يتحدّر من عائلة عريقة لها إسمها في جبيل، ورث عن والده النزاهة والصدق وخدمة الناس. إنّه رجل الأعمال الطموح ورئيس بلدية جبيل زياد حواط الذي جعل بلدته أهمّ بلدة سياحية في لبنان. وما قاله القديس يوحنا بولس الثاني عن جبيل هو فخر لأبناء جبيل وللبنانيين. مشاريعه وخططه التطويرية لا تتوقف، فهو يعتبر أنّ مدينة جبيل هي كنز كبير للجبيليين وللبنانيين وخلال هذا اللقاء بالرئيس الشاب تحدّث عن المشاريع المستقبلية لإنشاء مرفق سياحي اقتصادي ومركز تسوّق كبير والمشروع الأهمّ "تليفريك" من جبيل الى دير مار شربل:
من المعروف أنّ مدينة جبيل كانت الأوفر حظاً في المدن اللبنانية في الآونة الأخيرة، حدّثنا عن التميّز الذي تتمتّع به جبيل عن سواها ؟ وما هو دور البلدية في المشاريع الإنمائية للمدينة؟
جبيل هي مدينة استثنائية بتاريخها والحضارات التي مرّت فيها، فهي ثاني أقدم مدينة في العالم وحصلت في الآونة الأخيرة على ألقاب عدّة ووصلت الى العالميّة وآخرها اختيارها "عاصمة السياحة العربيّة للعام 2016"، وهذه الإنجازات التي حقّقتها مدينتنا المميّزة ليست فقط لأنّها الأوفر حظّاً، بل لأنّها برهنت عن جدارة في نقل صورة جميلة عن لبنان للبلدان العربية وللعالم كلّه، وما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني على أنّ لبنان هو بلد الرسالة، جسّدته جبيل في اعتبارات عدّة.
أمّا دورنا كبلدية فجاء ليظهر جماليات جبيل، وينمّيها من خلال المشاريع التي حقّقناها من أجل رفع الغبن عن جبيل ووضعها في المكان الذي تستحقّه. هدفنا الأوّل كان إعادة جبيل الى الخريطة السياحية العالمية وهذا ما حصل.
عودتنا مدينة جبيل التألق على مدار عامين متتالين من حيث تميّزها بشجرة الميلاد وتصنيفها من الأفضل عالمياً، ما جديد المدنية وبماذا تعدون الشعب اللبناني؟
ليس هناك من وعود للشعب اللبناني، بل هناك خطّة عمل بدأنا بها كمجلس بلدي ونحن نسعى جاهدين الى تحقيقها، وهناك عمل دؤوب ومشروع كامل متكامل وضعناه منذ استلامنا مهام العمل البلدي، وسيستمرّ من أجل تحقيق المزيد من المشاريع الإنمائيّة والتطويرية، من أجل إبقاء جبيل في المرتبة التي وصلت اليها، لا بل الى مراتب ومراكز أعلى، ترفع إسم لبنان واللبنانيين.
إنّ الحركة السياحية في لبنان تراجعت بشكل ملحوظ نسبة للأوضاع الأمنية التي تمرّ بها المنطقة؟ اين هي جبيل من السياحة اليوم؟ كيف تشجّع البلدية السياحة الداخلية في جبيل؟ وماذا عن توقّعاتكم للحركة السياحية هذا العام؟
إنّ الحركة الإقتصادية في جبيل تعتمد على السياحة الداخلية أوّلاً، أي أن يأتي أبناء المناطق اللبنانية الأخرى الى جبيل من أجل الإستمتاع بكلّ ما تقدّمه لهم هذه المدينة من خدمات في المجالات كافّة. جبيل أصبحت مركزاً لاستقطاب الكثيرين وبالتالي فإنّ حجم زوّارها في صيف 2015وفي فترة الأعياد، كان كبيراً جدّاً.
كون العام 2016هو عام مدينة جبيل، عاصمة السياحة العربية، فقد بدأت الإحتفالات والمهرجانات منذ بدايته، وشكّلت البلدية لجنة مخصّصة لهذه الغاية قوامها العديد من الفاعليات السياحيّة، الثقافية، البيئية والإقتصادية من أجل دعم حملة للمهرجانات طيلة العام 2016، وستطلق روزنامة خاصة بفاعليات هذه السنة، ونتوقّع أنّها ستكون مميّزة على صعيد جبيل ولبنان أيضاً ومعالم الزوّار والنشاط السياحي قد بانتمنذ بداية الـ 2016.
