لماذا لم تحلّ قضية النفايات حتى اليوم؟
الحقيقة الكامنة وراء نفايات بيت شباب
وجّهنا كتاباً للقائمقام والمحافظ ووزيري الداخلية والبيئة لكننا لم نلق ردّاً حتى الآن
على المعنيين إعادة حساباتهم
لا يزال اللبنانيون يتخبّطون في شرك النفايات على أمل إيجاد المخرج السليم منها، ولأنّها باتت أزمة سياسية صعبة الحلّ سنستمر بالعيش مع هذه الكارثة البيئية. هذه القضية ليست بحاجة إلى اختراع حلول لها فكل دول العالم تعالج نفاياتها وتستثمرها ايضا لذا نطالب الدولة اللبنانية انتقاء الحلّ الأنسب من الدول الأوروبية، فلماذا التلكؤ والتباطؤ في إيجاد حلّ جذري ينهي هذه المهزلة التي استغرقت سنوات؟ ولماذا لا تُعطى الموافقة لمن عزم على إنشاء معامل للفرز؟
ها هو مسلسل النفايات يعود للظهور مجدداً في آخر فصوله التي طالت بلدية بيت شباب بشخص رئيسها الياس الأشقر، عندما وجِّهت أصابع الاتهام له جرّاء النفايات المترامية على شاطئ كسروان، ما دفع النيابة العامة البيئية إلى الادعاء على البلدية متناسية هي وغيرها من الجهات المعنية المشاهد المشابهة والتي باتت منتشرة في مناطق مختلفة من لبنان. أزمة النفايات هذه ليست قضية مستجدة ومكبّ بيت شباب كحال باقي المكبّات ليست وليدة اللحظة ولا الصدفة ولا الظروف الاستثنائية بل عمرها سنوات ولا تزال بانتظار حلّ جذري من الدولة. مجلة "رانيا" التقت الرئيس الياس الأشقر لمعرفة الحقيقة الكامنة وراء هذه الادعاءات التي نُسبت إلى البلدية، فأوضح قائلا: "هذه النفايات التي وجِدت على شاطئ كسروان ليس بالضرورة أن تكون متأتية بشكل كليّ من بيت شباب فلبنان مليء بالكثير من المكبّات العشوائية، ونحن كبلدية نطالب المسؤولين حلّ هذه المشكلة التي باتت تؤرّق كل منزل وهي أولاً وأخيراً تقع على كاهل الدولة وحدها، فقضية النفايات سياسية لا علاقة للبلدية بها. أعتقد بأنّ هناك أسباباً شخصية وراء هذه القضية التي أثارتها المحامية المنافسة لي في الانتخابات السابقة". أما عن المكبّ المؤقت الذي تعتمده بلدية بيت شباب للتخلص من النفايات فقد أشار الأشقر بالقول: "عندما توقفت شركة "سوكلين" عن مهامها طلبوا من البلدية بشكل خطي أن يتم تأمين أرض لرمي النفايات فيها بدلاً من تواجدها على الطرقات. وبناء على طلبهم، تمّ تخصيص أرض تابعة للبلدية وبعيدة عن البلدة ريثما يتمّ نقلها لاحقاً، إلاّ أنّه لم يأت أحد لينقلها وبهذه الحالة على من يقع اللوم برأيكم؟ ونتيجة لعوامل الطقس ساعد الهواء والماء في انزلاق قسم صغير من هذه النفايات، ولكن ما يتمّ تداوله اليوم غير صحيح بأن نفايات بيت شباب ملأت الشاطئ والبحر، وكأن النفايات الموجودة في السابق لم تؤثر على بحر لبنان وشاطئه وتربته". أمام هذه المعضلة لم يقف رئيس البلدية الياس الأشقر مكتوف اليدين وإنما وجّه كتاباً لكل من القائمقام، المحافظ، ووزيري الداخلية والبيئة ليتمّ نقل النفايات عن أرض البلدة، لكنه لم يلق حتى اليوم آذاناً صاغية، وتابع بالقول: "هذه ليست المحاولة الأولى للتخلص من النفايات، فمنذ بداية الأزمة يعقد رؤساء البلديات ضمن الاتحاد في كل شهر جلسة لإيجاد حلّ لها، حيث تقدّمنا بطلب للحصول على موافقة من وزارة البيئة لإنشاء معمل صغير لفرز النفايات، إلاّ أنّ الطلب تمّ رفضه. كما وأننا كغيرنا من البلديات لزّمنا شركة "رامكو" منذ 7 أشهر لنقل النفايات. هنا، ماذا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك، في ظلّ نقص ميزانية ومداخيل البلدية؟". هذه القضية أثارت استنكار سكان البلدة الذين أبدوا وقوفهم إلى جانب الرئيس الأشقر ورفضهم أن يتمّ جرّ البلدية إلى السياسة، وبما أننا على أبواب الانتخابات النيابية وجّه الأشقر إلى المعنيين رسالة قال فيها: "يجب عليكم إعادة حساباتكم وخاصة في موضوع النفايات وأن لا توجّه أصابع الإتهام الى بلدية بيت شباب. وبعيداً عن قضية النفايات تسعى بلدية بيت شباب لتنفيذ مشاريع عدّة منها ترميم مبنى البلدية وإعادة تأهيل الطرقات واستحداث حدائق جديدة.
تعليقات الزوار