ابن بلدة عرمون، عمل في الشأن الإجتماعي نحو 37 عاماً، رجل أعمال متعدّد النشاطات الموزّعة بين لبنان وقطر، واكب رئيس بلدية عرمون السابق وانتُخب رئيساً لها لأول مرة عام 2004 بفوز ساحق، وأعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2010. حفلت ولايته بالعديد من الإنجازات القديمة والحديثة، والجهد الدؤوب والمتفاني في خدمة البلدة وأبنائها.

مجلة "رانيا" التقت رئيس بلدية عرمون الشيخ فضيل الجوهري وكان معه هذا الحوار:

تشهد بلدة عرمون نهضة عمرانية كثيفة سياحياً، تجارياً وسكانياً، ما الدور الذي تقوم به البلدية من تحفيزات وتسهيلات للقيام بهذه المشاريع؟

عندما تُحصّل البلدية الإيرادات التي تجنيها بناء على التراخيص الممنوحة لنا من قبل التنظيم المدني، نقوم بإعطاء التراخيص حسب موقع البناء أو ما يُعرف بـ zoningكلّ بناء حسب مساحته وموقعه بحد أدنى لا يقلّ عن خمسة طوابق.

حقّقت بلدية عرمون العديد من الإنجازات، لا سيما مساهمتها بإنشاء المكتبة العامة ضمن بروتوكول مع وزارة الثقافة، كيف يتم استثمار هذا الإنجاز وتطويره ثقافياً؟

تمّ تطوير المكتبة العامة بالتنسيق مع وزارة الثقافة، وقامت البلدية على نفقتها الخاصة بتجهيزها ببعض المستلزمات والمعدات التقنية الحديثة أبرزها 12 جهاز كومبيوتر، كما تمَّ تزويدها بأهمّ الكتب القيّمة التي يفوق عددها الآلاف، والمكتبة حالياً ترحّب بالزوار وابوابها مفتوحة لاستقبال المطالعين علماً أننا قد خصّصنا بعض الأماكن في الهواء الطلق.

قمتم بمبادرة فريدة على مستوى البلديات، وتبنّيتم دفع رسوم التسجيل المدرسية للطلاب، كم يبلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرة؟

منذ أن تولّيت رئاسة البلدية عام 2004، كان من ضمن أولوياتنا الإهتمام بالمدارس ومساعدة الطلاب على تحصيل العلم. وأول مبادرة عملنا عليها في العام الدراسي 2005-2006، تسجيل نحو 400 تلميذ في المدرسة التكميلية الرسمية على نفقة البلدية وبدون مساندة أو دعم من وزارة الثقافة، وكان ذلك على مدى سنتين متتاليتين شملت المدارس التكميلية والثانوية الرسمية، إلاّ أنّ ذلك لم يستمرّ حيث لم يعد لدينا القدرة على مواصلة تحمّل المبلغ المادي المطلوب، نظراً للتراجع الإقتصادي والركود الحاصل.

ما هي حصّتكم كبلدية متضرّرة من مطمر النفايات في الناعمة؟

إنّ توزيع التعويضات من "سوكلين" على القرى المجاورة ليس عادلاً، فأكثر البلدات تضرّراً من المطمر هي بلدات عبيه، بعورته، عين درافيل وعرمون، ولا أعلم لماذا تشمل التعويضات بلدة كالدامور وغيرها من البلدات؟ علماً أن موضوع التمديد لمطمر الناعمة سيزيد الأمور سوءاً، ويجب على مجلس الوزراء أن يختار موقعاً جديداً وإقفال المطمر الحالي نظراً للأضرار الصحية والبيئية الناتجة عنه.

هل من مهرجانات ستشهدها البلدة هذا الصيف؟

لا نيّة ولا قدرة مادية للقيام بأيّ مهرجان هذا الصيف، فالأوضاع الأمنية لا تشجّع على ذلك، في حين أننا نشدّد الحراسة والمراقبة الليلية والسهر على أمن وراحة الناس من خلال العدد  المتواضع لشرطة البلدية الذي لا يتعدّى 10 عناصر فيما حصلنا على موافقة وزارة الداخلية  بزيادة العدد الى 30 عنصراً يتمّ صرف رواتبهم من صندوق البلدية.

