كانت بلدة منسية إلى أن أتى من نفض غبار الحرب عنها، وأخذ على عاتقه أمر تطويرها بمساعدة فئة من الشباب الطموح. رئيس بلدية كفرشيما المحامي وسيم إميل الرجّي يعمل جاهداً كي تعود بلدته نموذجية كما عهدها التاريخ، فترقى إلى مستوى العائلات التي سكنتها، حيث انطلقت ماجدة الرومي، الراحل ملحم بركات، بيت اليازجي والشميّل وغيرهم. مجلة "رانيا" التقت الرجّي، وتحدّثت معه مطوّلاً عن حال بلدة كفرشيما، وعمّا آلت إليه اليوم وما ستغدو عليه مستقبلاً، عبر ما تسعى إليه البلدية من مشاريع خدماتية، إنمائية وصناعية.
ما هي المشاريع المُدرجة حالياً على جدول التنفيذ؟
عانت البلدة بعد الحرب على مدى 18 عاماً من الإهمال الشديد، فلم تشهد أيّة عمليةٍ نهضوية، ما دفعنا منذ تسلّمنا البلدية إلى البدء الفوري بتنفيذ المشاريع كتوسيع الطرقات، وقد تمّ إنجاز مدخل كفرشيما، وهو على طريق صيدا القديمة من ناحية صيدا الحدث. وسنعمل أيضاً خلال هذه السنة على إنجاز مدخلين آخرين. وفي العام المقبل سنقوم بتأهيل مدخل بعبدا - بطشيه الرئيسي. نعمل حالياً لإنشاء متحفٍ ومركزٍ ثقافي - تراثي سيحتوي كلّ ركنٍ فيه على توثيقٍ لفنانين، كتّاب، شعراء، صحافيين ورياضيين من البلدة، ليكون مستقبلاً مقصداً لكل المدارس والجامعات. تمّ إيجاد المبنى، والآن نبحث عن مصادر التمويل. نحاول عبرهذه المشاريع التعويض عمّا مضى ضمن الإمكانيات المتاحة. ربما يظنّ البعض أن كفرشيما بلدة صناعية، فيما واقع الحال هو غير ذلك، فمالية البلدية ضعيفة وغير كافية للقيام بما نطمح إليه، لكن هذا لن يُعيقنا عن التطوّر قدر المستطاع.
افتقاد البلدة لأبسط المشاريع يضعنا أمام تساؤل محدّد: "أين صُرفت الأموال في الأعوام السابقة"؟
المشكلة الأساسية ليست في كمية الأموال الموجودة وكيف صُرفت، وإنّما في كيفية إدارتها واستثمارها. فربما كان هناك بعض الهدر على جوانب غير إنمائية. بالنسبة إلينا، عندما استلمنا البلدية كانت الموجودات المالية بسيطة، لكننا على الرغم من ذلك قمنا بزيادة 24 موظفاً بين شرطي وحارس، بالإضافة الى 7 موظفين إداريين، كما قمنا بترميم أدراج البلدة وترقيم شوارعها وأبنيتها. كلّ هذا زاد من المصاريف، في وقت بقيت المداخيل على حالها. اليوم نملك في البلدية من الأموال أكثر من السابق، وهذا دليل على سوء الإدارة في المجلس البلدي القديم.
أين وصل مشروع الأوّلي لمياه كفرشيما؟
مؤسسة مياه بيروت هي المسؤولة عن المشروع. نحن قمنا فقط بتسريع وصوله إلى البلدة، حيث يمتدّ على طول 35 كم في شوارع البلدة، ونتيجة لاحتواء البلدة على آبارٍ عديدة زاد حجم الشبكة.
أخبرونا عن مشروع جمع أرشيف الكتاب، الشعراء، الصحافيين والفنانين، فهل تمّ اختيار مكان له؟
تمّ إنجاز80% من المشروع، ونقوم حالياً بتجهيز مكتبة لجمع الأرشيف وحفظه، وهناك من ساهم بتقديم 7000 كتاباً للبلدية، بالإضافة الى ما قدّمته كل من جامعة الروح القدس وسيدة اللويزة.
ما هي غاية المسح الميداني الذي تقوم به البلدية للسكان؟ وهل قامت البلدية بتنفيذ خطة لتنظيم الوجود السوري في البلدة، وكيف يتمّ تطبيقها؟
هناك مسح ميداني شبه دائم، وعند الانتهاء من مشروع العنونة سنبدأ بالـ GIS، وهو مسح جغرافي لكامل البلدة، يمكننا بواسطته تحديد جميع الأبنية، ومن يعيش فيها، وما هو عملهم وهكذا... هذا المشروع سيُسهّل عمل البلدية في معرفة أمور عدّة عن المالك والمستأجر، وفي مجال تسديد الرسوم والضرائب... اعتمدت البلدية على مسحٍ كامل للسكان، وحدّدت عدد وأماكن السوريين الموجودين في البلدة. وبناءً عليه، تمّ تسجيلهم وفق استمارات محدّدة كما تمّ التأكد من حيازتهم إقاماتٍ شرعية. كذلك، قامت البلدية بتوفير المساكن الصحية لهم بدلاً من المستودعات والطرقات. بالإضافة الى ذلك، تتابع البلدية موضوع تشغيلهم وفق ما حددّته وزارة العمل.
تهتمّون بمستقبل شباب البلدة وتسعون لحصولهم على العمل عبر إعلانات متعدّدة وندوات مختلفة. برأيكم، إلى أيّ مدى تساهم هذه الخطوات في تقليل نسبة البطالة اللبنانية؟
نحاول جاهدين مساعدة شباب البلدة في إيجاد فرص عمل مناسبة لهم، وذلك بالتعاون مع مؤسساتٍ عدّة. وقد قمنا مؤخراً بالتعاون مع مؤسسة "لابورا" بتنظيم محاضرةٍ حول سوق العمل في لبنان، حضرها حوالي الخمسين شاباً وشابة، تعرّفوا من خلالها إلى آليات التوجّه والتقديم للوظائف. وستكون الورشة بشكلٍ دوري كلّ شهرٍ تقريباً.
في ظلّ الإهمال الذي عانته كفرشيما، كيف يسير موضوع الجباية؟
كانت البلدة في وضعٍ لا تحسد عليه. أمّا اليوم فهناك تحسّن ملحوظ في موضوع الجباية بنسبة 50%تقريباً. على الرغم من ذلك هناك مبالغ كبيرة غير محصّلة، ونحن مستمرّون في عمليات الجرد والتحصيل، وقد قمنا بتكليف خمسة أشخاص لمتابعة الموضوع.
ما هي مشاريعكم فيما يتعلق بموضوع النفايات؟
هذه الأزمة يعاني بسببها كلّ اللبنانيين. بعد العديد من الدراسات، فكّرنا جدياً في إنشاء معملٍ متطورٍ يفوق مستوى المحارق، قُدّرت تكلفته بحوالي الـ 11 مليون دولار ونحن بانتظار التمويل.
تعليقات الزوار