إنه جمال عبد الرحيم عيتاني. ولِد في بيروت عام 1960، وأنهى دراسته الابتدائية في مدارس المقاصد الإسلامية، قبل أن ينتقل إلى مدرسة International Collegeفي رأس بيروت، حيث أتمّ المرحلة الثانوية. حاز شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية، ثم أنهى دراسة الماجستير في الهندسة المدنية في جامعة Pennsylvania. بدأ حياته المهنية استشاريّاً في المملكة العربية السعودية، ثم انتقل إلى دبي، حيث عمل في مجال تطوير الأعمال والتجارة ضمن عدد من الشركات العربية والأجنبية على نطاق الشرق الأوسط وأوروبا. اختاره الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليترأس مجلس الإنماء والإعمار، فقام بتطوير عمل المجلس وهيكلة إدارته لتحسين الإنتاجية، في الوقت الذي أنجز فيه عدداً كبيراً من المشاريع في لبنان. بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انتقل إلى عمّان حيث قام بتنفيذ الوسط الجديد لمدينة عمّان، مشروع العبدلي، وإدارته لمدة أربع سنوات. بعد ذلك، عاد مرّة أخرى إلى المملكة العربية السعودية ليعمل في إدارة أكبر شركات المقاولات هناك، ثم ليعود منذ عامين إلى لبنان مديراً لشركة سوليدير. واليوم، ها هو رئيس لبلدية بيروت، التي انتظر أهلها طويلاً رئيساً عملياً وديناميكياً، لرفع مستوى معيشتهم وضمان حقهم في السكن والبيئة النظيفة... طموحات كثيرة وعد بها جمال عيتاني، وأطلعنا على تفاصيلها ضمن هذا الحوار.
ما هي المشاريع الإنمائية التي تعهّدت بلدية بيروت القيام بها خلال السنوات المقبلة؟
ما تقوم به بلدية بيروت هو واجب تجاه أهل العاصمة، سواء في مجال تجميلها أو تحسين البنى التحتية فيها أو الفوقية؛ من إنارة وأرصفة وتشجير. لذا يجب أن يتمّ التعاون بين البلدية والمواطنين من أجل استقامة المدينة، لأن بيروت بحاجة إلى العديد من المشاريع الإنمائية، وأهمّها البنى التحتية، التي سنعمل على تحديثها وتطويرها لتواكب طرقاتنا الطرقات العالمية، ولتصبح جاهزة لاستقبال السيارات، ومؤهّلة لهواة المشي. كذلك، هناك ضرورة لفصل خطوط المجاري عن مياه الأمطار تفادياً لحدوث التلوث والفيضانات في الشوارع. ولا نغفل هنا الإشارة إلى سعينا الدائم لحلّ مشكلة النقل التي عانى منها اللبنانيون طويلاً. وسيتمّ ذلك ضمن خطة شاملة قمنا بدراستها، وهي مرتبطة بوضع الطرقات والسعي إلى تخفيف عدد السيارات في المدينة، وذلك من خلال تشجيع على استعمال وسائل النقل العامة وإنشاء مواقف إضافية في المناطق المكتظة بالسيارات. أما بالنسبة إلى موضوع الإنارة، فنذكر أننا سنطلق قريباً مناقصة مخصّصة لإعادة تأهيل إنارة الشوارع من خلال إضاءة الـ LED. وفي هذه الأثناء، نعمل على مشروع لتسمية شوارع بيروت وترقيمها، بالإضافة إلى وضع إشارات تدلّ الناس وتوجّههم إلى الأماكن التي يريدون الذهاب إليها. وإلى جانب البنى التحتية والإنارة، نسعى إلى التخلص من النفايات منذ تسلّمنا العمل في المجلس البلدي، إذ نعمل على إجراء الدراسات لتطوير إدارة ملف النفايات. واليوم، أطلقنا مناقصة لكنس النفايات وجمعها من شوارع بيروت. وسيتمّ الجمع بطريقة جديدة، عبر الفرض على المقاول وضع مستوعبات ذات ألوان مختلفة، معظمها تحت الأرض، على أن تُرمى النفايات في صندوق يرتفع حوالى المتر عن سطح الأرض. وبعد رمي الأكياس تذهب إلى خزان تحت الأرض، لتأتي بعدها السيارات المخصّصة لكل نوع من النفايات وتنقلها. وبهذه الطريقة، نكون قد استفدنا من فرز النفايات في مصانع متخصّصة تُعنى بفرزها بأحدث الطرق. وبعد فرزها، ستتمّ معالجة النفايات لتقليص الكميات الى الحدّ الأقصى قبل تحويلها الى طاقة كهربائية. وخلال شهرين، ستبدأ المناقصة الخاصّة بالمشروع، على أن يتمّ تنفيذه في غضون ثلاث سنوات. وبالانتقال إلى أزمة الطاقة التي تعاني منها مدينة بيروت، وحرصاً منّا على إيجاد الحلول الجذرية، تعاونا مع وزير الطاقة وشركة كهرباء لبنان لإيجاد الحلول المناسبة لتأمين الكهرباء في المدينة. أما في ما يتعلق بالشق البيئي، والذي نحرص دائماً على تحسينه، فسنقوم بتشجير مدينة بيروت وتطوير الحدائق وصيانتها. ومؤخراً أطلقنا مناقصة لزرع 6000 شجرة في وسط الشوارع.