كرجل أعمال وشخصية معروفة، هل من مساهمات شخصية للبلدة؟

منزلي مفتوح للجميع وقد أخذنا عهداً باستكمال ما بدأناه لمساعدة أبناء البلدة واحتياجاتها ضمن الإمكانيات المتوفرة، ولا أخفي سرّاً أنّ المبالغ التي أغطّيها عن البلدية حتى الآن قد بلغت 270 مليون ليرة.

ما الذي دعاك للترشح لرئاسة البلدية،  علما ان البلدية تستفيد منك أكثر ممّا انت  تستفيد منها؟

كنت ألاحظ عن كثب التعاطي باستخفاف مع حقوق أبناء البلدة، وخاصة في ظلّ هيمنة بعض الأجهزة الأمنية التي كانت تتحكّم بشؤون الضعفاء، فكان لا بدّ من إيقاف ذلك الواقع الشاذّ في ظلّ سلطة البلدية التي هي المرجع الأول لأبناء البلدة.

في ظلّ ما يشهده لبنان بشكل عام وانعكاس الأعداد الهائلة للنازحين الى البلدات والقرى، ما هي الإجراءات المتخذة للتحقّق من النازحين؟

لقد احتاطت البلدية في موضوع النازحين، ونقوم بدوريات دائمة تشمل جميع المباني ونتخذ الإجراءات اللازمة مع كل مستأجر جديد في البلدة ونحتفظ بصورة عن هويته الشخصية ونقوم بهذا الإحصاء دورياً، وقد تمّ إلقاء القبض على خمسة أشخاص تابعين لـ"داعش" مؤخراً في عرمون وقد تمّ تسليمهم للأجهزة الأمنية، ويمكن القول إنّ الوضع الأمني مستتبّ ومُسيطر عليه.

اتهمتم بعض الوزارات بعرقلة العمل البلدي وتحجيم دور البلديات، ما هي خلفية هذا الموقف؟

بلدة عرمون، ضمن بيروت الكبرى وتبعد 15 كلم، وقد حمّلوها فوق طاقتها وشوّهوها بمحطات الكهرباء والتوتّر العالي. راجعنا الوزارات المعنية والخدماتية، إلاّ أنّ أيّا منها لم تخدم عرمون، وخاصة وزارة الأشغال العامة مع الوزير القديم والجديد ومراجعاتنا لم تلق أي تجاوب فعليّ. فيما نرى أنّ العديد من البلدات يتمّ تقديم الخدمات لها، كتزفيت الطرق مثلاً.

ماذا عن وضع المياه في عرمون؟

في موضوع المياه لقد قامت البلدية بحفر بئر ارتوازي، وهنا لا بدّ من الشكر والتنويه بدور كل من المدير العام جوزيف نصير والدكتور عصمت صعب، على تجاوبهما في تأمين مستلزمات المشروع وقد تبنّت البلدية تكاليف المحروقات للموّلد وتكليف 4 موظفين من البلدية في بعض المناطق للإشراف الدائم.

الى جانب عملكم البلدي، ماذا عن أعمالكم الخاصة؟

لديّ عملي الخاص في قطر وهي شركة "الفضيل" التي تتعاطى المقاولات والتعهّدات حيث يتولّى ابني ادارتها وحالياً لدينا مشروع بناء على مساحة 25 الف متر ضمن ارض البطريركية يتضمّن محلات ومعارض كما تمّ استثمار الأرض لمشاريع أخرى ستعود بالفائدة على أبناء المنطقة، وفي    في  لبنان  حيث نمتلك اسطولاً من المعدات التي تتعهّد بالحفر BMمجال آخر لدينا

والإنشاءات والبنى التحتية.

كيف توفّقون بين اعمال البلدية واعمالكم الخاصة؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ البلدية تأخذ الحيّز الأكبر من اهتماماتي، لكن ذلك لا يمنعني من الإطلاع على مسار الأعمال الخاصة.