مدينة جبيل تتغنّى بالتراث اللبناني؟ الى أيّ مدى تساهم البلدية في الحفاظ على هذه الأصالة التي وللأسف نفتقدها في أماكن عدة؟
مدينة جبيل هي كنز كبير جداً للجبيليين واللبنانيين، لهذا السبب عملت البلدية كل ما بوسعها للحفاظ على الإرث اللبناني التاريخي الموجود في بيبلوس من خلال المحافظة على المواقع الأثريّة القديمة التي ورثناها عن الشعوب التي مرّت من هنا، واستطعنا أن نحدّ من الموجة العمرانيّة التي تشوّه المناطق السياحية والأثرية، فأوقفنا أعمال البنيان داخل المدينة القديمة. نحن أطلقنا مسيرة انمائية في جبيل منذ تولينا مهام العمل البلدي، طالت جميع القطاعات، فجبيل تشبه عقد لؤلؤ متكامل، كل حبّة منه لها أهميّتها، ومن أبسط واجباتنا كمجلس بلدي هو المحافظة على ما ورثناه من كنوز قبل بدء العمل بمشاريع جديدة، ومنها تأمين النظافة،من خلال تحويل جبيل الى مدينة خالية من النفايات إضافة الى تحسينالبنى التحتيّة.إنّه من واجب البلدية المحافظة على صحة الإنسان الى جانب العمل الإنمائي، السياحي والثقافي. فجبيل هي امتداد طبيعي لقرى القضاء كافة ونحن حريصون على أن يبقى هذا القضاء مميّزاً.
الجبيليون مصرّون على إحراز الألقاب الجديدة، ما هي النقاط التي تعملون عليها من أجل الحفاظ على هذه الإنجازات؟
المواقع الأثرية الفريدة والمميزة في الشرق، سياحة المطاعم والمقاهي والسهر، السياحة البحرية والسياحة البيئية، وكل هذه المميزات الموجودة في جبيل، نعمل مع أهل المدينة للمحافظة عليها وإعطائها القيمة التي تستحقّها من خلال إبرازها بالطريقة التي تليق بها. ومن أجل الحفاظ على الإنجازات التي حقّقناها بفضل ثقة الجبيليين ودعمهم، نحن نعمل معاً من أجل مصلحة وإنماء المدينة ونضع السياسة والطوائف والمذاهب جانباً، هذا بالإضافة الى التضامن بين كلّ أعضاء المجلس البلدي وصدقهم وإمكاناتهم التي وضعوها في تصرّف مدينتهم التي آمنوا بها. لن نتهاون، إذ لا يمكن الرجوع الى الوراء بعد كلّ ما وصلنا إليه.
فجبيل تمثّل النسيج اللبناني الذي نتمنّى أنّ يعمّ في كل الوطن بدعم الشباب اللبناني، لنتمكّن من تحقيق النقلة النوعية التي لطالما انتظرناها كلبنانيين، وحقّقناها كجبيليين في مدينتنا.
ماذا عن العقبات التي تعترض المجلس البلدي في جبيل؟
جبيل مدينة مميّزة جدّاَ بتاريخها وثقافتها وحضارتها، وإلاّ لما كانت حصدت كلّ هذه الألقاب العالميّة من لقب "أفضل مدينة سياحية عربية" الى "عاصمة السياحة العربية لعام 2016"فضلاً عن تصدّر صور زينة الميلاد في جبيل والشجرة، الصحف والمجلات العالميّة واختيارها من بين أجمل أشجار العالم. لهذا السبب، لم تعد جبيل فقط من مسؤولية ادارة المجلس البلدي أو رئيس البلدية أو القييمين على أمور المدينة، فهي مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة وبالتالي على كلّ المسؤولين في القطاعات والوزارات صبّ جزء من اهتماماتهم في سبيل هذه المدينة التاريخية وغيرها من المدن اللبنانية الأخرى التي تعود بالفائدة على لبنان سياحياً واقتصادياً وتأمين رعاية خاصة لها من أجل الإستمرار بهذا النشاط الإنمائي، الثقافي والسياحي الذي أطلقناه في جبيل منذ حوالي 6سنوات.
ما هي المشاريع الحالية والمستقبلية؟
المشاريع كثيرة وثقة الناس بالمجلس البلدي كبيرة، هناك أفكار تطرح ومشاريع تدرس. وثمّة مشروع جدّي لإنشاء مرفق سياحي اقتصادي كبير في جبيل في الجهة الشماليّة للمدينة، فهو حاجة ومطلب جبيلي ولبناني، كما وبدأ العمل في بناء مركز تسوّق كبير في جبيل وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص.
أمّا المشروع الأهمّ بالنسبة لجبيل والقضاء، فقد بدأت الإستشارات والدراسات حوله، وهو مشروع سياحي بيئي من مدينة جبيل حتى محمية بنتاعل في المرحلة الأولى، ثم من المدينة حتى دير مار شربل - عنايا في المرحلة الثانية، وقدّرت كلفة المشروع بأكثر من 10ملايين دولار.
ستتضمّن المرحلة الأولى إنشاء طريق بيئية من شاطئ جبيل حتى محمية بنتاعل بمسافة 6 كلم، وهي طريق ستستخدم للنزهات وركوب الدراجات.
أما المرحلة الثانية، فتشمل استخدام "تليفريك" من جبيل حتى دير مار شربل، يراعي كل المواصفات البيئية والمعايير الدولية، على أن ينطلق من مدينة جبيل مروراً بالأملاك العمومية النهرية، وصولاً إلى دير مار شربل في عنايا، وباشرنا الإتصالات اللازمة مع المسؤولين في وزارة الطاقة والمياه، لكون الأملاك النهرية تدخل ضمن صلاحياتها.
تعليقات الزوار