كم تبلغ ميزانية البلدية، وهل تكفي لتغطية كل هذه المشاريع؟
مدخول البلدية السنوي يصل تقريباً إلى 200 مليون دولاراً فيما بيروت بحاجة إلى صرف مبلغ أكبر. لذا علينا السعي إلى تحسين الإيرادات والجباية، مع عملنا على مكننة عمل البلدية لضبط الوضع، بالإضافة إلى السعي لإنعاش السوق العقاري الذي يعاني جموداً كبيراً؛ وذلك من خلال زيادة الصرف على المشاريع الاستثمارية، التي من شأنها إيجاد فرص عمل، بالإضافة إلى ضبط المصروفات.
ماذا عن حرش بيروت؟ هل سيبقى مقصداً للبيارتة؟
حرش بيروت لكلّ اللبنانيين، وسأسعى لجعله محميّة. وقد حضّرنا دفتر شروط لتـأهيله وتحسين إدارته وتنسيقه وتنظيمه؛ فالحرش بالنسبة إلى البيارتة متنفّس يستطيعون فيه الترفيه عن أنفسهم.
هل مشكلة التعدّي على شاطئ الرملة البيضاء ستكون ضمن حساباتكم؟
سنقوم بتحسين إدارة هذا الشاطئ. ونحن مستعدّون للمساهمة في إجراء التحسينات والتعديلات اللازمة على نفقة البلدية. كلّ ما يتمّ إنشاؤه وتعميره على شاطئ الرملة البيضاء يمرّ بعدة مراحل من المواصفات عبر وزارة الأشغال، التنظيم المدني والبلدية. أما بالنسبة للمشروع الذي هو قيد الإنشاء على شاطئ الرملة البيضاء فنحن سنلتزم اليوم بقرار القضاء الذي هو بعهدته. سأفاجئ اللبنانيين بتصميمٍ، أعددته لتحسين طريق وشاطئ الرملة البيضاء، سيتمّ إطلاقه قريباً، والهدف منه توسيع الرصيف كي يستطيع المشاة الاستفادة من هذه المساحة ومن الحديقة الواقعة فوق طريق الرملة البيضاء، على أن تصبح مواقف يركن فيها روّاد الشاطئ سياراتهم.
ماذا عن الاتفاقية الموقّعة مع البنك الدولي حول تعزيز المدينة لمواجهة الكوارث والزلازل؟
إنّها دراسة أوّلية مموّلة من البنك الدولي، وُضعت من أجل رؤية وضع بيروت اليوم، والأخطار التي يمكن أن تصيبها، وكيفية تفاديها. وقد تمّ تقديم اقتراحات للأولويات التي من الممكن أن تكون لدينا.
كيف تتفاعل مع أهالي بيروت؟
أخصّص يوماً في الأسبوع لاستقبال أهالي المدينة، للاستماع إلى قضاياهم، ولمناقشة اقتراحاتهم وشكاويهم، كما لديّ الخط الساخن الخاصّ باستقبال شكاوى المواطنين والتطبيق الذي يمكنهم تحميله على هواتفهم الخلوية، ويمنحهم قدرة التبليغ عن الأعطال ومتابعة معاملاتهم والأوراق المطلوبة منهم. ويبقى موضوع تأهيل الكوادر البشرية جزءاً أساسياً ومهمّاً في تطوير إدارة المجلس البلدي.
ما تعليقك على وصفك بالرجل السوليديري؟
هذا اللقب فخر لي، وأطمح إلى أن تكون بيروت كلها منظّمة ونظيفة مثل سوليدير.
كيف تستطيع التنسيق م بين عملك الخاصّ والعمل البلدي؟
ألغيت عملي الخاص من أجل العمل البلدي.
تعليقات الزوار