكافة المواصفات التقنية والفنية والبنى التحتية، هذا لكي يتمكن كل من يرغب من أصحاب الرساميل الصغيرة بالاستثمار الصناعي وذلك من خلال القروض الميسّرة والطويلة الأمد.
تزايدت نسبة الاستثمارات في البلدة عمّا كانت عليه سابقاً، ما هو السبب؟ وهل هي استثمارات من داخل البلدة أم من خارجها؟
يعود تزايد الاستثمارات لا سيما في قطاع البناء، إلى أسباب عدّة ومنها توفير القروض الميسرة، تأهيل البنى التحتية، طبيعة البلدة الخلابة وموقعها الجغرافي القريب من بيروت وطرابلس، الأمان، المحافظة على حقوق المواطنين، تسهيل معاملاتهم وخدمتهم بشكل أفضل. هذا إضافة إلى توافر مواقع العمل القريبة كالمنطقة الصناعية، وكذلك مجالات العمل الأخرى في التجارة، ونشير هنا الى ان معظم هذه الاستثمارات من خارج البلدة.
برأيكم، إلى ماذا تحتاج البلدة على الصعيدين الإنمائي والسياحي؟
إن التنمية الصناعية، الاقتصادية، التجارية والعمرانية داخل البلدة في تقدّم مستمرّ. إلاّ أنّ التنمية البيئية والسياحية التي بدأت على شاطئ نهر ابراهيم ويجب أن تستكمل في الوادي فهي بحاجة الى التطوير. كذلك تحتاج البلدة إلى شبكة للصرف الصحي، ويبدو أن الدولة وضعت مشروعاً لهذا الشأن. نأمل أن تسير الأمور فيه بشكل سريع وذلك للتخلّص من التلوّث الحاصل في المياه الجوفية والبحر ولإيقاف التسرّب المستمرّ للمياه المبتذلة على الطرقات العامة.
هل لا زالت مشكلة مياه الشرب قائمة لديكم؟
للأسف نعم، وذلك بسبب تقصير وإهمال مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان في توزيع المياه للمشتركين بشكل عادل ودائم، وبسبب عدم محاسبة موظفيها الذين يتلاعبون في عملية التوزيع. علماً أننا عرضنا على المؤسسة أن تتسلّم البلدية مراقبة وإدارة توزيع المياه ضمن نطاق البلدة وبدون مقابل، لكن لم تتمّ الاستجابة لطلبنا. حالياً نعمل مع وزارة الطاقة على استملاك قطعة أرض لإنشاء خزان مياه خاص للبلدة، وبئر ارتوازي لتأمين نوعية جيدة من المياه بدلاً من مياه قناة الريّ التي يتمّ تكريرها وتحويلها إلى المنازل كمياه للشرب هذا بعد إضافة كميات كبيرة من الكلور إليها.
بماذا يتميز نهر ابراهيم ومحيطه؟
يعدّ نهر ابراهيم ثروة مائية وسياحية وطبيعية كبيرة، هذا إضافة إلى اكتنازه لآثارات مهمّة جداً بدءاً من منبعه إلى مصبّه، ومنها مغارة أفقا، كوع المشنقة، الجسر الروماني وقناطر زبيدة التي كانت تستعمل سابقاً لجرّ المياه. كما ويتميّز النهر بثروته البيئية وذلك على طـول مسلكه الذي يخترق الوادي الفاصل ما بين بلاد جبيل وكسروان.
كيف يتم استغلال ثروات النهر، وأين دور الوزارات المعنية بهذا الأمر؟
إن القيمة السياحية العالية للنهر وسُبل استثمارها تتطلبان جهوداً كبيرة وحثيثة، ما يدعـو إلى التدخل الفوري من قبل الدولة ومؤسساتها الرسمية، هذا لوضع الدراسات اللازمة بما يضمن تنمية الموقع سياحياً. إلاّ أنّ الواقع يُظهر تقاعساً وتقصيراً كبيرين، خصوصاً في ظلّ تعرّض هذه المنطقة الى العديد من المخاطر التي تهدّد ثرواتها، في وقت لا تتمكّن فيه الجهود المحلية على مستوى البلديات والمجتمع الأهلي من اتخاذ كل التدابير اللازمة لحمايتها. كما ويتخوّف المهتمون بالبيئة من أن يؤدي السدّ المزمع إنشاؤه في المنطقة إلى جفاف نهر ابراهيم كلياً، بالإضافة إلى حدوث الكوارث البيئية ومنها فقدان التنوّع البيولوجي. ونشير هنا إلى أن قيمة المبلغ المخصّص لإنشاء هذا السدّ تبلغ حوالي المليار دولار، إلاّ أنّ الأبحاث والدراسات التي أقيمت حول هذا المشروع أكّدت أن الوادي غير صالح لإقامة سدّ فيه، وأنّ طبيعته الصخرية لن تتحمّل وجوده.
ما هي المهرجانات التي ستشهدها البلدة قريباً؟
برعاية ودعم البلدية ستحيي بلدة نهر إبراهيم مهرجانها السنوي لهذا العام وذلكفي أواخر آب، سيتضمنالمهرجان حفلات موسيقية لأشهر المطربينومنهم جوزف عطية، طوني كيوان وغيرهما، بالإضافة الى إقامة احتفالات شبابية سوف يحييها أبناء البلدة، تتخللها مسرحيات للأطفال ومعرض و"كارمس". ونشير هنا إلى أن الدعوة مفتوحة للجميع ومجاناً، هذا بهدف استقطاب المغتربين للتعرّف الى البلدة وتراثها، ولتنمية التواصل مع أبناء الوطن الذين سيتوافدون إلى المهرجان من جميع المناطق اللبنانية. كما وسيفتح المهرجان المجال للحرفيين ومنتجي المونة اللبنانية كي يتمكّنوا من تسويق منتجاتهم.
تعليقات الزوار